|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
حلقات برنامج : على مائدة الافطار والسحر لعام 1431
الليلة 25 - على مائدة السحر
بتاريخ : 18-Jul-2011 الساعة : 03:59 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(25)
الأحد : 5-9-2010
++++++++++++++++++++++++++++++++
أعزائي المشاهدين
السلام عليكم .
أخي الصائم أختي الصائمة : قبل أن نبدأ محطاتنا من برنامجكم الرمضاني اليومي " على مائدة السحر "
نرفع أيدينا لندعو بدعاء اليوم السّادس والعشرين :
اَللّـهُمَّ اجْعَلْ سَعْيي فيهِ مَشْكُوراً ، وَذَنْبي فيهِ مَغْفُوراً وَعَمَلي فيهِ مَقْبُولاً ، وَعَيْبي فيهِ مَسْتُوراً ، يا اَسْمَعَ السّامِعينَ .
نبدأ بالمحطة الاجتماعية الأسرية وعنوانها :الطفل المسلم السعيد ..
لاتقتصر تربية الأطفال على الجانب الخلقي، إنّما هو واحد من عناصر عدّة في عمليّة تنشئة الطفل ليكون سعيداً في الدّنيا والآخرة، فالعمليّة التربويّة يجب أن تهدف إلى تكوين الإنسان الصالح بالمعنى الديني والإنساني، والطفل المتعلّم الذي يحبّ البروز في عالم الاكتشاف والنفع لا في عالم اللعب والطرب، المؤدّب في البيت وخارجه، البارّ بوالديه، الناشئ في عبادة الله تعالى ،الاجتماعي الطبع المتواصل إيجابيا مع محيطه الصغير والكبير، صاحب عقلية الإبداع المادي والمعنوي في أي مجال.
ذلك هو دور التربية الإسلامية بشقيها الديني والمدني، وفي هذا الإطار ينبغي تلقين الطفل الرغبة في الحياة في سبيل الله تعالى، وهي حياة متوازنة نشطة مفعمة بالعطاء والبذل والتبادل المعرفي والجمالي على أكثر من صعيد ،وليست حياة يطبعها السكون والخمول كما ترسمها التصورات الخاطئة عن الإسلام.
إن الطفل يحتاج – ليكون سعيدا – إلى أكثر من التغذية والعلاج الترفيه ،إنه في حاجة إلى أن يمنحه أمّه وأبوه وقتا كافيا لتربية نفسه على التزكية، وتنمية عقله باحترام أسئلته وتنمية الدهشة وروح الفضول لديه ،وتشجيع الحوار معه من جهة وبينه وبين رفاقه ومعلّميه من جهة أخرى، وكذلك تشجيع الميل إلى النقد والنقد الذاتي والتعبير عن وجهة نظره أمام الملإ دون وجل... هذا من شأنه تكوين الشخصية القوية المتوازنة والثقة بالنفس التي تعمد إلى المبادرة دائما رغم الإخفاق وتكرار المحاولة.
وما أحوج الأمّة إلى جيل بهذه المواصفات بعد تجارب فاشلة كثيرة انتهت باستنساخ نموذج يغلب عليه التقليد والتكرار بدل الاجتهاد والإبداع، وتخنقه السلبية باسم التديّن، يبغض الحياة ولا يقيم وزنا كبيرا للاستكشاف والمعرفة ولا يعبأ بالجديد، ويستوي عنده الجمال والقبح... فكيف يكون مثل هذا سعيدا ؟ أم كيف يجلب السعادة لأمته ؟ وكيف يرجو بعد هذا أن يكون من ورثة الجنة ؟ قال الله تعالى: "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا" - سورة الإسراء72.
