اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
النبي نوح
ورد في علل الشرائع أنه سأل الشامي أمير المؤمنين علي () عن اسم نوح ما كان؟ فقال: (اسمه السكن وإنما سمي نوحاً لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً) وفيه عن الصادق () كان اسم نوح ، عبد الغفار وإنما سمي نوحاً لأنه كان ينوح على نفسه. وفي قصص الأنبياء عن الصدوق بإسناده إلى وهب قال: إن نوحاً () لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يسموهم يدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغياناً ومضى ثلاثة قرون من قومه وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيوقفه على رأس نوح () فيقول يا بُني إن بقيت بعدي فلا تطيعّن هذا المجنون.
وقيل إنه كان نجاراً ولد في العام الذي مات فيه آدم () وبعث وهو ابن أربعمائة سنة وكان يدعو قومه ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعاؤه إلا فراراً كما يقول القرآن الحكيم:
(قال ربي إني دعوتُ قومي ليلاً ونهاراً، فلم يزدهم دعائي إلا فراراً، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً ، ثم إني دعوتهم جهاراً، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم أسراراً). [سورة نوح: الآيات 5 - 9].
وكان يضربه قومه حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وكانوا يثورون إلى نوح () فيضربونه حتى تسيل مسامعه دماً وحتى لايعقل شيئاً مما صُنع به فيُحمل ويُرمى في بيت أو على باب داره مغشياً عليه...
قال ابن عباس كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس إنه مجنون وإذا آمن أحد بنوح أخبرت الجبابرة من قوم نوح به.
وبعد معاناة كبيرة استطاع أن يوجد طبقة مؤمنة صغيرة والغالبية الكبرى لم يؤمنوا به حتى نفذ صبره فدعا على قومه:
(قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً). [سورة نوح: الآية 26].
فأمره سبحانه بصناعة السفينة كما قال عز وجل: (قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين). [سورة الشعراء: الآية 116].
(فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا). [سورة المؤمنون: الآية 27].
فصنعها ثم جمع المؤمنين وحملهم بالسفينة مع أجناس الحيوانات من كل جنس زوجين:
(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا اُحمل فيها من كل زوجين أثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن...). [سورة هود: الآية 40].
فانزل الله سبحانه الأمطار الغزيرة وفار التنور فصارت الفيضانات العارمة وحملت السفينة لوحدها وتم غرق الكافرين وله موقف مع ابنه حيث عصاه وانهزم إلى الجبل ويحدثنا الكتاب العزيز عن ذلك:
(يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين). [سورة هود: الآية 42].
فقال ابنه: (سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء). [سورة هود: الآية 43].
فلم ينفعه هذا الإيواء فغرق مع الكافرين وهكذا فإن في قصة النبي نوح المباركة مع قومه عِبَر وشواهد جليلة ليس موضعها هذا الكتاب العقائدي وإنما أشرنا إليها إشارة سريعة لاستكمال فصل النبوة بذكر بعض الأنبياء () ومعاناتهم وقصصهم مع البشرية.
وبعد أن انتهى أمر الكافرين أنزل الله على نوح (قيل يا نوح اهبط بسلامٍ منّا وبركات عليك وعلى أمم ممّن معك وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم). [سورة هود: الآية 48].
فنزل نوح مع المؤمنين ووضعوا الحجر الأساس للحضارة البشرية من جديد فلهذا يعد النبي نوح () الأب الثاني للبشرية بعد النبي آدم ().
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مشكوووورة أختي على هذه السطور الراااائعة
إلهي يوفقكم في خدمة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين
نور الله طريقكم دنيا وآخرة
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.