|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
شريك حياتي
بتاريخ : 19-Oct-2011 الساعة : 10:51 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
شريك حياتي
لم أكن بعيدة عن مسرح الأحداث، لان همها وغمها كان يدور في وسط بيتي. لكن كوني زوج رجل شرقي قل أن يستشير، جعلني أقوم بدوري من خلف الكواليس كملاعب الدمى، يقوم بأكثر الأدوار أهمية، ولكنه انه لا يرى ولا يعرف.
ولما يمر به (سي السيد) من أحداث مربكة ومفاجأة من آونة لأخرى، لم أتمكن من البقاء في الظل. فكنت أتدخل لتصحيح مسار الأحداث وتقديم المشورة والنصح، عندما تدعو الحاجة الملحة لذلك، مع اخذ الحذر الشديد في عدم فرض شخصيتي عليه، أو إشعاره بالضعف أمامي.
عانينا كثيرا خلال سنوات عمرنا، فحياتنا كعمود الزئبق مرة في ارتفاع، وأخرى في انخفاض. ولكن ما حدث في الفترة الأخيرة، لم يكن في الحسبان، فلقد قلب الموازين رأس على عقب، وكان القشة التي قصمت ظهر البعير، والسراب الذي تبدد بالاقتراب منه.
قاسى الكثير في الشركة السابقة، ولم يستطع تحمل الإقصاء والنسيان والتهميش، حتى كاد أن يقدم على استقالته عدة مرات، والعيش على مبلغ التقاعد، الذي لم يكن ليصمد أمام غلاء المعيشة.
حاولت مرارا منعه من الاستقالة قائلة: لقد بقي عليك مجرد ثلاث سنوات للتقاعد النهائي، وبلوغ الستين، وسوف تمر كما مرت العشر السابقة. وافق على ترك فكرته وسحب استقالته، نزولا عند إصراري واقتناعه بفكرتي.
لكن الوظيفة الجديدة حركة فيه الأمل، بإعادة الحياة والحركة لأوصاله، التي ضربها الصدى لقلة الحركة، كسيارة عادة فيها الروح بعد شحنها بالوقود.
لم استطع منعه، بل لم استطع مقاومة راتب ضعف الراتب التقاعدي، سوف يغير الكثير من معيشتنا. فانسقت معه نبني الأحلام، ونرفع أعمدتها.
كان متماسكا ثابتا رغم إجحاف رئيسه، مصرا على إثبات وجوده، كحصان رهان في ميدان سباق.
قلت ذات مرة لابنتي: لا اعرف إلى متى سيتمكن والدك من تحمل هذا الدوام الطويل، فهو يخرج كل يوم مع خروج الشمس ويعود مع غروبها.
قلت هذا ويدي على قلبي، الذي كان يخفق خوفا وفرقا من مرور الفكرة برأسي.
دخل علي احد الأيام مبكرا على غير عادته، فوقف شعري واهتز كياني وشخصت عيناي، وتزلزلت الدنيا تحت قدمي. وقال: لقد طردوني!
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية
|
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 28-Oct-2011 الساعة 06:06 PM.
|
|
|
|
|