(14)
الأربعاء، 25 آب، 2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم
سلام الرحمة ، سلام المغفرة ، سلام العتق من النار .
سلاماً رمضانياً مزيناً بالبركات ، مزركشاً بالخيرات ، معطراً بالصلوات ، على محمد وآل محمد .
سلاماً حسنياً ملوناً بأبهى الألوان القدسية ..
وزاهياً بأعبق النفحات السنية ...
في مولد سبط النبي محمد خير البرية ...
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة الافطار "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم الرّابع عشر :
اَللّـهُمَّ لا تُؤاخِذْني فيهِ بِالْعَثَراتِ ، وَاَقِلْني فيهِ مِنَ الْخَطايا وَالْهَفَواتِ ، وَلا تَجْعَلْني فيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا وَالاْفاتِ ، بِعِزَّتِكَ يا عِزَّ الْمُسْلِمينَ .
++++++++++++++++++++++++++
مدح الإمام الحسن المجتبى
سموت بفكـري فالتقطت الدراريا
ونسقتها فـي سلك شعـري قوافيـا *
وقطعـت أوتـار الفؤاد نـوابضاً
ولطفتهـا حتى استحـالت أغـانيـا *
وأسرجت من روحي ذبال عواطف
أطلّت علـى الدنيا شموعـاً زواهيا *
هنـالك بعثـرت الدراري فتـارةً
أرصـع ثغر الـدهر فيهـا أمانيـا *
وطـوراً أزف العاطفات عـرائساً
وأجعلهـا بـاسم الـولاء نثـاريـا *
ورحت لهاتيك الأغاريد مـن فمي
وقـد عطّرته مـن شذاها غـواليا *
أوقعهـا لحناً مـن القلب خـالصاً
واسكبهـا خمراً مـن الحب صافيا *
وأنثرهـا في مـولد السبط بهجـةً
لآلـي أفـراحٍ تنيــر الليـاليــا *
أزف بهـا للمرتضى خالص الولا
وأحمـل للزهـراء فيها التهـانيـا *
تفتحت الأكمام عـن كـل مبسـم
يعطّـر بالأنفـاس حتـى الأقاحيـا *
وأشرقت الأضواء مـن كل بسمة
تلاطف بالبشرى الضحى المتهاديـا *
ورفرفـت الآمالُ فـوق خمـائل
من النفس أضحت للأماني مراعيـا *
وأسفرت الأستار عـن كل جلوة
لبكر مـن الأشعار تسبي الغـوانيـا *
وساد الهنا حتى اكتسى افق السما
ووجه الثرى برداً من اللطف ضافيا *
وأزهـرت الدنيـا بنور مبـارك
أطـلّ عليهـا بالبشـائر زاهيـا *
تلألأ فـي بيت النبـوة مشرقـاً
من الحسن الزاكـي ينير الدياجيا *
إمام الهدى من ذروة العرش نوره
تنزّل كـالقرآن بـالحق هاديا *
رحم الله الشاعرالشيخ عبد المنعم الفرطوسي على هذه القصيدة . +++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين : تيمناً بذكرى مولد الإمام الحسن المجتبى سنبدأ بـ
" فقرة المسابقة الرمضانية " .
سؤال اليوم : كم سنة عاش الإمام الحسن مع جده رسول الله (ص) ؟
إذن سؤالنا اليوم :
كم سنة عاش الإمام الحسن مع جده رسول الله (ص) ؟
نبدأ بتلقي الإجابات من الآن ولنهاية وقت البرنامج ، أرقام الهواتف تظهر لكم على الشاشة .
إذن سؤالنا اليوم :
كم سنة عاش الإمام الحسن مع جده رسول الله (ص) ؟
========================
سنبدأ بتلقي الاتصالات بعد المحطة اليومية محطة العلاج بالأعشاب والطب البديل ، ومع المهندس الأستاذ بشار لطف ، أترككم لمتابعة فقرة الأعشاب .
========================
محطات قدسية .. في عالم النور
الاسم المبارك
الله تبارك وتعالى سمّاه، إذ هبط جبرئيل عليه السّلام بعد مولده الأغرّ فهنّأ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وقال له: إنّ الله تعالى يأمرك أن تُسمّيه باسم ابن هارون... سَمِّه «الحسن».
وكان هذا الاسم قد حجبه الله تعالى عن الناس، فلم يُسمَّ به أحد من قبل.
