هذه الليالي كل ساعاته البكاء على الامام الحسين
صباحا ومساء يبكي دماً روحي له الفدا
هذه ايام البكاء ايام الندبة للامام على الحسين
صل الله عليك يا ابا عبد الله
صل الله عليك يا غريب ياعطشان يا مظلوم
قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات ، فأحدقوا بك من كل الجهات
وأثخنوك بالجراح ، وحالوا بينك وبين الرواح
ولم يبق لك ناصر ، وأنت محتسب صابر ، تذب عن نسوتك وأولادك
روي ان الامام الحسين حين ما ودع الوداع الاخير جاء الى العدو فخاطبهم
فخطب خطبة فلم يجيبوه الا بالرماح فلم يجيبوه الا بالسهام وبالاحجار التي رموها اليه
هناك الغربة
فنادى هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله هل من معين يعينني هل من ناصر ينصرني
نظر يمينا وشمالا وكأنه يخاطب اجساد الشهداء
اين هانيء
اين مسلم
اين حبيب
اين زهير
اين علي الاكبر
اين عباس
لبيك سيدي لبيك لئن اخرتني عنك الدهور
فقد جاوبتك روحي في جميع العصور
حتى نكسوك عن جوادك ، فهويت إلى الأرض جريحا تطئوك الخيول بحوافرها
أو تعلوك الطغاة ببواترها ، قد رشح للموت جبينك
واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك
تدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك ، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهاليك .
روي ان الامام الحسين صلوات الله عليه
في هذه اللحظات الاخيرة من حياته كان يناجي ربه
صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك
صبراً على حكمك، يا غياث من لا غياث له
يا دائماً لا نفاد له، يا محيي الموتى، يا قائماً على كل نفسٍ بما كسبت
احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين.
روي رواية اخرى ان الحسين صلوات الله عليه
في هذه اللحظات كان يذكرنا يذكر شيعته ومحبيه
فالراوي لعنه الله يقول اجتمعنا حول الحسين
كلنا كان يضرب الحسين بما في يده من سيف او رمح او حجر
فكانت شفتاه تتحركان فاقتربت منه فكان يقول الهي
شيعتي و محبي..
الهي وفيت بعهدي فأوف بعهدك في حق شيعتي ومحبي اهل بيتي
يا الله ..
الهي ارزقنا نزور قبر الحسين هناك المقتل مكان ذُبح الحسين سلام الله عليه
الامام الحجة صلوات الله عليه يصور هذا المنظر يقول
وأسرع فرسك شاردا إلى خيامك ، قاصدا محمحما باكيا
فلما رأين النساء جوادك مخزيا ، ونظرن سرجك عليه ملويا
برزن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات الوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات
وبعد العز مذللات ، وإلى مصرعك مبادرات
ويقول الامام سلام الله عليه
والشمر جالس على صدرك ، ومولغ سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده
ذابح لك بمهنده ، قد سكنت حواسك ، وخفيت أنفاسك ورفع على القناة رأسك .
وسبي أهلك كالعبيد ، وصفدوا في الحديد ، فوق أقتاب المطيات تلفح وجوههم حر الهاجرات يساقون في البراري والفلوات
أيديهم مغلولة إلى الأعناق ، يطاف بهم في الأسواق .
فالويل للعصاة الفساق ، لقد قتلوا بقتلك الإسلام ، وعطلوا الصلاة والصيام ، ونقضوا السنن والأحكام ، وهدموا قواعد الإيمان ، وحرفوا آيات القرآن ، وهملجوا في البغي والعدوان
لقد أصبح رسول الله موتورا ، وعاد كتاب الله عز وجل مهجورا ، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا ، وفقد بفقدك التكبير والتهليل ، والتحريم والتحليل ، والتنزيل والتأويل
فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول فنعاك إليه بالدمع الهطول ، قائلا يا رسول الله ، قتل سبطك وفتاك ، واستبيح أهلك وحماك ، وسبيت بعدك ذراريك ، ووقع المحذور بعترتك وذويك
فانزعج الرسول وبكى قلبه المهول ، وعزاه بك الملائكة والأنبياء
وفجعت بك أمك الزهراء ، واختلف جنود الملائكة المقربين ، تعزي أباك أمير المؤمنين وأقيمت لك المأتم في أعلى عليين ، ولطمت عليك الحور العين .
خرجت عند ذلك مولاتنا زينب
تندب الحسين وتنادي بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب
يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء
وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى وإلى محمد المصطفى وإلى علي المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء
يا محمداه، هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا واحزناه، واكرباه
اليوم مات جدي رسول الله يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.
يا صاحب الزمان
الله يا حامي الشريعة الله
أتقر وهي كذا مروعة
بك تستغيث وقلبها لك عن جوا يشكو صدوعه
أين الذريعة لا قرار على العدا أين الذريعه
مات التصبر بإنتظارك أيها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمل غير أحشاء جزوعه
قد مزقت ثوب الأسى وشكت لواصلها القطيعة
فالسيف إن به شفاء قلوب شيعتك الوجيعه
فسواه منهم ليس ينعش هذه النفس الصريعه
طالت حبال عواتق فمتى تعود به قطيعا
كم ذا القعود ودينكم هدمت قواعده الرفيعه
تنعى الفروع أصوله وأصوله تنعى فروعا
فيه تحكم من أباح اليوم حرمته المنيعة
فاشحذ شظا عظب له الأرواح مذعنة مطيعه
واطلب به بدم القتيل بكربلاء في خير شيعة
ماذا يهيجك إن صبرت لوقعة الطف الفظيعة
أترى تجيء فجيعة بأمض من تلك الفجيعة
حيث الحسين على الثرى خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته آل أمية ظامي إلى جنب الشريعة
ورضيعه بدم الوريد مخضب فاطلب رضيعا
يا غيره الله اهتفي بحمية الدين المنيعة
ودعي جنود الله تملأ هذه الأرض الوسيعة
واستأصلِ حتى الرضيع لآل حرب والرضيعه
ما ذنب أهل البيت حتى منهم أخلوا ربوعا
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اصحاب الحسين
وعلى اولاد الحسين
اللهم العن اول ظالم ظلم ال محمد واخر تابع له الى يوم القيامة
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مات التصبر بإنتظارك أيها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمل غير أحشاء جزوعه
لعن الله كل من ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك
سلمت يداك اختي الفاضلة جارية علي وآجرك الله