اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الراوي: بعد مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيتهُ (ع) واصحابهُ بقيت الأجساد مطروحة ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء. فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس .
نزل بنوا أسد في ارض كربلاء ، في مكان قريب من المعركة وبنوا بيوتهم ونصبوا خيامهم وقاموا برعاية مواشيهم . وعند حاجتهم لشرب الماء ذهبت النسوةُ لجلب الماء إلى رجالهٌن وليسقين مواشيهن . فعند وصولهن إلى الفرات ليجلبن الماء من المشرعة ، أردن التوجه إلى الخيام فمررن على المعركة فإذا هُن يشاهدن الجثث على المسناة قريباَ من الفرات ومتناثرة في رمضاء كربلاء فأخذن يلطمن على الخدود ويتصارخن وقلن هذهِ والله جثثُ الحسين واهلُ بيتهُ واصحابهُ .
ثم رجعت النسوة إلى البيوت صارخات من هولُ ما رأين من الجثث المذبوحة .
فهرع الرجال من بيوتهم من شدة صراخ النساء فسألوهن ماذا حدث ! ماذا جرى!؟
فأجابت النساء : لقد شاهدنا جُثث أهل بيت النبوة . شاهدنا جثة الحسين وجُثث أهل بيتهِ واصحابُه.
فقال شيخ ُالعشيرة الشيخ: إنا نخافُ والله من عبيد الله بن زياد تصبحُنا خيولهم وينهبونا أو يقتلوا احدُنا.
النساء:بان عليكُم الجبن والخوف فو الله نذهبُ نحنُ لدفن الأجساد ولا نتركُ الحسين مرمياً على الأرض .
الشيخ :ارجعنِِِْ أيها النساء. لا والله ما الجبنُ والخوف من شيمُنا فنحن في خدمة الحسين . هيـــــــــــا .هيـــــــــــا احملوا الفؤوس لحفر القبور ودفن الأجساد ولنضع عيناً على طريق الكوفة ولنتولى دفنهم .
الراوي :فتجمع بنو أسد قرب الأجساد الطواهر الزواكي . حول جسد الحسين واهلُ بيتهِ واصحابُه وهم يبكون من هول المصيبة فبركوا على الجثث لينظروا ما حل بها وهي بلا رؤوس وقد سُلبت عليها فناداهم الشيخ قائلاً.
الشيخ:هيا تعالوا . اقتربوا لحملِ هذه الجثُة .
الراوي:فاجتمعوا كلهم لحمل الجثة فلم يستطيعوا تحريك عضواُ من أعضائها .وفي هذهِ الإثناء جاء الرجلُ يركضُ خائفاُ ويقول لهم ان شخصاُ ملثماُ راكباُ جوادهُ جاء متجهاُ نحونا .
الشيخ :يا إخوتي وأبنائي اختبئوا وراء الأشجار لننظر من القادم . هيا اختبئوا.
الراوي :فجاء الإعرابي على متن ِ جواده وقد ضيق لثامهُ واتجه نحو الجثث . إلى جثة الحسين وجثث أهل بيته ونزل عن جواده متجهاُ نحو الأجساد وهو منحنياُ كهيئة الراكع حتى وصل إلى إحدى الجثث ورمى بنفسهِ على الجسد فجعل يشمهُ تارةً ويقبلهُ تارةً أخرى . وقد بُــــــــــــــــــــــل لثامهُ بالدموع.
الراوي: فتقدم بنوا أسد نحو الإعرابي وقال لهم شيخهُم .
الشيخ :تقدموا نحو هذا الرجُل .
الامام : أيها المسلمون ما وقوفكم حول هذهِ الجثث .
الشيخ :يا أخا العرب جئنا لنتفرج عليها .
الامام :لا والله ما كان هذا قصدكم .
الشيخ :نعم يا أخا العرب . ألان نُطلعك على ما في صدورنا . لقد أتينا لدفن جسد الإمام الحسين فلم نستطع تحريك عضو من أعضائه ثم اجتهدنا لدفن أهل بيته وما فينا من يعرف من هذا ومن ذاك وهم كما ترى جثثً بلا رؤوس .
الراوي :بعد ذلك قام الإمام (ع) فخط خطاُ في الأرض وهُم ينظرون اليهِ ماذا يفعل وقال لهم الإمام .
الامام :احفروا ها هنــــــــــــــــــــــــا
الشيخ :هيا يا أصحابي احفروا حفرةٍ وافعلوا ما يأمركم به هذا الإعرابي .
الراوي :فقام بنو أسد يحفرون الحفر ليدفنوا بها أصحاب الحسين .وعند إكمال عملهم أمرهم الإمام (ع) بوضع نيفً وسبعين من أصحاب الإمام الحسين في هذه الحفرة فقام بنوا أسد بجمع الجثث ووضعوها في الحفرة .
