|
عضو نشيط
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
حذف بعض الحديث من سنة الرسول ( ص ) وتبديلها بكلمة مبهمة
بتاريخ : 21-Apr-2011 الساعة : 08:11 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
أ - حذف بعض الحديث من سنة الرسول ( ص ) وتبديلها بكلمة مبهمة .
من أنواع الكتمان بمدرسة الخلفاء حذف بعض الحديث من سنة الرسول ( ص ) وتبديلها بكلمة مبهمة بدل ما حذف ، مثل ما فعله الطبري وابن كثير بخبر دعوة بني هاشم في تفسير الاية : " وأنذر عشيرتك الاقربين " حيث حذفا قول رسول الله ( ص ) : " ووصيي وخليفتي فيكم " وأبدلاه بقولهما : [ وكذا وكذا ] .
ومن هذا النوع من الكتمان ما فعله البخاري في صحيحه مع سيرة الصحابة في خبر عبد الرحمن الذي مر بنا سابقا ، حيث حذف كلام عبد الرحمن لمروان و قال : [ فقال عبد الرحمن شيئا ] بدل كلام عبد الرحمن بقول مبهم وأضاف إلى ذلك حذف ما روته أم المؤمنين عائشة عن رسول الله ( ص ) من الحديث في حق الحكم والد الخليفة مروان . ومن هذا النوع من الكتمان - أيضا - ما فعلوه مع خبر استشارة رسول الله ( ص ) أصحابه في شأن غزوة بدر وجواب أصحابه له .
فقد روى ابن هشام والطبري وقالا :
( وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك ما قالت بنو اسرائيل لموسى : " فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " ولكن ، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ) إلى قوله : ( فقال رسول الله ( ص ) خيرا ودعا له به ) . وجاء في جواب سعد بن معاذ الانصاري قوله :
( فامض يا رسول الله ( ص ) لما أردت فنحن معك فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل . . . فسر رسول الله ( ص ) قول سعد ونشطه ذلك . ) يا ترى ماذا كان جواب الصحابيين أبي بكر وعمر لرسول الله ( ص ) الذي حذف من هذه الرواية وأبدل بقول مبهم وهو [ وأحسن ] ولو كان القول حسنا فلم حذف القول ؟ ! بينا أثبت قول المقداد المهاجري وسعد بن معاذ الانصاري ، نرجع إلى صحيح مسلم فنجد في روايته : ان رسول الله ( ص ) شاور أصحابه حين بلغه اقبال أبي سفيان قال : ( فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه . . . ) الحديث .
يا ترى لماذا أعرض الرسول ( ص ) عن الصحابيين لو كان قولهما حسنا ؟ و نبحث عن قولهما لدى الواقدي والمقريزي فنجدهما يقولان هكذا ، واللفظ للاول : ( قال عمر : يا رسول الله إنها والله قريش وعزها ، والله ما ذلت منذ عزت والله ما امنت منذ كفرت والله لا تسلم عزها أبدا ، ولتقاتلنك ، فاتهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته . . . ) ( 1 ) .
عرفنا من رواية ابن هشام والطبري ومسلم أن الصحابي عمر تكلم بعد الصحابي ابي بكر ووصف الطبري وابن هشام قول كل منهما ب [ فأحسن ] وفي رواية مسلم أن الرسول ( ص ) أعرض عن أبي بكر ثم عن عمر ومن ثم نعرف أن قولهما كان أمرا واحدا ، وعندما صرح الواقدي والمقريزي عن قول عمر وكتما قول أبي بكر ، كشف لنا قول عمر - أيضا - عن قول أبي بكر .
ولما كان قول الصحابيين يسوء ذكره بعض الناس حذف قولهما من رواية ابن هشام والطبري ومسلم ، ومن أجل هذا النوع من الكتمان أصبحت هذه الكتب من أوثق الكتب بمدرسة الخلفاء . وأصبح صحيح البخاري الذي لم يذكر شيئا من هذا الخبر ، مبهما وغير مبهم أكثر إشتهارا بالصحة والوثاقة من جميع الكتب .
إن الطبري وابن كثير أبدلا من حديث الرسول ( ص ) " وصيي وخليفتي " . ب [ كذا وكذا ] لان هذا الخبر ينبه العامة إلى حق الامام علي في الحكم ولا يحسن انتشاره . وأبدل البخاري قول عبد الرحمن ب ( شيئا ) لان قول عبد الرحمن كان يسوء الخلفاء ، معاوية ويزيد ومروان وينبه العامة إلى مالا ينبغي أن ينتبهوا إليه . وأبدل قول أبي بكر وعمر في جواب رسول الله ( ص ) بكل من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري وحذف من رواية صحيح مسلم لما فيه ما لا يزين الخليفتين أبي بكر وعمر ، وكلهم حذف بعض الخبر مع الابهام في القول ، وهذا النوع من الكتمان كثير عند علماء مدرسة الخلافة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) مر بنا ذكر مصادرالخبر في بحث مناقشة الاستدلال بالشورى بهذا الكتاب .
المصدر : معالم المدرستين ؛ للسيد مرتضى العسكري ؛ ج 1 ص 395
|
|
|
|
|