الكنية الشريفة
أبو محمّد، كنّاه بذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ألقابه المثلى
السِّبط، السيّد، الحجّة، البَرّ، الأمين، الزاهد، الطيّب، المجتبى، الزكيّ، التقيّ، سيّد شباب أهل الجنّة، ريحانة رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وكانت بعض ألقابه قد لقّبه بها النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
نقش خاتمه
«العِزّةُ للهِ وحدَه».
منصبه الإلهيّ السامق
المعصوم الرابع بعد النبيّ وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم.. والإمام الثاني مِن أئمّة الحق والهدى أوصياء رسول الله صلّى الله عليه وآله وخلفائه.. بعد أبيه الإمام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه.
صفته
كان عليه الصلاة والسّلام أبيضَ مُشرَباً بحمرة، أدعجَ العينَين، سهل الخدّين، كثَّ اللحية ذا وفرة، كأنّ عنقه إبريقُ فضّة، بعيدَ ما بين المنكَبين، ربعةً ليس بالطويل ولا القصير، مليحاً من أحسن الناس وجهاً، حسَنَ البدن.. شبيه جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ولادته البهيجة
أوّل وَلد يُولد لأمير المؤمنين عليّ وللزهراء البتول فاطمة صلوات الله عليهما، بل أوّل وَلَد وسِبط لسيّد الأنبياء وأشرف المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله الطاهرين.
وُلد في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث للهجرة النبويّة المباركة.. وقيل: سنة اثنتين من الهجرة الشريفة. فامتلأ البيتُ النبويّ بالسرور والحبور، وأُضيف إلى أنواره جديدُ نور.
النسب الأزكى
الجدّ: سيّد الخَلق وأشرفهم، وخاتم أنبياء الله ورسله، محمّد المصطفى الأمين صلوات الله عليه وآله أجمعين.
الأب: سيّد الأوصياء قاطبة، أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه.
الأُمّ: سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخِرين، فاطمة الزهراء سيّدة نساء أهل الجنة صلوات الله عليها.
الجدّة من أبيه: فاطمة بنت أسد، التي خدمت رسول الله صلّى الله عليه وآله، ووالدة الإمام عليّ عليه السّلام التي وَلدَته في جوف الكعبة.. المرأة الطاهرة السابقة إلى الإسلام والهجرة، المحبوّة بلطف النبيّ صلّى الله عليه وآله ورعايته وشفاعته.
الجدّة من أُمّه: خديجة بنت خويلد، زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأوفى وأخلص نسائه، المؤمنة الطاهرة المجاهدة، أُمّ سيدة نساء العالمين، وأسخى الناس على الرسول والرسالة وعلى المسلمين المجاهدين.
الإخوة والأخوات
لأُمّه وأبيه: أخوه الإمام الحسين سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة صلوات الله عليه، والمحسن السِّقْط. وأُختاه: زينب الكبرى الصدّيقة الصغرى سلام الله عليها، وأُم كلثوم رضوان الله عليها.
أمّا إخوته وأخواته لأبيه فهم: محمّد بن الحَنَفيّة، محمّد الأصغر، عبيدالله، عمر، يحيى، جعفر، العباس، عبدالله، عثمان، رُقيّة، اُمّ الحسن، رَملة، أُمّ كلثوم الصغرى، جُمانة، ميمونة، خديجة، فاطمة، أُمّ الكرام، نفيسة، أُمّ سلمة، أُمامة، زينب الصغرى، أُم هاني.
أشهر نسائه
1 ـ خولة بنت منظور الفِزاريّة.
2 ـ أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التيميّ.
3 ـ أُمّ بشير بنت أبي مسعود الأنصاريّ.
4 ـ هند بنت عبدالرحمن بن أبي بكر.
5 ـ سلمى بنت امرئ القيس.
6 ـ أُمّ كلثوم بنت الفضل بن العبّاس.
7 ـ جعدة بنت الأشعث.. المرأة الخائنة التي غدرت به فسمّته.
أولاده
زيد، الحسن (الذي يُعرف بـ «الحسن المثنّى» )، عمرو، القاسم (الذي استُشهد بين يدَي عمّه الحسين عليه السّلام)، عبدالله (الشهيد في كربلاء )، عبدالرحمن، الحسين الأثرَم، طلحة، وأبو بكر (الشهيد في كربلاء).
بناته
أُمّ الحسن، أُمّ الحسين، فاطمة، أُمّ عبدالله، أُمّ سلمة، رقيّة.
