لِمَ لا تُصنّفُ كتاباً في الغَيبة حتّى تكفيَ ما قد هَمَّك ؟!
بتاريخ : 03-Aug-2011 الساعة : 09:43 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
(لِمَ لا تُصنّفُ كتاباً في الغَيبة حتّى تكفيَ ما قد هَمَّك ؟!)
في ذِكر أحوال الشيخ الصدوق رضوان الله عليه..
أنّ من جملة أسفاره:
زيارته للإمام الرضا عليه السّلام، حيث كان يتردّد عليه كثيراً، فحصل له هذا التوفيق الذي كتبه بيراعه
يقول: إنّي لَمّا قضيت وَطَري من زيارة عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليهما، عُدتُ إلى نَيسابور وأقَمتُ بها، فوجدتُ أكثرَ المختلفين إليّ قد حَيَّرتْهُم الغَيبة، ودخَلَت عليهم في أمر الإمام المهديّ عليه السّلام الشُّبهة، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء، فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحقّ وردّهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم، حتّى وردَ إلينا من بُخارى شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلد « قُمّ »،
طالما تمنّيتُ لقاءه لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته،.. فبينما هو يحدّثني ذاتَ يوم إذ ذكر لي ـ عن رجلٍ قد لَقِيَه ببخارى مِن كبار الفلاسفة والمنطقيّين ـ كلاماً في الإمام الحجّة المهديّ عليه السّلام قد حيّره وشكّكه في أمره؛ لطول غَيبته وانقطاع أخباره، فذكرتُ له فصولاً في إثبات كون الإمام عليه السّلام ( أي في إثبات وجوده المبارك )، ورويتُ له أخباراً في غَيبته عن النبيّ والأئمّة عليه وعليهم السّلام سكَنَت إليها نفسُه... فسألني أن أُصنّف له في هذا المعنى كتاباً، فأجبتُه إلى مُلتمَسه.
نعم، فكان للشيخ الصدوق مُؤلَّفه القيّم الذي اهتدى على أثره سيلٌ من الأجيال، وهو: ( كمال الدين وتمام النعمة ) الذي سبق تأليفَه توفيقٌ شريف آخر، كتبه الشيخ الصدوق رحمه الله في مقدمّة كتابه هذا تحت بيان سبب تأليف الكتاب قائلاً: ( ووَعَدتُه جمعَ ما أبتغي إذا سهّل الله لي العودَ إلى مستقرّي ووطني بالريّ.
فبينا أنا ذاتَ ليلةٍ أُفكّر فيما خلّفتُ ورائي من أهلٍ ووُلْدٍ وإخوانٍ ونعمة إذ غلبني النومُ، فرأيتُ كأنّي بمكّة أطوف حول البيت الحرام، وأنا في الشوط السابع عند الحجَر الأسود أستلمه وأُقبّله وأقول: ( أمانتي أدّيتُها، وميثاقي تعاهدتُه؛ لتشهدَ ليَ بالمُوافاة ) فأرى مولانا المهديَّ صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفاً بباب الكعبة، فأدنو منه على شغلِ قلبٍ وتقسّمِ فكر، فعَلِم ما في نفسي بتفرّسه في وجهي، فسلّمتُ عليه فردّ علَيّ السلام
ثمّ قال لي:
« لِمَ لا تُصنّفُ كتاباً في الغَيبة حتّى تكفيَ ما قد هَمَّك ؟! »
فقلت له:
يا ابنَ رسول الله، قد صنّفتُ في الغَيبة أشياءً، فقال عليه السّلام:
« ليس على ذلك السبيل آمرُك أن تصنّف، ولكنْ صنِّفِ الآنَ كتاباً في الغَيبة، واذكُرْ فيه غَيْبات الأنبياء عليهم السّلام ». ثمّ مضى صلوات الله عليه، فانتبهتُ فَزِعاً إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشكوى إلى وقت طلوع الفجر، فلمّا أصبحتُ ابتدأتُ في تأليف هذا الكتاب مُمتَثِلاً لأمر وليّ الله وحُجّته، مستعيناً بالله ومتوكِّلاً عليه ومستغفراً من التقصير، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلتُ وإليه أُنيب ).
نسالكم الدعاء
توقيع يتيم الحسين (ع)
لـكن كســـر الضلـــع ليس ينجبر ** الا بصمصــــــــام عزيز مقتـــــــدر
إذ رض تلك الاضلــــع الزكيــــه ** رزيــــــــــــة لا مثلها رزيــــــــــــه
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الاخت الفاضلة عشق الحسين رقية
شاكر لك مرورك
ربي يحفظك بحق سيدي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف
توقيع يتيم الحسين (ع)
لـكن كســـر الضلـــع ليس ينجبر ** الا بصمصــــــــام عزيز مقتـــــــدر
إذ رض تلك الاضلــــع الزكيــــه ** رزيــــــــــــة لا مثلها رزيــــــــــــه