[موالية صاحب البيعة]

ايران عام 2010: انجازات نووية ومناورات ذات رسالات جلية ...

ينقضي عام 2010 على قناعة راسخة لدى المحب والباغض، انه كان عاماً إيرانياً نووياً منتجاً بامتياز، رفعت فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية درجة تخصيبها لليورانيوم من نسبة 4.5% إلى 20%، وفيه تسلمت أول شحنة وقود لتشغيل أول مفاعل نووي، وفيه أيضاً أعلنت اكتمال حصولها على دورة الوقود باكتفائها من إنتاج الكعكة الصفراء....

ورغم حُزم العقوبات الاربعة التي تحاول تضييق الخناق على دولة عرفت من اين تؤكل الكتف تمضي ايران قدماً في عمليات إثراء التخصيب لليورانيوم، وهي تواصل تشغيل المحطة التجريبية لإثراء الوقود ومحطة إثراء الوقود في نطنز، وقد اعلنت رسمياً في هذا السياق عزمها في شهر شباط /فبرايرعلى بناء 10 محطات جديدة من دون أن تكشف عن أية معلومات تفصيلية، وأنها بدأت في تلقيم سادس فلوريد اليورانيوم لإثراء الوقود ضعيف التخصيب إلى نسبة 20% وهذه نسبة حساسة بالغة الأهمية بحسب رأي الخبراء في هذا المجال .

من الواضح ان عام 2010 شهد أحداثاً إيرانية نووية كبيرة، منها: تغذية مفاعل بوشهر بالوقود النووي في 21اب/أغسطس ويعتبر هذا الحدث من أهم الأحداث ذات العلاقة بالنشاط النووي الإيراني هذا العام، بالاضافة الى الالتزام الروسي بتزويد محطة بوشهر بالوقود النووي، وقد تم ذلك بالتاريخ عينه وبرضى الأطراف كافة إذ قال مسؤولون بالوكالة إن ما جرى إكمال لصفقة تجارية بين روسيا وإيران خارج نطاق الوكالة التي لا تمنع التعاون السلمي بين دولها الأعضاء

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية قد غيرت سياستها مفضلة التفاوض مع إيران مع الإبقاء على كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك تحريك قرارات من مجلس الأمن لإصدار عقوبات ضد الجمهورية الاسلامية، وعلى الرغم من تأكيد إيران أنها ستعيد نفايات بوشهر إلى روسيا، فإن السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة جون بولتون لم يبلع فكرة أن تمتلك إيران محطة نووية مثل بوشهر، فمضى حاثاً كيان العدو الصهيوني في منتصف شهر اب / أغسطس هذا العام ليضرب المفاعل، خاصة عندما سمع ان روسيا تعلن بتاريخ 13 اب/أغسطس أنها ستسلم الوقود فعلياً يوم 21 منه ، مؤكداً أن الأمر سيصبح صعباً بعد تغذية المفاعل بالوقود وقد وصف تشغيل مفاعل بوشهر بالنصر الإيراني.

من جانبه، تجاهل وزير الحرب "الإسرائيلي" دعوة بولتون، مكتفياً بالتهديد بأن خياراتهم كخيارات الرئيس الأميركي أوباما، جميعها متوفرة، هذا في حين قدرت مصادر أن مفاعل بوشهر لو قررت إيران يمكن أن ينتج نحو ربع طن من البلوتونيوم سنوياً ما يكفي لإنتاج 30 قنبلة نووية.

اغتيال العالم شهرياري....

صبيحة يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني /نوفمبر أعلنت إيران عن عملية اغتيال أودت بحياة العالم مجيد شهرياري، بالإضافة لعملية ثانية جرح فيها عالم آخر، متهمة وسائل استخبارات غربية بالوقوف خلف هذه العمليات الإرهابية لتصفية العلماء الإيرانيين، في حين سارعت وسائل إعلام غربية للتشكيك في ذلك، متسائلة: لماذا لا تكون الحكومة الإيرانية وراء هذا الحادث وحادث آخر في شهر يناير (كانون الثاني) راح ضحيته مسعود علي محمدي؟ هذا في حين اتهمت وسائل إعلام أخرى جهاز الاستخبارات "الاسرائيلي" الموساد صراحة، واصفة الحادث بأنه الطلقة الأخيرة التي أطلقها مائير داغان قبل اعتزاله كرئيس للموساد في اليوم ذاته بعد رئاسة دامت طيلة 8 أعوام.

وقدعلقت طهران حينها على هذا الحادث بالقول: "ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن مسؤولان عما يتعرض له العلماء الإيرانيون من خطر بسبب كشف هاتين الجهتين أسماء العلماء ضمن القوائم التي قدمتها الوكالة لمجلس الأمن".

مفاوضات جنيف والكعكة الصفراء...