هذا هو المشهور، ولا يُعتنى بمن يقول أو ما يُقال بأنْ كان للإمام الحسن عليه السّلام مئات الزوجات مع أنّ أبناءه لا يبلغون ـ ربّما ـ أكثر من خمسة عشر. فما رُوي من الأساطير المغرضة في هذا الصدد إنّما هو نسج خيوطٍ لعنكبوت الافتراء.
أصحابه
هُم كُثر.. أشهرهم: إبراهيم بن مالك الأشتر، عبدالله بن عبّاس، أبو ثُمامة الصَّيداويّ، جابر بن عبدالله الأنصاريّ، حبيب بن مظاهر الأسديّ (الشهيد بين يدي الإمام الحسين عليه السّلام)، حُذَيفة بن أُسيد الغفاريّ، سعيد بن قيس الهَمْدانيّ، قيس بن سعد بن عُبادة الأنصاريّ، سعيد بن مسعود الثقفي، سُليم بن قيس الهلاليّ، صَعصَعة بن صُوحان العَبديّ (وكان أحد خُلّص أصحاب الإمام عليّ عليه السّلام)، كذا كُمَيل بن زياد النَّخَعيّ، وميثم التمّار، مُسيَّب بن نَجبة الفِزاريّ، أبو مِخنَف لوط بن يحيى، جارية بن قُدامة... وغيرهم.
بيعته
بُويع بالخلافة الشرعيّة الحقّة في الحادي والعشرين من شهر رمضان عام 40 من الهجرة بعد شهادة أبيه عليه السّلام مباشرة.
صلحه
في النصف من جمادى الاُولى سنة 41 هجريّة؛ إنقاذاً للإسلام وصيانة له، وحفاظاً على المسلمين وإبقاءً على حياتهم وفيهم جلّة الصحابة والتابعين المخلصين، وفضحاً لرؤوس الكفر والنفاق يتصدرهم معاوية.
بوّابه
سفينة (مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله).
كاتبه
عبدالله بن أبي رافع (كاتب أمير المؤمنين عليه السّلام).
عاصر أيّام حكم جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله (1 ـ 11 هـ)، وأيّام حكم والده أمير المؤمنين عليه السّلام (35 ـ 40 هـ).
• وقد غُصب الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام حقّه الإلهيّ من قبل معاوية، كما انهار جيشه؛ اختياراً للراحة وطلباً للدنيا، فاضطُرّ إلى الصلح مع معاوية وفق شروط أهمّها: أن تعود الخلافة الشرعية إلى الإمام الحسين عليه السّلام.. لكنّ معاوية تنكّر للشروط بعد أن أمضى عليها وقبلها ظاهراً، ثمّ غدر بالإمام الحسن عليه السّلام.
أهمّ الوقائع
• شهد الإمام الحسن الزكيّ سلام الله عليه فيما شهده في أوائل سني عمره الشريف وقائع الإسلام وحروبه وحوادثه الرهيبة.
• ثمّ عاش المحن الكبرى، حيث انهالت على البيت النبويّ بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله.. فكان الهجوم على دار أمير المؤمنين عليه السّلام وحدوث الفتنة، وكان خلالها استشهاد أُمّه الصدّيقة الكبرى فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها. وبعدها عاش عليه السّلام مع أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام عزلتَه ومحنته.
• حتّى إذا كانت خلافة أمير المؤمنين عليه السّلام كان الولد الأكبر الحسن المجتبى عليه السّلام العضُدَ الأيمن لأبيه، فلازمه طيلة حياته، وشهد معه حروبه الثلاث: الجمل وصِفِّين والنَّهروان. ولم يفارقه حتّى استُشهد وليّ الله الأعظم في محراب صلاته.
• قام الإمام الحسن عليه السّلام بأمر الإمامة في ظروف عصيبة تعصف خلالها فتن الرِّدة والتمرّد والانكفاء، فما أن بُويع عليه السّلام حتى انحاز الكثير عنه، واختلّ البعض ووهن، وجرّت الفتنة جماعة والحيرةُ جماعةً أُخرى.. وكان الامتحان ولم يكن سهلاً يسيراً.