وإن من أهم محاور التربية تشبّع الطفل – وهو غضّ طريّ- بمعاني التزام النظام والنظافة والهدوء في المناقشة والسماحة في التعامل مع الغير ورباطة الجأش أمام المشكلات ونحو هذا من الصفات النفسية الإيجابية التي هي من صميم الإسلام الذي يصوغ النفس القوية السوية القادرة على التفاعل الحيّ مع قيم الحق والخير والجمال ،وليس أضرّ على الطفل – وبالتالي على الأمة – من ثلاثة أنواع من التربية :
1. العناية بجسمه وحده بالتغذية والكسوة والترفيه وإهمال أو إرجاء أمور قلبه وعقله وسلوكه، أو عدم الالتفات إليها، فهذه التربية المشوّهة تخرج "عجولا آدمية " كثيرا ما تكون مدمنة للاستهلاك وحده لا تحسن عملا ولا مبادرة ولا تتحمّل عبئا بل هي بحدّ ذاتها حمل ثقيل على كاهل البشرية.
2. النزعة العلمانية التي ترى في تنشئة الطفل على الدين خطرا على صحّته النفسية وقدراته العقلية والعملية، فتنحو به مناحي الفراغ الروحي والمادية والشهوانية بذرائع العقلانية والتحرّر والحرص على سعادته، في هي حين تخلع عليه أردية الشقاء العاجل والآجل من حيث تدري أو لا تدري.
3. التفسير الخاطئ لمفهوم "شابّ نشأ في عبادة الله"، والذي يحيل على معاني الحفظ الآلي للنصوص المملاة والتحفّظ على الخوض في معترك الأفكار والحياة، ووضعية السكون والانسحاب والتقوقع على الذات، وهي معان يسوّغها ما ينبغي أن تكون عليه الناشئة من التزام بالعبادات والأخلاق الفردية والتركية ( أي عدم اقتراف المحظور) من غير نظر إلى وظيفتها في الحياة باعتبارها صاحبة رسالة الأمّة في عملية التغيير والإصلاح والعودة إلى الذات والإقلاع الحضاري.
إن سعادة الأسرة والمجتمع تكون بمقدار سعادة الأبناء، هذا في الدنيا والآخرة، فالطفل المتخلّق المتفوّق في الدراسة الذكي المتفاعل مع محيطه منبع لكل خير مادي ومعنوي، إنه ابن صالح ،والابن الصالح نعمة كبرى، قال الله تعالى : "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ..." سورة الفرقان 74.
وقال: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا..." سورة الكهف 46، وإنما يكون الأبناء زينة وتحلية إذا اتصفوا بالصلاح والاستقامة وإلاّ فهم مصدر شقاء وعنت لآبائهم.
وقال: "جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم" سورة الرعد26.
وقال: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" سورة الطور21.
فأفراد الأسرة الصالحة يلتئم شملهم في الجنة لاجتماع الخصال الحميدة فيهم، وهذا الأفق يلقي على الأولياء مزيدا من الواجبات ليحفّوا أبناءهم بالرعاية بكل أشكالها ويتابعوا عن كثب مشوارهم التربوي والتعليمي وعناصر المحيط الذي يتحرّكون فيه كالأصدقاء والكتب والمجلات والبرامج المرئية والمسموعة ونحو ذلك.
وإن من أكبر الأسباب الجالبة لسعادة الأطفال التزام البيت ومحاضن التربية بغرس العقيدة السليمة ولزوم الاعتدال والتيسير وتنمية الحوار المستمرّ وتجسيد معاني الحرية والعدل ليراها ويلمسها ويتشبّعها وتصبح من طبائعه، بذلك يستقيم الطفل ويسعد ويجعل السعادة تشعّ على البيت والمجتمع.
إنه من الضروري إعادة النظر في معنى التربية الإسلامية وإخراجه من الركن الضيّق الذي انحصر فيه ليمتدّ علميا وعمليا إلى أصعدة الفهم الصحيح للدين والحياة والإنسان، والاستقامة الخلقية والفكرية والمهنية والسلوكية، وإرساء عنصر السعادة كعامل أساسي في حياة الطفل.
++++++++++++++++++++++
توصيات لنقاوة شخصية الفرد من بعض ما يعكرها
1 ـ تخلص من الاضطرابات النفسية مهما كان نوعها تجنب تركها تستفحل ليصعب حلها بعد ذلك .
2 ـ مارس جميع انواع الرياضة النفسية والجسمية كرياضة التنفس والاسترخاء والتمارين الجسمية .
3 ـ حاول ان تكون فطنا ذكيا مفكرا وواعيا بما يدور حولك وهذا يحميك من السذاجة والغباء الذي يجعل الفرد مصدر استهزاء وتندر الاخرين .