ثم أمرهم بحفر حفرة ثانية وهو يبكي بكاءٍ شديداً فقاموا بحفر الحفرة الثانية امتثالاُ لأمر الإمام ثم جمعوا إحدى وعشرون جثة وهي مقطعة ووضعوها في الحفرة . وبعدها أمرهم الإمام (ع) بأن يهيلوا التراب على الحفرتين فأخذوا يهيلون التراب ببكاءٍ وعويل .ثم جلس الإمام بقرب جسد الإمام الحسين (ع) وهو يبكي وقد انحنى عليهِ ثم أمرهم الإمام بأن يشقوا ضريحاُ لجسد الإمام الحسين مما يلي الرأس الشريف ففعلوا وقاموا يحفرون الحفرة والبكاء يعلو بينهم . وبعد ذلك قام الإمام ليحمل جسد أبيه فأقبل عليه الشيخ واصحابهُ ليساعدوه في حمل الجسد . فقال الإمام بخضوعْ وخشوع .
الامام :إنا أكفيكم أمره .
الشيخ :يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلنا اجتهدنا على إن نحرك عضواُ من أعضائه فلم نقدر عليه .
الامام :إن معي من يعينني عليه .
الراوي :وقبل إن يحمل جسد أبيه الحسين قال لبني أسد .
الامام :ائتوني بحصيرة .
الشيخ : يا أصحابي احضروا الحصيرة . يا أخا العرب ماذا تصنع بالحصيرة !
الامام :اجمعُ عليها أوصال جسد أبي عبد الله الحسين .
الراوي :عندها ذهب بنو أسد لجلب الحصيرة إلى الإمام السجاد (ع) ليجمع عليها أوصال ابيه المقطعة . وعندما جلبوا الحصيرة قام الإمام بجمع أوصال الإمام الحسين (ع) المقطعة من هنا وهناك ووضعها على الحصيرة .
ثم قام الإمام وحمل الجسد الطاهر ووضعهُ على الحصيرة ثم حمل الحصيرة وفيها الجسد المقطع إلى مستودع القبر .
الراوي :فعندما نزل الإمام السجاد(ع) إلى القبر بقي فترة طويلة فقام إليه الشيخ ينظر إليه ماذا يفعل هذا الرجل فوجدهُ واضعاً خدهُ على خد أبي عبد الله الحسين وهو يبكي ويقول ( بسم الله وبالله طوبى لأرض تضمنت جسدك الشريف أما الدنيا فبعدك مُظلمة وأما الآخرة فبنورِ وجهك مُشرقة ، أما حُزني فســـــــــــــــرمد وأما ليلي فمسهد حتى يختارُ الله لي دارك التي أنت فيها مُقيم).
بينما الإمام واضعاً فمهُ على نحر أبيه الحسين فإذا سمع صوتَ يخرجُ من منحر الحسين ( ولدي علي وسد رضيعي على صدري) بعد ذلك نهض الإمام السجاد وحمل الطفل الرضيع ووضع منحرهُ على منحر أبيه وصدرهُ على صدر أبيه.
الراوي :ثم قام الإمام (ع) وهو يبحثُ في الأرض . فقال لهُ الشيخ
الشيخ :عن ماذا تبحث يا أخا العرب .
الامام :ابحث عن خنصر أبي عبد الله الحسين .
الراوي :بعد ذلك قام الإمام السجاد وأهال التراب على جسد أبيه الحسين وهو باكياُ مفترشاُ الأرض لا يقوى على حمل جسمهُ النحيف .ثم أهل التراب على جسد المولى أبي عبد الله . وعندما أكملوا دفن الجسد الطاهر . جلس الإمام قرب القبر وكتب بــأصبعهُ الشريف ( هذا قبرُ الحسين بن علي بن أبي طالب المذبوح بأرض كربلاء عطشاناً غريبا) ثم التفت إلى بني أسد وسألهم الامام :يا بنو أسد هل بقي احد .
الشيخ :نعم يا أخا العرب بقي بطلَ على المسناة كلما رفعنا منهُ جانب سقط الجانب الأخر لكثرة ضرب ُ السيوف وطعنُ الرماح .
الراوي :فذهب الإمام إليه فلما وصل إلى جسدِ عمه العباس انكب عليه يقبلُه .
الامام :ياقمر بني هاشم على الدنيا بعدك العفى .
الراوي :وافترش الإمام جسد عمهُ العباس ثم صاح .
الإمام :عماه ليتك حاضراً لترى ما حل بنا .يا بنوا أسد احفروا حفرة هنا .
ثم قام الإمام برفع الجسد الطاهر ليضعهُ في قبره ثم نزل إلى القبر واخذ يبكي على جسد عمهُ أبو الفضل بعدها نهض الإمام (ع) واخذ الكفين ووضعهما مع الجسد الطاهر ثم أمرهم الإمام بأن يهيلوا التراب على الجسد الطاهر لأبي الفضل.
