[موالية صاحب البيعة]

ايها اللبناييون ..... ليتكم تصبحون على وطن في الـ 2011

أفل نجم العام 2010 وطريق لبنان - طريق الجلجلة - لا زالت طويلة .... الوضع السياسي ذات التوتر الدائم لا يترك للأمل "مطرح".... نشاط سياسي مستمر عقيم المغزى ونشاط في حراك لا يسهم سوى في توتير الاجواء .... مواطن تتخابطته الالام والاوجاع والولاء والمواطنية ...

انقضى عام 2010 مخلفاً العديد من الاسئلة التي يجب على اي "مسؤول" ان يجيب عنها، ولكن هنا بيت القصيد، هل في لبنان مسؤول يعي انه مسؤول وعليه واجبات وجب تنفيذها .... حتماً لا، فشعب لبنان يحاصره الحرمان ويهدده الفقر اينما حل واينما كان على ارض هذا الوطن التي تكتنز اسرار العالم باسره .... فالسياسي المسؤول غير مسؤول عن الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه معظم الشعب اللبناني ..نعم معظمه بعدما ذهبت الطبقة الوسطى مع الريح ...

عام 2010 كشف عجز الدولة وعدم قدرتها لتكون دولة اصلاً .... محكمة اثقلت كاهل لبنان بمشروع لا يضمر لهذا الوطن الجريح سوى العداء .... ومروِجوها بالفعل هم من يستحقون المحاكمة ....

مآساة الطائرة الاثيوبية...

اولى محطات هذا العام التي كشفت ضعف الدولة وعجزها، فبدأ العام بمآساة انسانية زاد من مآساتها تلك الدولة الفاشلة بكل المعايير.. فكان سقوط الطائرة الاثيوبية في 25 كانون الثاني/يناير، هذه الطائرة التي كانت تقل 90 راكباً 54 منهم من اللبنانيين الذين ضاقت بهم الحال في وطنهم السليب فقرروا الهجرة لاكتساب الرزق والعيش الكريم، هنا بدا ضعف الدولة وضعف امكانياتها جلياً فلا معدات ولا خطة طوارئ ولا آلية عمل فورية، واضعف الايمان ان يكون بمقدور اي دولة ان تتعاطى مع هذا الحادث بطريقة احترافية على الاقل لكي تبرهن لمواطنيها انها فعلاً دولة لهم .... الملف اغلق في 25 شباط/فبراير ولا اجوبة لعيون ذوي الضحايا الحائرة .....

المياه والحاجة اليها في صيف لبنان ....

كما كل عام النداء عينه، افعلوا شيئاً لكي لا تذهب مياه لبنان هدراً، لكي نتسول المياه صيفاً ... وبهذا الشأن تقدر نسبة المتساقطات في لبنان بنحو مليارين و700 مليون متر مكعب تتوزع بين 90 الى 100 يوم في السنة. وصحيح ان عدد ايام المتساقطات تقلص الى نحو 50، لكن الكميات اصبحت تهطل بقوة اكثر، وهذه إحدى ظواهر الاحتباس الحراري التي يشهدها لبنان.

مليار ونصف متر مكعب من المياه تذهب هدراً في البحر ...

ثمة مليار ونصف مليار متر مكعب من المياه تذهب هدراً في البحر، و 25 في المئة من المياه المنتجة تتوزع في المناطق. وتقدّر المياه المتجددة سنوياً بنحو مليارين و200 مليون متر مكعب مياه سطحية يضاف اليها نحو 600 مليون مياه جوفيه، أي ما مجموعه نحو مليارين و700 مليون متر مكعب. اما حاجة لبنان للمياه في 2010 فقدرت بنحو 900 مليون متر مكعب للري، و500 للشفة و500 للصناعة. الا ان تلك الحاجات ستزيد مع حلول سنة 2030 بفعل النمو السكاني المتوقع بنحو 2,5 في المئة لتصبح الحاجة للشفة والصناعة نحو مليار و240 مليون متر مكعب، وللري بنحو المليار متر مكعب.

هذه الحاجات وفق المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير "تشكل عجزاً في الميزان المائي، وخصوصاً اذا بقينا على الوضع الحالي أي لا نعتمد تخزين المياه في السدود والبحيرات والمياه تذهب هدراً الى البحر".

ولأن العجز المائي سيظهر من الآن وحتى سنة 2030، يرى قمير ضرورة تطبيق مفهوم الادارة المتكاملة للمياه، "ويلزمه وقت لتفعيل مؤسسات المياه وتأمين الميزانية الكافية لها". ولا يغفل الاشارة الى الدور الفاعل للبلديات وكذلك للمدارس والاعلام.