4 ـ كن صادقا في حبك للاخرين بعيدا عن التملق واظهار الحب المقنع الذي ينكشف مهما طال الامد .
5 ـ ابتعد عن القسوة والظلم التي تنطلق من مصدر هضم الحقوق وعكسه مارس العدل واعطاء لكل حق حقه .
6 ـ تجنب الاستهزاء بالاخرين لان لكل فرد كيانه وعلى الاخرين احترام ذلك الكيان .
7 ـ تعاون مع الاخرين لحل مشاكلهم بعيدا عن المبالغة التي تجعلك ان تهمل نفسك وعائلتك من اجل الاخرين .
8 ـ واصل الاخرين ان كان بالمراسلة او التليفون او الزيارات .
9 ـ ابتعد عن الجشع والطمع لانه يدفع الى مزالق الحياة والندم على ذلك .
10 ـ تجنب مراقبة الناس وتناول احوالهم بالغيبة والنميمة التي تاتي عليك بالويل اجلا ام عاجلا .
11 ـ كن حذرا من الثقة العمياء في الاخرين كي لا تقع في حبال من يتحايل عليك ويغدر بك ، وعكسه كن وسطا في ثقتك بالاخرين وبنفسك .
12 ـ اجعل افكارك ناضجة قبل ان تطرحها ان كانت عن طريق الكتابة او التحدث للاخرين .
13 ـ تجنب المبالغة في اظهار نفسك للاخرين كي لا تنفر الاخرين منك .
14 ـ اهتم بهندامك ونظافة جسمك .
15 ـ خذ مكانك المناسب في المجتمع بحيث تثبت وجودك بشكل منطقي وحسب قدراتك ومكانتك .
16 ـ اجعل ضميرك يقظا بحيث يحاسبك على اي سلوك سلبي يبدر منك .
17 ـ تزود بسلاح العلم والثقافة .
18 ـ تجنب الغرور لانه يجعل الفرد مكروها من الاخرين وعكسه التواضع الذي يجعل الفرد مقربا لدى الاخرين .
19 ـ ابتعد عن الخيانة والكذب والخداع لانه يجعل الاخرين يبتعدون عنك ولا يثقون بك . وعليك ان تكن وفيا صادقا واضحا في علاقتك مع الاخرين .
20 ـ مسك الختام تحلى بالايمان وتعاليم الدين الذي تدين به .
++++++++++++++++++++++
أترككم أيها المشاهدون الأعزاء مع الفقرة اليومية الرمضانية : " وقفة مع نهج البلاغة " .
++++++++++++++++++++++
احذروا كيد الشيطان
( تركُ الذنب أهون مِن طلب التوبة )
نورد هذه القصة المروية عن الإمام جعفر الصادق (ع) بتصرف ، قال :
كان عابد في بني إسرائيل يعبد الله في صومعته ، زاهداً بالدنيا وما فيها ، فأعيا أمرُه على الشيطان كيف يضّله ويغويه . فصاح إبليس صيحة جمع بها أعوانه . فقال : مَن منكم لهذا العابد ؟. قال أحدهم : أنا له . فقال : مِن أين تأتيه ؟. فقال : مِن ناحية المال !. قال : لستَ بصاحبه ، إنه يكره المال . وقال الثاني : فأنا له . قال : مِن أين تأتيه ؟. قال : مِن ناحية النساء !. قال : لست له ، لأنه لم يجرّب النساء . وقال الثالث : فأنا له . قال : مِن أين تأتيه ؟. قال : مِن ناحية الشراب والملذات !. قال : لست له ، ليس هذا بهذا . فقال آخر : أنا له . قال : مِن أين تأتيه ؟. قال : آتيه مِن ناحية البرّ والعبادة !. قال : أنت صاحبه ، فانطلقْ إلى مهمّتك .
