السبب السياسي لإصرار الخلفاء على التنقيص من شخصية آباء النبي صلى الله عليه وآله
بتاريخ : 16-Nov-2007 الساعة : 02:01 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السبب السياسي لإصرار الخلفاء على التنقيص من شخصية آباء النبي
فقد رووا أن الله تعالى اختار بني هاشم وميزهم على قريش ، ومع ذلك ادعو كفر آباء النبي ،
وكفر ناصره وحاميه أبي طالب وفضلوا على عترته آخرين من قريش !
فقد عقد الهيتمي في مجمع الزوائد:8/215،باباً في كرامة أصل النبي ، روى فيه عن ابن عباس ووثقه في قوله تعالى :
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، قال: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ :
قال: من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبياً . انتهى.
فدل ذلك على أن كل آبائه مؤمنون مصلون لربهم عز وجل ، بل دل على أنهم أنبياء ولو لأنفسهم !
وروى ووثقه أيضاً :
عن عبد الله بن عمر قال :
إنا لقعود بفناء رسول الله (ص) إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد .
فقال رجل من القوم : إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن !
فانطلقت المرأة فأخبرت النبي (ص) فجاء النبي يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال : ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ! إن الله عز وجل خلق السماوات سبعاً فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه ، وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي أبغضهم .
وحديثاً آخر وصححه :
أتى ناس من الأنصار النبي فقالوا إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا ! (المزبلة) .
فقال رسول الله (ص) :
أيها الناس من أنا ؟
قالوا : أنت رسول الله .
قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
قال : فما سمعناه ينتمي قبلها .
ألا أن الله عز وجل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً . انتهى.
كما رووا كثيراً من أحاديث امتياز أسرة النبي على قريش وغيرها .
كالذي رواه السيوطي فيالدر المنثور:3/294 ، والحاكم في:4/73 ، وروته مصادرنا بوفرة .
الخصال/36 :
قال رسول الله النبي :
قسم الله تبارك وتعالى أهل الأرض قسمين فجعلني في خيرهما ، ثم قسم النصف الآخر على ثلاثة فكنت خير الثلاثة ، ثم اختار العرب من الناس ، ثم اختار قريشاً من العرب ، ثم اختار بني هاشم من قريش ، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم ثم اختارني من بني عبد المطلب .
يوجد سببان لحرص الخلافة على التنقيص من شخصية آباء النبي النبي وأسرته:
السبب الأول :
أنهم إذا اعترفوا بإيمان عبد المطلب ومناقبه ثبتت له ولذريته وراثة إبراهيم ، كما قال الله تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
ولم يبق محل لأبي بكر وعمر وبني أمية ، بل تكون السقيفة انقلاباً قرشياً على هذا الفرع الذي اختاره الله تعالى !
لذا قالوا إن آباء النبي كلهم كفار في النار، بمن فيهم هاشم وعبد المطلب ووالدا النبي عبدالله وآمنة !
وإن عمه أبا طالب في النار وإن نصره لأنه لم يؤمن به !
وزعموا أن النبي شفع له فلم تنفعه شفاعته ، بل خفف الله عنه فأخرجه من قعر جهنم ووضعه في ضحضاح من نار !
لكن الواقع الذي تجهر به سيرة أبي طالب وعبد المطلب وآباء النبي :
أنهم من كبار المؤمنين وأنهم الخط الوارث لإبراهيم ، وأنهم لم يعبدوا الأصنام ، بل كانوا يفتخرون بأنهم على ملة أبيهم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام،
وقد ميزهم الله تعالى حتى في شكلهم فورَّثهم جمال إبراهيم وبهاءه !
لاحظ حالة أبرهة عندما رأى عبد المطلب :
( فجعل ينظر في وجهه ، فراقه حسنه وجماله وهيئته فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟
قال: نعم أيها الملك ، كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء ).
وفي أمالي الطوسي/682، أن:
(سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب ، انحنى ومال ) .
( هو أول من خضب بالسواد من العرب وكان أبيض مديد القامة).
( الأعلام:4/154 ) .
وقد روت مصادرهم عامة ما رويناه في عبد المطلب ، لكنهم يغمضون عيونهم عن كل معجزاته وكرامته في حفر زمزم ، وإخباره عن آية اصحاب القيل ، وإخباره بنبوة حفيده النبي ، وافتخار النبي النبي يوم حنين بنبوته وجده عبد المطلب: أنا النبي لاكذب أنا ابن عبد المطلب)! (بخاري:4/28).
فهم لايتورعون عن اتهام نبيهم بأنه يفتخر بجده الكافر !
بل زعموا كذباً أن رجلاً سأله عن أبيه الميت أين هو الآن؟ فأجابه :
( إن أبي وأباك في النار ) ! (مسلم:1/132) !
وحاشا أباه من النار، وحاشا رسول الله من هذا الكلام وهذه القسوة !
والسبب الثاني :
التغطية على آبائهم الذين حسدوا هاشماً وعبد المطلب ونصبوا لهما العداء ، ثم حسدو النبي ونصبوا له العداء وحاربوه ، واستعانوا عليه باليهود وقبائل العرب حتى اضطروا أن يستسلموا له ويخلعوا سلاحهم !
فقد ابتكر هؤلاء وأبناؤهم ومن اضم اليهم حلاً يساوي بين آباء النبي وآبائهم بأنهم جميعاً كفار ، ولا أحد أفضل من أحد ولا أحد أولى بوراثة سلطان النبي من أحد !
وتلاحظ أن الطامعين في سلطان النبي أكثرهم حماسة للتنقيص من آبائه وأسرته والطعن فيهم !
فهؤلاء يقولون لك يحرم أن تذكر مناقب آباء النبي ولا مثالب آبائنا ، لأنهم مثل بعضهم كفار ! وهم صادقون في حق آبائهم ، لأنهم ما بين نكرات وقبائل مغمورة ، أو شخصيات أصحاب تاريخ ملئ بالكفر والمثالب ، وأكثرهم ملعون على لسان رسول الله .
من كتاب السيرة عند أهل البيت - للشيخ العاملي
آخر تعديل بواسطة khadija ، 16-Nov-2007 الساعة 02:08 PM.
سبب آخر: اختصار الموضوع