...يلجأ بعضهم الى المياه الجوفية لسدّ حاجته من المياه في فصول الشحّ. لكن الأخطر من استنفاد هذه الآبار، هو التلوّث الذي يصيبها بسبب غياب شبكات التصريف وعدم وجود سياسة مائية متكاملة. ويلفت قمير الى آلية محددة ستصدر قريباً بقرار من وزير الطاقة تحدد معايير حفر الآبار. "فالآبار تستنزف طبقة المياه الجوفية وتؤثر سلباً على البيئة خصوصاً اذا ما عرفنا ان بعضهم يصب المياه الآسنة في الآبار. هذا جرم من المفترض ان يعاقب عليه القانون"، اذن عام 2010 شهد عجزاً مائياً وهذا ما ينبئنا بان لبنان قادم على التصحر فهل من سيتحرك ويطالب بشكل جدي ببناء السدود في العام الذي يليه ؟ ....

المواطنون يحتجون ويحرقون الاطارات المطاطية مطالبين الدولة بالنور .....

في هذا العام احتكم المواطنون الى الشوارع احتجاجاً على ازمة الكهرباء الحادة والمستفحلة وللمطالبة بالنور في ايام مظلمة ... وفي هذا العام ايضاً لم تنفع تلويحات وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وإمهاله وزراء ونواباً مدة شهر لدفع فواتير متأخرة في الثالث والعشرين من شهر نيسان/ابريل، فالفواتير لم تدفع، وبقي التقنين ..

وعلى الرغم من موافقة مجلس الوزراء في 21 حزيران /يونيوعلى خطة لخمس سنوات أعدّها الوزير جبران باسيل بشأن سياسة الكهرباء، فإن الاحتجاجات امتدت على طول الشارع اللبناني وعرضه، وفي كل المناطق اللبنانية، رافقها قطع للطرق وإحراق إطارات مطاطية.

وفي هذا الشأن أعلن السفير الإيراني في الثامن والعشرين من شهر آب/اغسطس، استعداد بلاده لحل مشكلة الكهرباء في لبنان خلال ستة أشهر. لكن الاشهر الستة ستنتهي ولا يبدو في الافق اي حل لهذه الازمة.

المحروقات ووقف الدعم عن المازوت ...

في الثالث من شهر آذار/ مارس، أوقفت الحكومة الدعم عن المازوت بطلب من وزير الطاقة جبران باسيل بسبب الاتجار غير المشروع، وفي الثاني والعشرين من نيسان/ابريل أعلن السائقون العموميون الاضراب في كل لبنان احتجاجاً على وضعهم.

اضرابات

في الثامن والعشرين من نيسان\ ابريل، أعلنت نقابة الطيارين اللبنانيين الاضراب لـ24 ساعة ، بينما قامت بتهديدهم مدير طيران الشرق الاوسط محمد الحوت بالمقاضاة. وفي التاسع عشر من أيار/مايو وصلت أزمة المحروقات إلى مطار بيروت الدولي، حيث دعت إدارته الطائرات الآتية إلى لبنان بالتزود بالفيول قبل وصولها.

وفي 21 تموز كشف نائب رئيس الحكومة القطرية عن رغبة "قطر للبترول" دخول منافسة تطوير حقول النفط في لبنان.

الزراعة ومضبوطات مخالفة تباع في الاسواق اللبنانية .....

ضبطت وزارة الزراعة اللبنانية كميات من الخضار المرشوشة بمبيدات حشرية سامة، وتباع في الاسواق اللبنانية، وقد ضبط الوزير الذي اثبت نجاحه هذا العام حسين الحاج حسن في الخامس والعشرين من شهر نيسان / ابريل شحنة سمسم فاسدة لا تستوفي الشروط في مرفأ بيروت، وأوقف في آب/ اغسطس محاولة لتمرير شحنة بن فاسدة قبل دخولها لبنان، وشحنة قمح عبر معبر جوسيه في البقاع. إلا أن الازمة الزراعية طاولت المزارعين اللبنانيين أينما وجدوا ومهما كانت أنواع زراعاتهم، ففي البقاع مني مزراعو القمح والبطاطا والعنب والتفاح بأفدح الخسائر، وفي عكار أيضاً تعرض مزارعو الحمضيات والخضار إلى خسائر كبيرة، أما التعويضات فلم يتكلم عنها أحد.