فانطلق هذا الشيطان إلى موضع العابد ، وقد تمثَّل له بصورة إنسان ... فدخل الصومعة وأقام بجانب العابد يصلّي ، وهو لا يملّ مِن العبادة . وكان العابد يستريح والشيطان لا يستريح ، والعابد ينام والشيطان لا ينام !. فتعجب العابد مِن عبادة الرجل ، واستصغر عبادته أمام عبادته . وتحوّل إليه ليكلمه ، فقال : يا عبد الله بأيّ شيء قَوِيْتَ على هذه الصلاة ؟. فلم يجبه . ثمّ أعاد عليه السؤال ، فلم يجبه . ثمّ أكّد عليه السؤال ، فقال الرجل : يا عبد الله إني أذنبت ذنباً ثمّ تبتُ منه ، فإذا ذكرتُ الذنب قويتُ على الصلاة . قال : فأخبرني بذنبك أعمل مثله وأتوب ، فإذا فعلتُه قويتُ على الصلاة . قال : انزلْ إلى المدينة فسَلْ عن البغيّة هيلانة . وأعطها درهمين ، ونَلْ منها ما تريد . قال : ومِن أين لي بالدرهمين ؟ وما أدري ما الدرهمان !. فتناول الشيطان مِن تحت قدمه درهمين ، فناوله إياهما .
فقام العابد ، فدخل المدينة بألبسة أهل الدين ، وسأل عن منزل البغيّة ، فأرشده الناس إليها ولم يشكّوا به ، بل ظنّوا أنه جاء ليهديها . فلما جاءها وجدها جالسة على باب دارها تنتظر أحداً . فرمى إليها الدرهمين ، وقال لها : قومي . فدخلت المنزل وقالت له : ادخلْ . فلما رآها متفرّعة راودها عن نفسها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، جئتني بلباس العبّاد لتفعل المنكر ؟!. إن مثلك لا يليق بمثلي !. فأخبِرني عن حالك . فقصّ عليها قصته . فقالت : يا عبد الله ، إنّ ترك الذنب أهون مِن طلب التوبة ، وليس كلُّ مَن طلب التوبة وجدها . وما أظن أن الَّذي جاءك إلا شيطان تَمَثَّل لك ليغويك ، فانصرفْ فإنك لا تجده في صومعتك . فانصرف عنها ... وماتت المرأة مِن ليلتها . وما أصبح الصباح إلا وقد كُتب على بابها : اِحضروا فلانة ، فإنها مِن أهل الجنة . فارتاب الناس مِن أمرها ، ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها . فأوحى الله عزّ وجل إلى نبي تلك الأمة ، وهو موسى بن عمران (ع) : أن اِئْتِ فلانة فصلِّ عليها ، وأمُر الناس أن يصلوا عليها ، فقد تابت وأنا غفرت لها ، وأوجبت لها الجنة ، لأنها عصمت عبداً مِن عبادي عن معصيتي .
( العبرة مِن القصة )
تعلمنا هذه القصة عدة أشياء منها :
1- حبائل الشيطان كثيرة ، ومنها النساء ، وقد قال الإمام علي (ع) : " النساء حبائل إبليس " ، يقصد بالنساء النساء الفاجرات وليس مطلق النساء ، فيجب على المؤمن أن يكون حذراً منهنّ .
2- الَّذي يذنب ويقول غداً أتوب ، فلعله يأتيه الموت بغتة قبل أن يتوب ، والأفضل للإنسان أن لا يذنب أصلاً ، لأن ترك الذنب أهون مِن طلب التوبة .
3- العبادة بدون علم لا تكفي ، فالعلم مفضّل على العبادة ، ولو كان هذا العابد عالماً لما وقع في المحذور ، وقد قال أمير المؤمنين (ع) : " المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح . وركعتان مِن عالِم خير مِن سبعين ركعة مِن جاهل ؛ لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفاً . وقليل العمل مع كثير العلم ، خير مِن كثير العمل مع قليل العلم والشكّ والشبهة ".
++++++++++++++++++++++
++++++++++++++++++
من قناة أهل البيت عليهم السّلام الفضائية أودعكم ، على أمل اللقاء بكم دائماً على مائدة المعرفة والفائدة والهداية والولاء .
نلقاكم على مائدة الإفطار إنشاء المولى .
طابت أوقاتكم ، ودمتم بخير ، والسلام عليكم .
|
|
|
|
|