اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يآكريم
استحوذت قضية الإمام المهدي على اهتمام خاص من قبل الباحثين باعتباره المنقذ والمخلص للعالم من الظلم والعذاب, والناشر للعدل والطمأنينة.
ومدار البحث هذه المرة في كون الإمام غائباً عن الإنس والجن على حد سواء أم إنه غائب عن عالم الإنس وظاهر لعالم الجن؟!.
ان أهم ما يميز الجن انهم يماثلون الإنس في التكليف؛ وذلك لأن الآيات الدالة على تكليفهم بشريعة نبينا وسلم جاءت عامة في كل شيء فإذا ثبت إرساله إليهم هو كإرساله للإنس لزمهم على هذا الأساس كل تكليف وجد في شريعة الإسلام إلا أن يدل دليل على التخصيص بتكليفهم بغير تكاليف الإنس أو ببعضها ولم يرد مثل هذا الدليل.
أو تكون هناك قرينة صارفة باعتبار الفوارق الفسلجية بين الانس والجن.
وعند مراجعة الروايات الواردة عن الأئمة نجد إن من الجن من يؤمن بإمامتهم ويقر بها وأنه من شيعتهم والموالين لهم, ومن تلك الروايات ما ورد عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: (كنت أستأذن على أبي جعفر فقيل أن عنده قوما فاثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم، ثم أذن فدخلت عليه ....فقال: (يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم).
وبناء على ذلك يتضح أن الجن فيهم من يوالي ويشايع أئمة أهل البيت وكذلك يراجعونهم في معرفة أحكام دينهم, ومن المعروف أن الإمام الثاني عشر غائب عن الإنس وغير ظاهر لهم فكيف يرجع له الجن في غيبته لمعرفة الأحكام؟ ولأن المقام لا يتسع لذكر الأحاديث نكتفي بذكر ما استخلصناه منها:
أولا: إن الجن خلق مكلفون بالتكاليف الشرعية كما هو حال الإنس وعليهم حساب ولهم ثواب إن احسنوا وعقاب إن أساءوا.
ثانيا: خصائص وأحوال عالم الجن تؤكد انه من الممكن أن يستعين بهم الإنس لمعرفة الغيبيات ولذلك لو كان الإمام ظاهراً بينهم لأمكن بعض الإنس من معرفة مكان وجود الإمام من خلال إخبار الجن لهم.
وهناك حادثة ينقلها صاحب(إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب) في الجزء الثاني منه في باب (أخبار أهل العرفان والحساب والكهنة بظهوره و علائمه ) تؤكد إن بعض الإنس يُسخّر الجن لمعرفة الأخبار والغيبيات.
ثالثا: أحاديث غيبة الإمام عليه السلام عامة ولا يوجد فيها ما يخصص غيبته عن عالم الإنس من دون الجن، فلذلك هو غائب عن كل منهما على حد سواء.
رابعا: للجن علماء يمكن الرجوع اليهم في غيبة الإمام كما هو كائن لدى الإنس.
خامسا: إن القول بأن الإمام غائب عن الناس لا يعني انه غائب عن آحادهم وهذا واضح في حالات التشرف باللقاء به، كذلك فإن القول بأن الإمام غائب عن الجن لا يعني انه غائب عن آحادهم.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا وقائدنا وشفيع ذنوبنا، أبو القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الأخ الكريم (فتى المهدي) دمتم بخير وعافية..
لقد لفتني خلال بحثك الجملة التالية:
اقتباس
خصائص وأحوال عالم الجن تؤكد انه من الممكن أن يستعين بهم الإنس لمعرفة الغيبيات..
وأردت أن أقول من باب التوضيح التالي:
إن الغيب محجوب أيضاً عن عالم الجن كما هو الحال عن عالم الأنس، وإنه ليس بإمكان أحد أن يطلع عليه إلا بإذن من الله تعالى، وقد أطلع الله على الغيب الأنبياء بما أوحى لهم، وأعطى علم الغيب لنبينا محمد () والأئمة () فهم من ارتضى من عباده لهذا العلم فقط، ودليله في كتاب الله عز وجل كثير، ولكن أقتصر فقط على هذه الآية الكريمة إذ قال تعالى:{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ}.
وجاء في كتاب الكافي، ج8 ص144، في حديث طويل حين سأله أحدهم عن علم الجن بالغيب:
عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله () قال: فولى سليمان () مدبراً إلى محرابه فقام فيه متكئا على عصاه فقبض روحه من ساعته.
قال: فجعلت الجن والإنس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا وهم يظنون أنه حي لم يمت، يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الأرضة من عصاه فأكلت منسأته فانكسرت وحز سليمان إلى الأرض أفلا تسمع لقوله عز وجل: {لَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}.
وقال العلامة المازندراني في شرح كتاب أصول الكافي، ج12 ص145:
"زعموا ـ أي بعض الجن ـ أنهم يعلمون الغيب وكانوا يدعونه عند الناس فأظهر الله تعالى كذبهم فإنهم لو علموا الغيب لعلموا موته حين وقوعه فلم يلبثوا بعده حولا في العذاب المهين.."
وجاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج60 ص54، تعليقاً على هذه الرواية:
وقيل: إن المعنى تبينت عامة الجن وضعفاؤهم أن رؤساءهم لا يعلمون الغيب لأنهم كانوا يوهمونهم أنهم يعلمون الغيب.
وقيل معناه: تبينت الأنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب فإنهم كانوا يوهمون الأنس أنهم يعلمون الغيب.
لذلك اقتضى التوضيح..
ولكم الأجر والثواب..
أخوكم في الله..
السيد المستبصر..
آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 25-May-2011 الساعة 01:36 AM.