في السادس والسابع من شهر كانون الاول / ديسمبر حين كانت الأنظار متجهة صوب مدينة جنيف السويسرية حيث اتفقت إيران ومجموعة "5+1 على اللقاء حول طاولة التفاوض الذي انقطع لأكثر من 14 شهراً بعد المرة الأولى التي التقيا فيها، عادت الأنظار إلى طهران حيث قرر علي أكبر صالحي المدير حينها لوكالة الطاقة النووية الإيرانية إطلاق تصريح يؤكد أن إيران أصبحت تمتلك كل ما تحتاجه من الكعكة الصفراء أو مسحوق اليورانيوم المركز غير القابل للذوبان في الماء، والذي يمكن استخدامه في محطات الكهرباء، مشيراً إلى أنهم قد سلموا أول كمية من الكعكة الصفراء من مدينة بندرعباس لموقع أصفهان النووي.

وكان صالحي قد أعلن قبلها بتاريخ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر أن إيران تختبر تصاميم جديدة من أجهزة الطرد المركزي ستعمل على تشغيلها أوائل 2011 وأنها أصبحت تمتلك أكثر من 6 آلاف سنتفيوز بزيادة نحو ألفين عما أعلنت الوكالة أن إيران تمتلكه.

....في جنيف وعلى الرغم من استمرار عملية التفاوض ليومين شبه كاملين، فإن رئيسي كل من الوفدين؛ الإيراني والدولي، خرج بإعلان مختلف تماماً حول ما طرحوه على طاولة التفاوض، وبينما أشارت كاثرين آشتون رئيسة الوفد الدولي إلى أنهما ناقشا قضية الملف النووي الإيراني وضرورة وقف إيران لعمليات التخصيب، أصر رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي على أن حق إيران في التخصيب قضية لم ولن تطرح لأي نقاش أو تفاوض.

واتفق الطرفان فقط في إعلانهما على أنهما سيلتقيان مرة أخرى في مدينة إسطنبول التركية نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل.
وفي هذا السياق أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حينها ان مفاوضات جنيف مع دول مجموعة 5+1 كانت "جيدة جداً"، مضيفاً ان الوقت حان للانتقال من "سياسة المواجهة الى سياسة التفاهم".

المناورات العسكرية ....

على خلفية "انتقادات" المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي كثفت الجمهورية الاسلامية الايرانية من مناوراتها العسكرية خلال العام 2010، معلنة خلالها عن أنواع مختلفة من الاسلحة المتطورة، وجاء ذلك تزامناً مع تعثر محاولات الجمهورية الاسلامية للحصول على نظام الدفاع الصاروخي الروسي المعروف باسم "اس - 300".

ومن الملاحظ ان المناورات العسكرية الإيرانية لم تأت من فراغ بل حملت معها دلالات ورسائل مفادها ان القوة العسكرية الايرانية قوة لا يستهان بها وقد ترجمها واقعاً الرئيس محمود أحمدي نجاد عندما قال خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إن أي هجوم على بلاده سيؤدي إلى قيام حرب بلا حدود.

....وشهد عام 2010 عدة مناورات بحرية وبرية وجوية وكانت المناورات التي بدأت في نيسان / أبريل الماضي والتي حملت اسم " مناورات النبي الأعظم" بداية لسلسة من المناورات التي استمرت طوال العام.. وكان لافتا ًضخامة المناورات البحرية التي أجرتها طهران تحت اسم "الولاية 89" في مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي على مساحة نحو 250 ألف كيلومتر مربع، استمرت ثمانية أيام، واختبرت خلالها ايران طوربيدات وصواريخ "كروز" و"نور" و"فجر خمسة" الموجهة للأهداف البحرية المتحركة والثابتة.

وأعقب ذلك مناورات جوية بغرض ترقية مستوى أنظمة الدفاع الجوي والتنسيق بين وحداتها وبين وحدات الجيش ووحدات الحرس الثوري.

ووصل عدد المناورات الرئيسية الكبيرة إلى خمس مناورات تكتيكية حسب ما أعلنه قائد قوات الدفاع الجوي الإيراني الجنرال أحمد ميقاني وتركزت تلك المناورات في مناطق نووية حساسة في إيران، في كل من طهران ونطنز وبوشهر وغرب إيران.

كما شاركت القوات البرية الايرانية في مناورات أخرى في منطقة أصفهان وسط البلاد الصيف الفائت واستمرت مناورات "بيت المقدس 22" لمدة ثلاثة أيام. وكان هدفها الاساس بالنسبة للايرانيين واضح وهو تنبيه للقوات الاجنية كي لا تفكر في مهاجمة إيران مطلقاً، وذلك حسب تعبير قائد القوات البرية للجيش العميد أحمد رضا بوردستان، الذي اكد ايضاً أن القوات البرية للجيش الإيراني تعتبر من أقوى القوات العسكرية في العالم وتتمتع "بأعلى درجات الاستعداد العسكري".

اسلحة جديدة
وظهر خلال العام 2010 أنواع جديدة من الأسلحة من بينها خمسة أنواع من الطائرات القاذفة طراز "كرار"، وهي طائرة بدون طيار. وتقول طهران إن هذه الطائرة قادرة على الوصول لأي هدف في نطاق دائرة يبلغ شعاعها ألف كلم، ولديها القدرة على إلقاء قنابل وصواريخ.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعرض قوتها العسكرية الدفاعية. وظهرت خلال تلك المناورات صواريخ من طراز "سجيل" و"شهاب 3" ذات المدى المتوسط الذي يصل إلى ما بين 1800 كلم و2000 كلم القادرة على الوصول إلى أهداف في الكيان الغاصب " اسرائيل ".

