اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وأصحاب الحسين
الخطبة التي خطبها زينب () في مجلس يزيد لعنه الله
ثم قالوا: وأما زينب فإنها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين تفزع القلوب: يا حسيناه! يا حبيب رسول الله! يا ابن مكة ومنى! يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! يا ابن بنت المصطفى! قال: فأبكت والله كل من كان في المجلس، ويزيد ساكت ثم جعلت امرأة من بني هاشم في دار يزيد تندب على الحسين () وتنادي: وا حبيباه! يا سيد أهل بيتاه! يا ابن محمداه! يا ربيع الأرامل واليتامى! يا قتيل أولاد الأدعياء! قال: فأبكت كل من سمعها ثم دعا يزيد بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين () فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي وقال: ويحك يا يزيد أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة؟.
أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول: أنتما سيدا شباب أهل الجنة، فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا، قال: فغضب يزيد وأمر باخراجه فاخرج سحبا قال: فجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى شعر:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
أقول: وزاد محمد بن أبي طالب:
لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل
وفي المناقب: " لست من عتبة إن لم أنتقم " قال السيد وغيره: فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ( ) فقالت: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله كذلك يقول " ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن " أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة؟وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين " أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي؟وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه بدماء الشهداء؟وكيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن، والإحن والأضغان؟ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
وأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل منتحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة، تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك؟وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة، بإراقتك دماء ذرية محمد ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم، ولتودن أنك شللت وبكمت، ولم يكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت " اللهم خذ بحقنا، وانتقم من ظالمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا " فوالله ما فريت إلا جلدك، ولا جززت إلا لحمك، ولتردن على رسول الله بما تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، حسبك بالله حاكما، وبمحمد خصيما وبجبرئيل ظهيرا، وسيعلم من سوى لك ومكنك من رقاب المسلمين، بئس للظالمين بدلا، وأيكم شر مكانا وأضعف جندا ولئن جرت على علي الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك وأستكبر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفوها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت وما ربك بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد ألا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل فقال يزيد:
يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون الموت على النوائح
قال: ثم استشار أهل الشام فيما يصنع بهم، فقالوا: لا تتخذ من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير: انظر ما كان الرسول يصنعه بهم فاصنعه بهم وقال المفيد - رحمه الله -: ثم قال لعلي بن الحسين: يا ابن حسين أبوك قطع رحمي وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت، فقال علي ابن الحسين: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " (4) فقال يزيد لابنه خالد: أردد عليه! فلم يدر خالد ما يرد عليه، فقال له يزيد: قل " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " وقال صاحب المناقب: بعد ذلك فقال علي بن الحسين: يا ابن معاوية وهند وصخر لم تزل النبوة والإمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد، ولقد كان جدي علي بن أبي طالب في يوم بدر واحد والأحزاب في يده راية رسول الله وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار، ثم جعل علي بن الحسين () يقول:
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم؟
بعترتي وبأهلي عند مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ثم قال علي بن الحسين: ويلك يا يزيد! إنك لو تدري ماذا صنعت؟وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي إذا لهربت في الجبال، وافترشت الرماد، ودعوت بالويل والثبور، أن يكون رأس أبي الحسين بن فاطمة وعلي منصوبا على باب مدينتكم وهو وديعة رسول الله فيكم، فأبشر بالخزي والندامة غدا إذا جمع الناس ليوم القيامة.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد والعن اعدائهم
سلام على الحوراء ما بقي الدهر *** وما أشرقت شمس وما طلع البدر
سلام على القلب الكبير وصبره *** بما قد جرت حزنا له الادمع الحمر
احسنت اختنا الكريمة على الموضوع ربي يجعله في موازين اعمالك
نسالكم الدعاء