• ويُضطرّ الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه إلى الصلح، لم يتنازل فيه قيد أنمُلة عن مبادئ الإسلام الحقّة، ولكنّه ـ وهو الإمام المعصوم العامل بتكليفه الإلهيّ ـ راعى شؤون الدين، وشؤون المسلمين.. حين كانت الحرب تعني النكسة، ومواجهة الأعداء تعني التخاذل والذلّة. فوضع للصلح شروطه الشرعيّة، وألزم معاوية بما يعلم هو عليه السّلام أنّ المنافقين لا يَفُون به، كما يعلم معاوية نفسه أنّه دون حفظ العهود والمواثيق.
فصان عليه السّلام حدود الشريعة، وحفظ حياة المسلمين الذين كادت أرواحهم أن تُزهق بلا نفع يعود على الإسلام أو عليهم. ثمّ هيّأ سلام الله عليه فرصة كبيرة أمام معاوية ليعلنَ كفره بالإسلام وتنكّره لحقائقه، فنقض معاوية الصلح واستقلّ بالشام يعلنها حكومةً لا دينيّة، بل مُلْك وراثيّ.
• ومع كلّ ذلك.. يتعرّض الإمام الحسن بن عليّ عليه السّلام لإيذاء الخائنين والجاهلين، فيكون الهجوم على خيمته، ويُطعن في فخذه وهو في الصلاة، فيُضطرّ إلى التترّس في محرابه.. ولم تنته الفتن والدسائس حتّى تُعدّ العدّة للغدر الخبيث وهو في عقر داره، يُنفّذ على يد زوجته الخائنة.
شهادته
رغبةً من أهل الجاهليّة والنفاق والطالبين بثارات بدر وحُنين والأحزاب، وبأمرٍ من معاوية وترغيب وتطميع.. دُفعت جعدة بنت الأشعث إلى أن تدسّ سمّاً قاتلاً إلى الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه. تناوله عليه السّلام، حيث سقته به، فاشتكى منه شكاة قاءَ معها أحشاءه لأربعين يوماً وهو يتلوّى على فراشه، حيث تغلغل السمّ في بدنه العابد لله تعالى.. ولم يَزَل كذلك حتّى وافته الشهادة العليا، إذ ذهب إلى ربّهِ مظلوماً سميماً يشكو ظالميه والغادرين به.
كان ذلك في المدينة، في السابع من صفر على الأشهر (وقيل في الثامن والعشرين منه، وهو مشهور أيضاً)، سنة خمسين من الهجرة النبويّة الشريفة. فتولّى الإمام الحسين عليه السّلام ـ وقد اُصيب بفجيعته ـ غُسله وتجهيزه وتكفينه وتشييعه. وكادت المرأة أن تُحدث فتنة كبرى، إذ منعت النعش الشريف أن يُدخَل إلى البيت النبويّ أو يُجدَّد به العهد عند قبر جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، فصُوّبت السهام إلى ذلك النعش حتّى أصابه سبعون سهماً.
فمال به الإمام الحسين عليه السّلام ـ منعاً للفتنة ـ إلى مقبرة البقيع؛ ليدفن أخاه المظلوم هناك عند قبر جدّته فاطمة بنت أسد، وكان ذلك بوصيّة منه سلام الله عليه. وقد كانت للإمام الحسين عليه السّلام على قبر أخيه وقفة فيها لواعج رثاء، ولوعات حنين، وزفرات حارّة وأنين.
وبقي قبر الإمام الحسن عليه السّلام في مقبرة البقيع يحكي للناس أكثر من حقيقة وأكثر من قصّة.. منها: أنّه سليل النبوّة والإمامة، وربيب بيت الوحي والرسالة، فيُتبرّك بقبره ويُزار، وتُنال عنده الكرامات والبركات. ومنها: أنّه المظلوم الذي جُهل قَدره، وتنكّر الكثير من الأبعدين والأقربين لمقامه ومنزلته.
وقبره الطاهر كان يحكي تلك الظُّلامة.. التي دوّى صوتها في آفاق التاريخ، ثمّ تصاعد دَويُّها حين أقبلت الأيدي الحاقدة على بيت النبوّة، في الثامن من شوّال سنة 1344 هجريّة لتهدم ذلك القبر الزكيّ للإمام الزكيّ، مع جملة من قبور أئمّة الهدى: الإمام السجّاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السّلام.. وقبور الصحابة، ومنهم العباس بن عبدالمطلب.. وقبور الصالحين، ومنهم: فاطمة بنت أسد .