وفي شهر تشرين الثاني /نوفمبر واصلت طهران مناورات الدفاع الجوي لمدة خمسة أيام شملت المرحلة الثانية من مناورات "المدافعون عن سماء الولاية – 3" وتم خلالها عمليات محاكاة لاعتراض طائرات حربية معادية واختبارات للحرب الإلكترونية، واستخدام أنواع من الرادارات الثابتة والمتحركة المصنعة محلياً مثل "كاشف" و"مطلع الفجر" و"الرادار الوطني"، معلنة عن أن بعض هذه الرادارات يصل مداها إلى ثلاثة آلاف كيلومتر شعاع، ومخصصة لرصد الأهداف ذات التحليق المنخفض.

وقد هدفت تلك المناورات حينها الى اثبات القدرات الدفاعية للصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، إضافة إلى ما قالت طهران إنه نسخة جديدة من نظام الدفاع الجوي، حسب المتحدث باسم المناورة العميد حميد أرجنكي.

وتعد مناورات تشرين الثاني/نوفمبر الأضخم في سلسلة مناورات عام 2010 في إيران، واستمرت لمدة خمسة أيام، في أعقاب تعثر التفاوض حول صفقة الصواريخ الدفاعية الروسية إس 300.

وكان التركيز في هذه المناورات ينصب على أنظمة الدفاع، والتدريب على امتصاص الهجوم المفاجئ ومواجهة صواريخ كروز وإسقاط الأهداف المهاجمة بالصواريخ والمقاتلات الحربية، إلى جانب استخدام طائرات بلا طيار.

..يمكن القول ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تعمدت ابراز بعضاً من قوتها لتبعث برسالة واضحة جلية الى الغرب ومن يتربص بها شراً، تفيد بأن الحرب او توجيه اي ضربة عسكرية مفاجئة لمنشآتها النووية او لأاي هدف على اراضيها لن يكون بالامر السهل ..

اعتقال الارهابي عبد المالك ريغي واعدامه ...

في شهر شباط فبراير من العام 2010 حققت الإستخبارات الإيرانية انجازاً أمنيّاً كبيراً بإلقائها القبض على زعيم ما يعرف بتنظيم " جند الله" الإرهابي عبد المالك ريغي، الذي نفذ على مدى سنوات العديد من الاعتداءات على الاراضي الايرانية اسفرت عن سقوط مئات الشهداء والجرحى المدنيين، وقد اعدمته السلطات الايرانية في 20 حزيران / يونيو في شرق البلاد بحضور عوائل الشهداء ومصابي العمليات التي نفذتها تلك المجموعة الارهابية.

وجاء إعدام ريغي بشكل يماثل تنفيذ حكم الإعدام بحق شقيقه الارهابي عبد الحميد في الرابع والعشرين من ايار / مايو بمدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوخستان جنوب شرقي إيران.
وقد فضح هذا الاعتقال كل الدول والوجهات التي تقف وراء هذه الجماعة الارهابية خصوصاً الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الدول الاقليمية.

وكانت اول المؤشرات على إرتباط ريغي بالإستخبارات الأميريكية والموساد حينذاك، ما قاله وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي من ان الارهابي ريغي كان في قاعدة اميركية قبل اعتقاله بيوم واحد، وانه التقى في نيسان/ابريل الماضي بقائد قوات الناتو في افغانستان بتنسيق بريطاني بعدما منحته واشنطن جواز سفر افغانياً. واضاف: ان ريغي نفذ عمليات في ايران بتوجيه الموساد "الاسرائيلي" وبدعم غربي اميركي، وزار دولاً اوروبية عدة.

وقد كشفت صحيفة "مك تشيني" الامريكية حينها، أن وكالة المخابرات"السي.آي.ايه" كانت تقدم الدعم للارهابي عبد المالك ريغي في الوقت الذي تنكر فيه امريكا ارتباطها بهذا الارهابي.
وأشارت الصحيفة الى أن قناة" آي.بي. سي نيوز "كشفت في شباط فبراير عام 2007 عن وجود اتصالات سرية بين ريغي والسلطات الامريكية منذ عام 2005.

....عام 2010 حمل الكثير من الانجازات النوعية في شتى الميادين ابرزها بطبيعة الحال الميدان النووي السلمي والعسكري ذات السمة الدفاعية، راية الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم كل الضغوطات والعقوبات بقيت مرفوعة لا بل اثبت بجدارة هذا العام انها لم ولن تنكس ابداً، وقد انقضى هذا العام والايراني يضع نصب عينه التفوق والثبات الدائم في كافة المجالات وكافة الصعد، بالاضافة الى استكمال انجازاته النووية السلمية مع انجازات دبلوماسية تضيفها الجمهورية الاسلامية الى ما تكتنزه في جعبتها من انتصارات وابداعات .....
المنار