اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الدور الرسالي للإمام السجاد(ع)
4- دعوة الإمام زين العابدين(ع) إلى الله بسلوكه
البعض من الدعاة والمبلغين يجتهدون ويجهدون أنفسهم، في سبيل إيصال الحكمة البليغة والموعظة الحسنة إلى الناس، طلبا لرحمة الله ورضوانه. ويتفننون في اختيار الأسلوب الأمثل والطريقة المناسبة لعملية الإيضاح، ليكون طرحهم سهلا مفهوما لدى العامة الناس. ولكن يفوتهم إظهار ذلك عمليا في حياتهم وفي أنفسهم، ليكونوا قدوات للآخرين. معتقدين أن ذلك يكفي لرفع الواجب الشرعي الملقى على عواتقهم، مما قد يفضحهم أمام أفراد مجتمعهم، فينفروا منهم ويقاطعوهم.
لكن الإمام علي ابن الحسين السجاد(ع)، ورغم انه إمام مغفور الذنب مبرئ من العيوب، لم يكتفي بالإرشاد والتوجيه، فراح يطبق تعاليمه وإرشاداته في حياته وعلى نفسه، ليكون قدوة حية للمسلمين. لإتمام الإلقاء الحجة، ولا يبقى لأحد عذر في عدم القيام بأداء الواجب. وليكمل رسالة والده التي ختمها بدمه، فيكون بحق سيد شباب هل الجنة. ويكون الإمام السجاد(ع) بإتمامه مسيرة الجهاد، سيد الساجدين والعابدين.
هذه بعض الأمثلة الحية من حياته، لنحاول تطبيقها في حياتنا، كل حسب وسعه ومقدرته، فأن الله لا يكلف نفس إلا وسعها.
1- عن جابر بن عبدالله الأنصاري(رض)، قال ما رأيت في أبناء الأنبياء شخصا كعلي بن الحسين(ع).
2- قال الإمام الباقر(ع): كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
3- وإذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه قيام العبد الذليل بين يدي الملك
الجليل، وكانت أعضائه ترتعد من الخشية الله، وكان يصلي صلاة مودع يرى انه لا يصلي
بعدها أبدا.
4- ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن احد منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته، فسأله
بعض أصحابه عن ذلك، فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إن العبد لا يقبل من
صلاته إلا ما اقبل عليه منها بقلبه.
5- وكان يخرج في الليلة الظلماء حاملا جراب الطعام والحطب على ظهره، حتى يأتي بابا
بابا يناول من يخرج إليه، ويغطي وجهه.
6- خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل متعلقا بالمطرف فمضى وتركه.
7- وكان يشتري الخز في الشتاء، وإذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه.
8- نظر يوم عرفة إلى قوم يسالون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسالون في مثل هذه اليوم،
انه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا؟
هذه نبذة بسيطة فقط مما يقوم به الإمام(ع) بنفسه، وحتى انه يمنع الآخرين من مساعدته كما حصل مع الزهري حيث شاهده وهو يحمل جرابا على ظهره فأراد أن يعينه فرفض الإمام(ع). فسأله الزهري: إلى أين؟ فقال الإمام(ع): نحن على سفر نستعد له. وبعد أيام شاهده مرة أخرى، ولم يرى عليه اثر السفر. فقال له الإمام(ع): ليس إلى ما ذهبت، ولا كننا نستعد لسفر الآخرة.
بقلم: حسين نوح مشامع
بإشراف: الشيخ محمد محفوظ