الامام: أهيلوا التراب جزاكم الله خيراُ.
الراوي :ثم قام الإمام محني الظهر وبنوا أسد لا يعرفون من هو واتجه نحو القبور وهو يبكي وبني أسد ينظرون اليهِ ما يصنع هذا الرجل.
ثم أراد الإمام (ع) إن يتوجه إلى الشام فقال إليه الشيخ .
الشيخ :يا أخا العرب نقسم عليك بالله وأصحاب القبور هلا عرفتنا بنفسك .
الامام :انا عليُ بن الحسينُ بن علي بن أبي طالب .
الامام :قوموا معي لأعرفكم بأصحاب القبور . هذا( قبر الحسين بن علي وعلي الأكبر والطفل الرضيع) وهذا ( قبر حبيب بن مظاهر ) وتلك (قبور أصحاب الحسين اللذين ضحوا في كربلاء ) وذاك (قبرُ أبي الفضل العباس حامل لواء الحسين) .
الراوي : واخذ بنو أسد راكعين باكين على ما حصل بأهل بيت النبوة واخذ الشيخ يقبل الإمام ويُعزيه بما أصابهم من مصيبة .
وبعد ذلك ودعهم الإمام (ع) واخذوا يسلمون عليه ويودعونه .
ثم ركب الإمام جواده واتجه إلى عمته زينب
======
قبيلة بني أسد تعيش أطراف كربلاء، خرج رجالها يتفحَّصون القتلى، ويتتبَّعون أنباء الواقعة بعد رحيل جيش عمر بن سعد إلى الكوفة، فلمّا نظروا إلى الأجساد وهي مقطّعة الرؤوس، تحيّروا في دفنها، فبينما هم كذلك جاء الإمام زين العابدين ()
بطي الأرض إلى أرض كربلاء
قال السيّد المقرّم: (ولمّا أقبل السجّاد ( ) وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى متحيّرين لا يدرون ما يصنعون، ولم يهتدوا إلى معرفتهم، وقد فرق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم، وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم! فأخبرهم (عليه السلام) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقفهم على أسمائهم، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب فارتفع البكاء والعويل، وسالت الدموع منهم كل مسيل، ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود.
ثم مشى الإمام زين العابدين () إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً، وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق، فبسط كفّيه تحت ظهره وقال: (بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، صدق الله ورسوله، ما شاء الله لا حوّل ولا قوّة إلاّ بالله العظيم)، وأنزله وحده لم يشاركه بنو أسد فيه، وقال لهم: (إنّ معي من يعينني)، ولمّا أقرّه في لحده وضع خدّه على منحره الشريف قائلاً:
(طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة، أمّا الليل فمسهّد، والحزن سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم، وعليك منّي السلام يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته).
وكتب على القبر: (هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب ()، الذي قتلوه عطشاناً غريباً).
ثم مشى إلى عمّه العباس () فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء، وأبكت الحور في غرف الجنان، ووقع عليه يلثم نحره المقدّس قائلاً: (على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، وعليك منّي السلام من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته).
وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد، وقال لبني أسد: (إنّ معي من يعينني)! نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين، ووضع في الأُولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب وأمّا الحر الرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن) (2).
ـ بحار الأنوار 45/277.
2ـ مقتل الحسين: 320.
عظم الله أجوركم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
لا تنسونا من صالح دعائكم
يــــــ زهراء ــــــا مـــــــــدد
توقيع عبـد الرضا
أفصبراً يا صاحب الأمر والخطب جليل يذيب قلب الصّبور
كيف من بعد حمرة العين منها تهنى بطرفٍ قرير !!
فإبكِ لها وإزفر لها فإنّ عداها منعوها من البكاء والزّفير !
يـــــــــ مهدي ـــــــا أدركنا !!
يــــ زهراااااااااااء ـــا مــــــدد
آخر تعديل بواسطة عبـد الرضا ، 19-Dec-2010 الساعة 02:02 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
من القواعد العامة والثابتة عند الشيعة هي أن المعصوم لا يجهزه ولا يدفنه إلا معصوم مثله فرسول الله (ص) مثلاً جهزه ودفنه الإمام أمير المؤمنين (ع)
وكذلك سيدة النساء فاطمة قام الإمام بغسلها وتجهيزها ودفنها ليلاً وعفا موضع قبرها حسب وصيتها
والإمام علي (ع) جهزه ودفنه ابنه الإمام الحسن (ع) وهكذا كل إمام أو معصوم قام بتجهيزه المعصوم الآخر
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
جزاك الله خيراً أخي المبدع والمتألق أبــو صــــالـــح لهذا الموضوع الجميل
تقبل مروري
!!
!
!
.