اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مفكرة مبتعث
القبول في الجامعة
أنهى محمود السنة الدراسية الأولى من الثانوية العامة، كأنما أرتقي جبلا عاليا بشق الأنفس. وبوصله إلى أعلاه واستقرار حاله، واسترداد أنفاسه، كانت بداية السنة الدراسية الثانية. فكانت أمامه عدة اختبارات عليه تجاوزها، وخيارات عليه المفاضلة بينها. فها هو من جديد يصعد جبلا أكثر ارتفاعا من سابقه، وأكثر صعوبة.
فهذه الاختبارات والخيارات جزء بسيط مما ينتظره في المستقبل، ولكنها المحك في تقرير مصيره. فكان عليه الجلوس لأكثر من اختبار قياس، حتى يتمكن من الحصول على نسبة عالية تؤهله للقبول في احد الجامعات أو الكليات. فشعر بجهوده في السنوات العشر السابقة ذهبت هباء منثورا، أو دراسته الماضية كان يشوبها نقص جوهري. وعليه تحديد التخصص الذي يناسب ميوله وقدراته، ويكون له طلب في سوق العمل، ليتمكن مستقلا من الحصول على وظيفة ذات دخل مرتفع.
فقد زمام الأمور من يده في البداية، لعدم تعوده على الاختيار والمفاضلة. فلقد كان والدها معه في كل خطوة يخطوها، ويساعدانه في كل خيار يتخذه، حتى في اختيار ما يناسبه من ملابس. كأنه أعمى توضع يده على الطريق، ليعرف المضي في دربه.
من الآن فعليه الاعتماد على نفسه، ليكمل طريق ويحدد مستقبله. فأحس بالوحدة وكأنه وسط غابة لا يعرف مسالكها. فاضطر للسؤال والاستفسار، من أكثر من مدرس خبير وصديق ثقة، ورفيق مدرسة قد سبقه ملتحقا بالجامعة.
فاختار المجال والتخصص الموافق لميوله، مع أمكانية أن يفتح له عدة أبواب جامعية، فيما إذا احتاج لتغيير مجاله مستقبلا، ومقبول في السوق التجارية.
فاصل دراسته حتى أنهى جميع اختباراته بمعدلات مقبولة، وكان مستعدا لدخول الجامعة.
بقلم: حسين نوح مشامع