اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الصديق
قال الامام الصادق قال:
قال رسول الله :
قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله ! من نجالس؟ قال من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
تفاحة الجنة
قال رسول الله( وسلم)في حديث عن فاطمة (): «فلمّا خلق الله عزوجل آدم وأخرجني من صلبه وأحبّ الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل ()، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد.
قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل.
فقال: يا محمد! إنّ ربّك يقرؤك السلام.
قلت: منه السلام وإليه يعود السلام.
قال: يا محمد! إنّ هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنّة، فأخذتها وضممتها إلى صدري.
قال: يا محمد يقول الله جلّ جلاله: كلها.
ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه.
فقال: يا محمد ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإنّ ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة.
قلت: حبيبي جبرئيل، ولِمَ سمّيت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟
قال: سمّيت في الأرض فاطمة لأنّها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبّها، وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عزوجل:{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ} يعني نصر فاطمة لمحبّيها»(5)،(6).
وفي حديث آخر عن رسول الله( وسلم)قال: «معاشر الناس تدرون لما خلقت فاطمة»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «خلقت فاطمة حوراء إنسية لا إنسية، قال: خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه»(7).
قالوا: يا رسول الله اشتكل ذلك علينا تقول حوراء إنسية لا إنسية ثم تقول من عرق جبرئيل ومن زغبه؟
قال: «إذاً أنبئكم، أهدى إليّ ربّي تفاحة من الجنّة أتاني بها جبرئيل () فضمّها إلى صدره فعرق جبرئيل () وعرقت التفاحة فصار عرقهما شيئاً واحداً ثم قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
قلت: وعليك السلام يا جبرئيل.
فقال: إنّ الله أهدى إليك تفاحة من الجنة فأخذتها فقبّلتها ووضعتها على عيني وضممتها إلى صدري ثم قال: يا محمد كلها.
قلت: يا حبيبي يا جبرئيل هدية ربّي تؤكل.
قال: نعم قد أمرت بأكلها، فأفلقتها فرأيت منها نوراً ساطعاً ففزعت من ذلك النور.
قال: كل، فإنّ ذلك نور المنصورة فاطمة.
قلت: ياجبرئيل ومن المنصورة؟
قال: جارية تخرج من صلبك واسمها في السماء منصورة وفي الأرض فاطمة.
فقلت: ياجبرئيل ولِمَ سمّيت في السماء منصورة وفي الأرض فاطمة؟
قال: سمّيت فاطمة في الأرض لأنه فطمت شيعتها من النار وفطموا أعداؤها عن حبّها وذلك قول الله في كتابه (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله((8) بنصر فاطمة ()»(9).
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
نور الكون
ويستفاد من الأخبار الشريفة أنّ الصدّيقة فاطمة () كانت نوراً قبل أن يخلق الله سبحانه الكون، وقد نور الله بها السماوات والأرضين، ثم جعل ثواب تسبيح الملائكة وتقديسهم لها ولمحبّيها، وهذه الروايات ممّا تدلّ على عظمتها وعظمة محبّتها وفضيلة المحبّين لها ().
فقد ورد عن سلمان الفارسي أنّه قال: كنت جالساً عند النبي المكرّم( وسلم)إذ دخل العباس بن عبد المطّلب فسلّم، فردّ النبي( وسلم)عليه ورحّب به، فقال: يا رسول الله! بم فضّل علينا أهل البيت علي بن أبي طالب () والمعادن واحدة؟
فقال لـه النبي المكرّم ( وسلم): «إذاً اُخبرك ياعم، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلق علياً ولا سماء ولا أرض، ولا جنّة ولا نار، ولا لوح ولا قلم، ولمّا أراد الله تعالى بدو خلقنا فتكلّم بكلمة فكانت نوراً، ثم تكلّم بكلمة ثانية فكانت روحاً، فمزج فيما بينهما فاعتدلا فخلقني وعلياً منهما، ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجلّ من نور العرش، ثم فتق من نور علي() نور السماوات فعلي أجلّ من نور السماوات، ثم فتق من نور الحسن () نور الشمس، ومن نور الحسين () نور القمر، فهما أجلّ من نور الشمس ومن نور القمر، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه وتقول في تسبيحها: سبّوح قدّوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى، فلمّا أراد الله جلّ جلاله أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحاباً من ظلمة فكانت الملائكة لا ينظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها، فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الأنوار إلاّ ما كشفت عنّا.
فقال الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي لأفعلنّ، فخلق نور فاطمة () يومئذ كالقنديل وعلّقه في قرط العرش، فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، ومن أجل ذلك سمّيت فاطمة الزهراء، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه.
فقال الله عزّوجلّ: وعزّتي وجلالي لأجعلنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبّي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها».
قال سلمان: فخرج العباس فلقيه أمير المؤمنين () فضمّه إلى صدره فقبّل ما بين عينيه، فقال بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله(4).