اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
][FRAME="11 90"]بسم الله الرحمن الرحيم
عمّار .. ( الفئة ) القاتلة .. والشهادة المزدوجة
في تاسع ايام معركة صفين استشهد عمار بن ياسر ( 9 صفر عام 37 هجرية )
كان عمار من اوائل الشهداء الذين بلغ عددهم 25 الفاً في معركة صفين .. في مقابل 45 الف قتيل في صف معاوية .. ليشكلوا في مجموعهم 70 الف قتيل في تلك المعركة التي اشعلها معاوية لعنه الله .. وهيئت لها عائشة بخروجها في الجمل .. ومهدت لحرب النهروان فيما بعد ..
وقد كانت شهادة عمار مباركة .. بل هي شهادتين مزدوجتين : شهادته الدامية وشهادته التي فضحت الفئة الباغية التي خرجت على امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وكما انبأ النبي الاكرم في حديثه الثابت عند الفريقين :
جاء في البخاري : وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمرّ به النبي « ص » ومسح عن رأسه الغبار وقال : ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار
المصدر : البخاري ج 2 ص 87 .
النبي الاكرم يتحدث عن ( فئة ) تقتل عمار وليس رجل .. في حين ان القاتل المباشر والحقيقي لعمار هو رجل واحد .. وانما النبي يريد ان يرشدنا الى بغي و ظلم فئة وليس شخص ..والفئة في اللغة تعني : الفرقة والجماعة والطائفة .. فمن هي تلك الفئة ؟ لم تقل الرواية النبوية الجيش الباغي ايضا .. وانما فئة : فرقة .. طائفة ..
هي بالتأكيد تلك الفئة التي انتجت : معاوية .. وانتجت هذا الجيش المضلل الذي يحارب معه ..
بالتأكيد لا يوجد غير الفئة المعادية لعمار والتي عاداها عمار .. فئة : ابو بكر عمر عثمان معاوية ...
معارضة عمار للسقيفة
ضرب عثمان لعمار
قتل معاوية لعمار في صفين .
فئة باغية اذن قاتلت عمار .. وقاتلها عمار .. قاتلها بدءا من السقيفة واعتراضه عليها ورفضها لمبايعة عصابتها .. وقاتلها بمقاطعتها .. طوال حكم الثلاثة ..
لماذا فاتت عمار بن ياسر صلاة الظهر والعصر والمغرب ؟؟:
أخرج البلاذري في الأنساب 5: 48 :
« كان في بيتِ المال بالمدينة سفطٌ فيه حليّ وجوهرٌ ، فأخذ منه عثمان ما حَلّى به بعض أهله ، فأظهرَ الناسُ الطعنَ عليه في ذلك وكلّموه فيه بكلام شديدٍ حتى أغضبوه ، فخطب فقال :
لنأخذنَّ حاجتنا من هذا الفيئ وإن رغِمتْ أنوف أقوام. فقال له علي : إذن تُمنع من ذلكَ ويُحال بينك وبينه.
وقال عمار بن ياسر : أُشهدُ الله أن أنفي أول راغمٍ من ذلك.
فقال عثمان : أعَليّ يابن المتكاء تجترئ ؟ ! خذوه ، فأُخذ ودخل عثمان ودعا به فضربه حتى غُشي عليه ، ثم أُخرج فحُمل حتى أُتي به منزل أم سَلَمة زوج رسول الله (ص) فلم يصل الظهر والعصر والمغرب ، فلما أفاق توضأ وصلى وقال : الحمد لله ، ليس هذا أول يومٍ أُذينا فيه في الله.
الفئة القاتلة لعمار .. اوسع مما قد نتصوره .. لا تتلخص في قاتله .. ولا في جيش معاوية وقائده .. بل تتسع لتشمل منهج عسكري وسياسي وفكري شامل ومتواصل ..
