اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
قريش تدبر مكيدة مالية لعلي بن ابي طالب () قبل هجرته
روى في مناقب آل أبي طالب: 2/175 ، عن الواقدي ، وإسحاق الطبري ( أن عمير بن وابل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على علي (
) ثمانين مثقالاً من الذهب وديعة عند محمد (
) ، وأنه هرب من مكة وأنت وكيله ، فإن طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه ، وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب ، منها قلادة عشر مثاقيل لهند ، فجاء وادعى على علي (
) ، فاعتبر الودايع كلها ورأى عليها أسامي أصحابها ، ولم يكن لما ذكره عمير خبر ، فنصح له نصحاً كثيراُ فقال: إن لي من يشهد بذلك وهو أبو جهل ، وعكرمة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبو سفيان ، وحنظلة !
فقال (
) : مكيدة تعود إلى من دبرها ، ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ، ثم قال لعمير: يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله (
) أي الأوقات كان؟ قال: ضحوة نهار فأخذها بيده ودفعها إلى عبده .
ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك قال: ما يلزمني ذلك .
ثم استدعى بأبي سفيان وسأله فقال: دفعها عند غروب الشمس ، وأخذها من يده وتركها في كمه ! ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك فقال: كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء ، وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه !
ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك فقال: تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره وكان وقت العصر ! ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك فقال: كان بزوغ الشمس أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة !
ثم أقبل على عمير وقال له : أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك !
قال : أقول الحق ولا يفلح غادر ، وبيت الله ما كان لي عند محمد وديعة ، وإنهما حملاني على ذلك ، وهذه دنانيرهم وعقد هند عليه اسمها مكتوب !
ثم قال علي: إيتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فأخذه ، وقال: أتعرفون هذا السيف؟ فقالوا: هذا لحنظلة . فقال أبو سفيان: هذا مسروق .
فقال (
) : إن كنت صادقاً في قولك ، فما فعل عبدك مهلع الأسود؟
قال: مضى إلى الطائف في حاجة لنا ! فقال: هيهات أن يعود تراه ، إبعث إليه أحضره إن كنت صادقاً ! فسكت أبو سفيان .
ثم قام (
) في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها ، فإذا فيها العبد مهلع قتيل ، فأمرهم بإخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله فقال: إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثَّاه على قتلي ، فكمن لي في الطريق ووثب عليَّ ليقتلني ، فضربت رأسه وأخذت سيفه !
فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير !
فقال عمير : (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (
) )) !