+++++++++++++++++++
الإمام الحسن «» كريم أهل البيت
الحسن مع جده:
كان النبي وسلم يحمل الحسن على كتفه أمام الناس ويكثر من تقبيله والاهتمام به ومحاورته بألطف الكلمات وأرق الألفاظ وإظهار كل ذلك أمام الآخرين ليدركوا عظمة الحسن ولتكون للحسن أرضية جماهيرية جيدة في المستقبل تتحرك معه بكل وعي وفهم لمنزلة ودور الإمام الحسن ومنذ نعومة أظافر الحسن أعلن النبي وسلم أن الحسن والحسين إمامان وأنهما قدوة وأسوة ومثل.
ذكاء الحسن:
يروى أن الحسن كان يحضر مجلس رسول الله وسلم وهو ابن سبع سنين أو أقل فيسمع خطاب النبي وسلم وآيات القرآن النازلة تواً ثم يأتي إلى والدته الطاهرة في البيت فيلقي إليها ما سمعه دون زيادة أو نقصان وعندما يرجع الوالد الكريم الإمام علي إلى بيته يجد زوجته لديها إطلاع تام بخطاب النبي وسلم وعندما يسألها عن ذلك تقول له: من ولدك الحسن.
عبادة الحسن :
يعلمنا المعصوم أمراً في غاية الروعة وهو:
ـ أن العبادة لا تعني أن ينعزل الإنسان عن المجتمع.
ـ أن العبادة ليست مجرد طقوس دينية.
ـ أن العبادة لا تعني التخلص من التكليف الشرعي.
بل أن العبادة تعني أن يعيش الإنسان الخوف من الله دائماً وإذا تعزز هذا الشعور في ضمير الإنسان فإنه لا يظلم ولا يسرق ولا يكذب ولا يرتكب الموبقات.
ثورة الحسن :
لقد قام الإمام الحسن والحسين عليهما السلام بأداء رسالة واحدة، ولكن نصفها قد أداه الإمام الحسن بالإعداد الكامل وتهيئة الأرضية اللازمة، ونصفها الآخر قام بأدائه سيد الشهداء بقيامه المقدس الدامي.
وقد سبق أن مسؤولية الإمام الحسن كانت مهمة وصعبة جداً، ربما أصعب من مسؤولية الإمام الحسين ، وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير النهضة والقيام المسلح، لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وترديد لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة، وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد، والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء، وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً عن كل مدح وثناء.
لماذا الجهاد ضد معاوية:
هنا سؤال يطرح نفسه وهو إذا كان دور الإمام الحسن الإعداد والتهيئة للثورة، لماذا أقدم على محاربة معاوية بحرب محكومة بالفشل حسب الظاهر، ثم قبل بالصلح وانسحب من ميدان المعركة؟
وفي الجواب يمكن القول:
بأن الثوار والنهضويين بحاجة دائماً إلى الحركة والفعالية حتى يتمكنوا من توعية المجتمع، من فوائد هذا التحرك جذب العناصر الصالحة واللائقة وكشف معايب العدو.
صلح الحسن :
إن من يلاحظ حياة الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام يجد ارتباطاً وثيقاً بين دور الإمام المجتبى وأخيه الإمام الحسين إلا أن الإمام المجتبى تعرض إلى لوم من قبل بعض الناس الذين لا يتمتعون ببعد النظر ودقة الرأي وصحيح العقيدة، فإن الامتحان الإلهي والتكليف الرباني الذي قام به الإمام كان صعباً جداً، وقد قال رسول الله وسلم في حقه وحق أخيه عليهما السلام : ( هذان إبناي إمامان قاما أو قعدا).
إن الإمام الحسن نهض أيضاً إلا أن نهضته المباركة انتهت بالصلح، ولم يتمكن بحسب الظاهر من القضاء على معاوية، وإن كان الأسلوب الذي اتخذه الإمام قضى على شرعية معاوية وبين للتاريخ الخط الصحيح في الإسلام من الخط المنحرف، وحفاظاً على الشيعة الذين أراد معاوية القضاء عليهم بأكملهم، والذين كانوا يمثلون الخط الصحيح الذي أمر به رسول الله وسلم.
وصايا الحسن :
*يا ابن آدم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فجد بما في يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع.
*غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي الهم.
*علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أنقت علمك وعلمت ما لم تعلم.
*حسن السؤال نصف العلم.