الرغيف والغلاء ....

ما يزيد الطين بلة غلاء الرغيف و لعل الازمة الاقتصادية التي ضربت لبنان في أواخر أيام هذا العام اعتبرت من كبرى الأزمات، حيث سجل ارتفاع كبير في سعر المواد الغذائية والخضار، ابتدأ هذا الارتفاع بالظهور خلال شهر رمضان، وما لبث أن امتد الغلاء إلى مختلف أنواع المواد الاستهلاكية، والخبز الذي اتخذ وزير الاقتصاد محمد الصفدي قراراً بتخفيض وزن ربطته وهو ما أثار غضب المواطنين الذين لجاؤا إلى الشوارع للمطالبة بحل هذه الازمة، وامتدت التظاهرات من بيروت إلى البقاع وعكار وصيدا والجنوب. في ظل دعوة المتظاهرين الحكومة الى الاستقالة كونها تخلت عن معالجة هموم الشعب اللبناني.

الحرائق ولبنان الاخضر ....

لم يسلم لبنان من موجة الحر التي اجتاحت المنطقة، وفي ظل سياسة بيئية وامنية شبه غائبة عن حماية لبنان الاخضر، فإن مسلسلاً من الحرائق اجتاح لبنان من ساحله الى جبله، ومن جنوبه الى بقاعه وشماله، ولم يسلم حرج أو غابة أو بستان، من ألسنة النيران التي التهمت الاخضر واليابس وقد بلغت تلك الحرائق ذروتها في 5 كانون الاول/ديسمبر.

الحرائق لم تطاول فقط الاحراج والبساتين، بل امتدت أيضاً الى الاحياء السكنية، وفي حادثة خطيرة من نوعها، شب حريق هائل يوم 9 تشرين الثاني /نوفمبر في عين الرمانة( ضاحية بيروت ) في مستودع تبين ان وجوده ممنوع في الحي السكني، وامتدت حينها سحب الدخان لتغطي سماء العاصمة كلها، فيما كشفت الحرائق عن تراخيص ممنوحة هنا وهناك، لكنها...غير قانونية.

عاصفة زادت مآسي اللبنانيين ...

في 11 كانون الاول / ديسمبر باغتت اللبنانيين عاصفة اتية من شمالي أوروبا وقد اجتاحت لبنان عاصفة ثلجية من العيار الثقيل ضربت مناطقه كافة، وتساقطت الثلوج في الداخل وعلى المرتفعات، فيما شهد الساحل والعاصمة بيروت أمطاراً غزيرة وسيولاً فضحت مدى اهتمام الدولة بالبنى التحتية، فلا السواتر البحرية حمت الشواطئ ولا المسارب المائية استوعبت الامطار في الشوارع، ولا أعمدة الكهرباء والتوتر العالي صمدت في وجه الرياح.

وسجلت خلال العاصفة خسائر فادحة في كروم العنب وبساتين الفواكه والخضار، والبيوت البلاستيكية، كما سجلت خسائر في قطعان الماشية، وخلّفت العاصفة أضرارا جسيمة في الطرق والمباني والمؤسسات، ولا يمكن إغفال سقوط هوائي إذاعة الشرق على عدد من السيارات في منطقة كركول الدروز في بيروت، أو اجتياح المد البحري لجبل النفايات في صيدا ونثر هذه النفايات على طول الشاطئ الجنوبي، كما العادة "لا خطة للطوارئ ولا من يحزنون" ....

حتماً ان كل هذه الاحداث اتعبت لبنان فخنجر ابنائه اصعب الف مرة من عدو لم يفلح اصلاً بطعن خاصرة لبنان الذي عرف كيف يحبب الشرفاء فيه ليفتدوه وينقذوه من اي عدوان اسرائيلي غاصب ....

ازدواجية يعيشها اللبناني .. نعم هي تؤرقه لكن لن يترك بلداً بذل فيه الكثير من الدم ليصون كرامته ...

فليس بمقدور احد سوى الدعاء والتضرع لله عز وجل ان يخلصنا من الفاسدين والمفسدين وبعض السياسيين الذين يكبدون لبنان خسائر فادحة ويغرقونه بديون كثرت حولها الاسئلة ...

نهاية قالها محمود درويش لكل شعب ظُلم وستبقى كلمته في اذهان كل حر ابي ليسمعها اللبنانيون اليوم في نهاية الـ 2010 وبداية الـ 2011 ، تصبحون على وطن .....
المنار