اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
11- كيف نحيي قيم عاشوراء في نفوسنا وعقولنا؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم.
التغيير لا يأتي إلا بإرادة، والإرادة تتولد في داخل الإنسان وباختياره. والإنسان لا يختار إلا إذا تبينت له المنفعة والمصلحة، فهل لنا منفعة وفائدة من إحياء قيم عاشوراء؟
الفائدة لا تكون دائما مادية، ولا تحسب بإضافة الأعداد مع بعضها. فقد تكون الفائدة معنوية وقد تكون عقدية، فتكون أكثر نفعا وابعد تأثيرا.
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول إذا دعاكم لما يحيكم.
فطاعة الله هو أول ما يفرض على الإنسان عند قبوله الإسلام، وعند قوله اشهد أن لا اله إلا الله، لأنها الأساس الذي تبنى عليه بقية الواجبات. تتبعها بعد ذلك طاعة الرسول(ص)، التي تفرضها شهادة أن محمد رسول الله. فطاعة رسول الله(ص) تأتي دائما مقرونة بطاعة الله وتتبعها مباشرة، لأنه المبلغ عن الله والقوي الأمين على الوحي. وطاعتهما تعني إتباع أوامرهما، والانتهاء عن ما نهيا عنه. والأوامر أما أن تكون مباشرة من الله جل جلاله عبر القرآن الكريم، أو عبر الرسول الذي ما ينطق عن الهوى، انه هو إلا وحي يوحى. وما أوامرهما ونواهيهما إلا في ما ينفع الإنسان، فيرفعان من شأنه في الدنيا، ويزيدان من منزلته عند الله في الآخرة. لذا وتطبيقا للآية الكريمة، إن الله والرسول لا يدعوانا إلا لما يحينا.
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم.
بعد رسول الله(ص) وغيابه عنا، يلزم علينا إتباع أولي الأمر الذين فرض الله علينا طاعتهم. ألئك الذين قرنت طاعتهم بطاعة الله وطاعة رسوله. فهم يقولون لنا حيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا، ومن إحياء أمرهم إقامة شعائر عاشوراء.
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
عاشوراء من شعائر الله لأنها تدعو إلى إحياء دين الله وأمره، وكل حركة قام بها أبو عبدالله(ع) ما كانت إلا لوجه الله وابتغاء مرضاته. وحضور المآتم الحسينية ترقق القلوب وتجري الدموع، التي على إثرها تغسل الذنوب وتحاتها كما تحات الورق من على غصون الأشجار. وإحياء الشعائر الدينية تدعو إلى التقوى، التي يركز عليه الله كثيرا قائلا واتقوني يا أولي الألباب.
لكن لن نستطع إحياء عاشوراء في عقولنا وقلوبنا، حتى نستقي منها الدروس والعبر التي نستفيد منها ونراها حية أمام أعيننا يوميا. أما بقائها مجرد شعارات وطقوس نعتادها، فلن تجدي نفعا ولن تغير حالا. لذا علينا إعادة دراسة عاشوراء بذاكرة وفكر الحاضر، ونستلهم منها الدروس والعبر بما يتناسب وعالمنا المتغير المتبدل. فلا يسعنا العيش في الماضي، وعاشوراء تسبقنا لتستقبل الأمام المهدي(ع) و(عج).
بقلم: حسين نوح مشامع بإشراف: الشيخ محمد المحفوظ