البخاري يروي عن ابو بردة الذي قبّل يد قاتل عمار : ابو العادية :
وروى عبدالرحمن بن جندب قال .. وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف , قال : رايت ابا بردة قال لابي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر: اانت قتلت عمار بن ياسر؟ قال : نعم . قال : ناولني يدك , فقبلها وقال :لا تمسك النار ابدا . .
شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد المعتزلي ج 4 ص 99
شهادة عمار مباركة .. لم تفضح قاتله فقط .. بل فضحت فئة كبيرة كانت تقف ولا تزال وراء ذلك القاتل .. بدءا من ابي بكر ومرورا بعثمان وابن تيمية و البخاري وانتهاءا باخر تابع لهم ومبرر لجرائمهم بحق الاسلام والمؤيد لقاتل عمار والشامت بشهادته .
اذن البخاري قائم على رواه هم من انصار الفئة الباغية .. البخاري ورجاله بهذا هم امتداد للفئة الباغية التي قتلت عمار حيا .. وشمتت به مقتولا .. ورضت بقتله .. بل افتخرت بقاتله .
ابن تيمية : نشهد لعمار وقاتله بالجنة :
قضيّة قتل أبو الغادية ( يسار بن سبع ) لعمار قضيّة مشهورة حتّى ابن تيميّة ذكره .
أنظروا بايع أبو الغادية تحت الشجرة !!!!
وقد قال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )(الفتح: من الآية18) وعلى أهل السنّة فهذا الصحابي قد رضي الله عنه !!!!!
أنظروا ماذا يقول ابن تيميّة
((فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة )) http://arabic.islamicweb.com/Books/...ook=365&id=3037
والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وقد قيل إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم
أبو العادية:
الجهني واسمه يسار, وهو ممن سمع النبي () وروي عنه, ومن رواياته عنه قوله (): (إن دماءكم وأموالكم حرام).
وهو قاتل الصحابي العظيم عمار بن ياسر الذي قال فيه النبي (): (يا عمار تقتلك الفئة الباغية, وكان إذا أراد الدخول على معاوية يقول لحاجبه قل له: قاتل عمار بالباب،
وفي الحديث: (لو أن عمارا قتله أهل الأرض لدخلوا النار).
أسد الغابة 5/267
عن عائشة :
ما من أحدٍ من أصحاب رسول الله (ص) أشاءُ أن أقول فيه إلا قلتُ ، إلا عمار بن ياسر ، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : مُلئ عمار إيماناً إلى أخمص قدميه !
الإستيعاب 2 | 478
عن خالد بن الوليد ، قال :
كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له ، فشكاني إلى النبي (ص).. فرفع رسول الله رأسه فقال : من عادى عماراً عاداه الله ، ومن أبغض عماراً أبغضه الله.
الإصابة 2 | 512 [/FRAME][/quote]
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يا دائم الفضل على البرية
يا باسط اليدين بالعطية
يا صاحب المواهب السنية
صلى على محمد وآل محمد
خير الورى سجية
وغفر لنا ياذا العلى في هذه العشية ..
النسب.. والمولد:
عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك... بن يَعرُب بن قَحطان.
وُلد بمكّة المكرّمة، إذ كان أبوه قدم إليها مع أخوين له يُقال لهما: مالك والحارث، بحثاً عن أخ رابع لهم، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكّة وتزوّج بـ «سُميّة».. وقد استُشهِد والداه رضوان الله عليهما تحت وطأة التعذيب على أيدي جلاّدي قريش، فوقف رسول الرحمة صلّى الله عليه وآله يقول: صبراً آل ياسر ، فإنّ موعدكم الجنّة.
أمّا سنة ولادة عمّار، فتنحصر بين 53 و 57 قبل الهجرة النبويّة .
منزلته:
حظي عمّار بن ياسر بمراقي الشرف والكرامة؛ لموالاته للنبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم.. فتسنّم المنازل الرفيعة والمراتب السامقة، إذ جرى ذِكر فضائله على لسان أهل بيت النبوّة والعصمة عليهم السّلام، فكان أحدَ «الأركان الأربعة» مع سلمان والمقداد وأبي ذرّ. وكان أحد الماضين على منهاج نبيّهم صلّى الله عليه وآله من جماعة الصحابة الأبرار الأتقياء الذين لم يبّدلوا تبديلاً. وكان رضوان الله عليه من السبعة الذين بهم يُرزَق الناس وبهم يُمطَرون، وبهم يُنصَرُون.. سيّدهم أمير المؤمنين عليه السّلام، ومنهم سلمان والمقداد وأبو ذرّ وعمّار وحذيفة وعبدالله بن مسعود، وهم الذين صَلَّوا على جثمان فاطمة الزهراء عليها السّلام.
وكان عمّار أحد الاثني عشر الذين قالوا بخلافة الإمام عليّ سلام الله عليه ووقفوا عند أمرهم ذاك وأنكروا خلافه ومخالفته. ولعمّار ـ بالخصوص ـ قيام وخطاب، واحتجاج واستدلال وجواب.. في موقف شجاع لا يقوم به إلاّ من كان ثابت الإيمان راسخ الاعتقاد.
وعمّار بن ياسر من شرَطة الخميس، وقد سئل الأصبغ: كيف سُمّيتم شرطة الخميس ؟ فقال: إنّا ضمِنّا له ـ أي لأمير المؤمنين عليه السّلام ـ الذَّبح، وضمنَ لنا الفَتح.
وقائع مهمّة، ومواقف مكرِّمة:
• يُعدّ عمّار بن ياسر من المسلمين الأوائل الذين تحمّلوا أصناف التعذيب والتنكيل.
• وهو من المهاجرين إلى المدينة.
• صلّى إلى القِبلتَين، واتّخذ في بيته مسجداً، وكان أوّل من بنى مسجداً في الإسلام.
• شهد بدراً والخندق والمشاهد كلّها، وقَتَل مجموعة من رؤوس الكفر والشرك.
• دعا إلى بيعة أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، وكان من السابقين إلى الالتحاق به والمدافعين عنه حين هوجمت دار الزهراء عليها السّلام.
• كان عمّار من الخواصّ الذين صلَّوا على جثمان الصدّيقة فاطمة عليها السّلام، وشيّعوها ودفنوها سرّاً.
• ولي الكوفة، وشارك في فتح مدينة «تُستَر»، وساهم في تعبئة الجيوش لفتح «الريّ» و «الدستبى» و «نهاوند» وغيرها.
• مواقفه مشهودة في الاعتراض على السقيفة، والشورى التي غبنت حقوق الإمام عليّ عليه السّلام. وكان يجاهر بنصرة الحقّ ولم يُداهن الولاة، حتّى دِيست بطنه وأصابه الفتق وغُشي عليه.
• كان عمّار من المشاركين في توديع أبي ذرّ حين نُفي إلى الربذة، رغم المرسوم الصادر بالمنع من تشيعه، وقد هُدّد عمّار بالنفي وكاد يقع لولا احتجاج الإمام عليّ عليه السّلام وبني مخزوم.
• سارع إلى مبايعة أمير المؤمنين سلام الله عليه، ووبّخ الذين شقّوا عصا الطاعة وأحدثوا الفُرقة في عهد الخليفة الحقّ.
• توجّه بأمر الإمام عليّ عليه السّلام مع الإمام الحسن عليه السّلام ومِن بعدهما ثلّة من المؤمنين.. لعزل أبي موسى الأشعريّ عن الكوفة، واستنفار أهلها. فخطب هناك واحتجّ احتجاجات رائعة، وسحب أبا موسى من على المنبر.
• لشجاعته وشهامته وإقدامه.. ولاّه أمير المؤمنين عليه السّلام مناصبَ حربيّة عديدة في معركة الجمل. وقد قتل عدداً من صناديد جيش الناكثين، وشارك في عقر جمل الفتنة.
• كان من أوائل المشاوَرين في حكومة الإمام عليّ عليه السّلام، قُبيل واقعة الجمل وقبيل وقعة صفّين التي أبلى فيها بلاءً كبيراً، وقاتل فيها قتالاً شديداً، وما حجزه عن المواصلة إلاّ الليل، وكان له أثر واضح في الظفر.. ثمّ كان فيها شهادته المباركة رضوان الله عليه.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كما يُعدّ عمّار بن ياسر من القلّة القليلة التي شهد لهم الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وأئمّة أهل البيت عليهم السّلام بالدرجات الرفيعة والمراتب العالية من الإيمان.
• في كتاب الله تعالى تُذكر ظُلامته من جهة ويُوصف قلبه المؤمن بالاطمئنان من جهة ثانية، ومن جهة ثالثة يُلتمَس له العذر ويُصبح موقفه حكماً شرعيّاً.. سأل سائلٌ الإمام الصادق عليه السّلام:
أرأيت أن أختار القتل ـ أي الاستشهاد ـ دون البراءة ـ أي من أمير المؤمنين عليه السّلام إجباراً ـ ؟ فأجابه الإمام عليه السّلام قائلاً:
واللهِ ما ذلك عليه وما له، إلاّ ما مضى عليه عمّار بن ياسر، حيث أكرهه أهل مكّة وقلبه مطمئن بالإيمان، فأنزل الله عزّوجلّ: إلاّ مَن اُكرِهَ وقلبُه مُطمئنٌّ بالإيمان (1)، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله عندها: يا عمّار، إن عادوا فعُد؛ فقد أنزل الله عزّوجلّ عُذرك، وأمرك أن تعود إن عادوا.
• وعن أبي جعفر الباقر عليه السّلام، وكذا عن ابن عبّاس في قوله تعالى: أوَ مَن كانَ مَيْتاً فأحيَيناهُ وجَعَلْنا له نوراً يمشي به في الناس.. (2) أنّه عمّار بن ياسر حين آمن، كمَن مثَلُه في الظُلماتِ ليس بخارجٍ منها ؟! أنه أبو جهل. وفي الروايات: وجَعَلْنا له نوراً يمشي به في الناس النور: الولاية، أو الإمام الذي يأتمّ به، يعني عليَّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.
وقد كان عمّار رضوان الله عليه من أهل الولاية، ومن الموالين لأمير المؤمنين عليه السّلام والمخلصين المتفانين في محبّته، والمستشهَدين على هداه.
• أمّا كلمات رسول الله صلّى الله عليه وآله في عمّار فهي كثيرة ووافرة، وصريحة ومتظافرة.. تشير إلى جلالته ورفعة مقامه وسموّ درجاته في الدنيا والآخرة، من ذلك:
ـ إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه.
ـ مرحباً بالطيِّب المطيَّب.. ائذنوا له.
ـ دم عمّار ولحمه وعظمه حرام على النار.
ـ الجنّة تشتاق إليك [ أي: يا عليّ ] وإلى عمّار وإلى سلمان، وإبي ذرّ والمِقداد.
• وحين ألقته قريش في النار دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله قائلاً: يا نار كوني برداً وسلاماً على عمّار، كما كنتِ برداً وسلاماً على إبراهيم. فلم تصل إليه النار، ولم يصل إليه منها مكروه.
• ولمّا أخذ المسلمون يبنون مسجد المدينة، جعل عمّار يحمل حَجَرينِ حَجَرين، فمسح النبيّ صلّى الله عليه وآله ظهره ثمّ قال: إنّك من أهل الجنّة، تقتلك الفئة الباغية.
• وقال له مبشّراً: أبشر يا أبا اليقظان؛ فإنك أخو عليّ في ديانته، ومن أفاضل أهل ولايته، ومن المقتولين في محبّته، تقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن (أي لبن رقيق كثير ماؤه).