اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*عاشوراء مدرسة إعداد القادة*
16- كيف تعامل الحسين مع أعداءه؟
قال الحسين(ع) ما خرجت بطرا ولا أشرا ولا مفسدا، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله، أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. هذه بعض شعارات ثورة أبو عبدالله(ع)، والتي طبقها حتى آخر قطرة من دمه. وهي شعارات رجل المبادئ والقيم.
فشعارات السياسي تخلقها اللحظة، وتحددها الأهداف التي يريد الوصول إليها، وقد تتغير من وقت لآخر، حسب الظروف والملابسات. فتراه يطلق شعاراته البراقة لكسب أصوات الناخبين، ويعطي الوعود الكاذبة للفوز بالانتخابات، وينتقل من مكان لآخر ليستميل أفكار الناس، ويتنازل للصغير والكبير، وداخله يغلي غضبا ويتمزق غيضا. وبعد فوزه بمنصبه تذهب كل وعوده كالهباء في يوم عاصف، وتتغير طباعه، وتتبدل أخلاقه، ويظهر على حقيقته. فذلك هو المحك. فالسياسي بعد تسلمه منصبه، تحكمه قوانين وأنظمة النظام الذي هو تحت مظلته.
أما الإمام الحسين(ع) فكما قال والده أمير المؤمنين(ع) (إن إمرتكم هذه لا تساوي عندي عفطة عنز، إلا أن أقيم حقا وأبطل باطلا). فالإمام تحت مظلة الله جل جلاله، ويتكلم بلسان الله، الذي اختاره واجتباه ليكون إماما وقائدا. فهو إمام قام أو قعد، لا تغيره المناصب ولا تزيده بهاء. بل هي من تفتخر به، وتزداد نظارة بوجوده. فشعارات الإمام(ع) يطبقها فورا، ولا يحتاج الانتظار حتى يستلم السلطة. فكان ذلك واضحا في تعامله حتى مع أعدائه، ومن جاءوا لقتاله.
وكان بدايتها مع وصول جيش الحر، وطلبهم الماء لشدة عطشهم. فلم يمنعهم الماء، ولم يستغل الفرصة لينقض عليهم ويبيدهم، بل وصل به الحال لىسقي بعضهم بيده الشريفة. كما منع أصحابه من الهجوم على معسكر أهل الشام، رغم تحفز المعسكرين للقتال، قائلا: إني اكره أن ابدأهم بقتال. لعل احدهم يستفيق من غيه ويرجع إلى ضميره، كما فعل الحر(رض).
وكان قبل أن يقوم بحملاته ينصحهم ويذكرهم، قائلا: إن لكم علي حق النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وذلك تطبيقا لقوله (اكره أن يدخل أحدا النار بسببي). فهو لم يكن إمام مفترض الطاعة فقط، وقائد امة بما تعنيه الكلمة من معنى، بل أب رؤوف على أبنائه، وقائد رحيم برعيته.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