شخصية الامام الحسن () و معاجزه
كان للحسن هيبة الملوك وصفات الأنبياء ووقار الأوصياء، كان أشبه الناس برسول الله() وكان يبسط له على باب داره بساطا يجلس عليه مع وجهاء وكبار الأمة فإذا خرج وجلس إنقطع الطريق، فما يمر من ذلك الطريق أحد إجلالا للحسن، وكان يحج إلى بيت الله من المدينة ماشيا على قدميه والمحامل تقاد بين يديه وكلما رآه الناس كذلك نزلوا من دوابهم ومشوا احتراما للحسن() حتى اعداءه أمثال سعد بن أبي وقاص.
وذات مرة جاءه أحد المعجبين به فقال له: إن فيك عظمة فقال() موضحا: بل في عزة قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). وقال واصل بن عطاء يصف شخصية الحسن: عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك، ولذلك لم يتردد أحد من المسلمين في العراق والمدينة من بيعة الحسن بعد أبيه لعظيم شخصيته وسعة علومه وعجيب آدابه وحلمه وزهده.
كرم الإمام
عن الإمام الصادق() قال: إن رجلا مر بعثمان بن عفان وهو قاعد على باب المسجد فسأله فأمر له بخمسة دراهم، فقال له الرجل: أرشدني فقال له عثمان: دونك الفتية الذين ترى وأومأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر(): يا هذا إن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث: دم مفجع، أو دين مقرح، أو فقر مدقع، ففي أيها تسأل؟
فقال: في وجه من هذه الثلاث. فأمر له الحسن بخمسين دينارا وأمر له الحسين() بتسعة وأربعين دينارا وأمر له عبد الله بن جعفر بثمانية وأربعين دينارا، ففرح الرجل كثيرا فانصرف منهم شاكرا فمر بعثمان فقال له: ما صنعت؟
فقص عليه كل شيء، فقال عثمان ومن لك بمثل هؤلاء الفتية أولئك فطموا العلم فطما وحازوا الخير والحكمة.
وجاءه رجل يوما فقال له: يا بن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه بل إنعاما منه عليك إلا ما انصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير وكان متكئا فاستوى جالسا وقال له: من خصمك حتى انتصف لك منه؟
فقال له: الفقر!؟
فأطرق() ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود فاحضر خمسة آلاف درهم فقال: ادفعها إليه ثم قال له: بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني منه متظلما.
معاجزه
روي عن أبي عبد الله الصادق() قال: خرج الحسن بن علي بن ابي طالب() في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال: فنزلوا في منهل(عين ماء) من تلك المناهل تحت نخل يابس قال: ففرش للحسن() تحت نخله وللزبيري ورفع رأسه: لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه.
قال: فقال له الحسن(): وإنك لتشتهي الرطب؟
قال: نعم، فرفع الحسن() يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا، فقال له الجمال: سحر والله!!!
فقال له الحسن(): ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي مجابة.
وعن أبي عبد الله الصادق() قال: لما صالح الحسن بن علي(عليهما السلام) معاوية جلسا بالنخيلة فقال معاوية: يا أبا محمد بلغني أن رسول الله() كان يخرص النخل فهل عندك من ذلك علم؟ فإن شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شيء في الأرض ولا في السماء؟
فقال الحسن(): إن رسول الله() كان يخرص كيلا وأنا أخرص عددا.
فقال معاوية: كم في هذه النخلة؟
فقال الحسن(): أربعة آلاف بسرة وأربع بسرات، فأمر معاوية بها فصرمت وعدت فجاءت أربعة آلاف وثلاث بسرات.
فقال الحسن(): والله ما كذب ولا كذبت فإذا في يد عبد الله بن عامر بن كريز بسرة، كان قد سرقها من التمر، فجاء العدد مطابقا لما أخبر به الإمام الحسن().
مرت بالحسن بن علي(عليهما السلام) بقرة فقال: هذه حبلى بعجلة أنثى لها غرة في جبينها ورأس ذنبها أبيض فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها فقلنا: أوليس الله عز وجل قال: ويعلم ما في الأرحام فكيف علمت؟
فقال: ما يعلم المخزون المكنون المكتوم الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته().
وللحسن معاجز كثيرة وفيرة هذه نماذج من كراماته العظيمة التي تدل على منزلته العظيمة وقدره الرفيع ومقامه عند الله بحيث يلهمه ويعلمه علوما تعجز الناس عنها جميعاً . ++++++++++++++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة السحر إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .