اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
حب آل طه عنوان الصحيفة ... وبهم النجاة من كل ذات خيفة
هم الشرف الرفيع ولهم ... فوق معال الحلم نفسٌ عفيفة
هم الأنوار الزهية من بها ... يهتدى للحق عن كل زيفة
هم الكواكب المنيرة وهم ... ظلال الله ذات الطليع وريفة
هم سر الوجود من بالي العهود ... من سالف الأزمان والقريب بنيفة
هم سفن الله التي تجري ... في طمطام رحمة الربِّ الرئيفة
بل هم كل جلال بذات كمال ... والعلوم الحقة الباهرة الكثيفة
فإن أنبئنا عن أولهم فهو ... نفس الرسول الوصي والخليفة
وباب مدينة العلم التي ... بناها النبي للطالبين مضيفة
معه النور من كان لكفأتها ... الصنو تلك فاطمة الشريفة
من هي الزهراء أم الأئمة ... تفاحة الفردوس والنسمة اللطيفة
أم عن نسليهما سبطين ... بذات جلة من هاشم ومنيفة
فشبَّر كل سمات الحسن به ... وشبير بذات سمات منه أليفة
ومنه للرهبانية تفرع غصن ... حياته عانقت الزهد وللورع حليفة
ومن الشبَّرين شبل سما ... في العلوم باقراً أبطنها الزئيفة
والصادق قولاً عجبت وكيف ... يعلوه التلميذ عن سنتين أبو حنيفة
هذا الذي أرسى مدارس كل العلم ... فاتخذ من تدريس الدين وظيفة
رب النهى ولاه بها وأولاه لها ... فكان باسمه المذهب لنا تعريفة
وإذا مضيت نحو سمي الكليم ... ذو اليد البيضاء النقية النظيفة
هاتِ منه الرضا وأنعم ... أنيس النفوس الطيبة الرهيفة
شمسٌ في أرض خصت به ... حوت منه القدس برحبة سجيفة
فقم واستعطِ من كفة جود يديه ... تبذل لله حباً وعطا بدون كليفة
هذا منه جواد مَن مِن راحة كفيه ... تدفق معالي التقى لكل ذات رشيفة
ومن علياه برز النقاء بعلي ... هادٍ نحو الرشاد من كل عسيفة
وخذ منه الحُسنَ كمالا بذي حسنٍ ... بنجله المهدي تختتم الصحيفة
حيث لولاه لساخت الأرض بمن ... على صفحتها فهو الرحمة الحفيفة
به وعد الله ولإن أطالت غيبته ... به امتحن النفوس القوية والضعيفة
فإن نصبر على حد القذى ... فكم لك تصبر من يوم السقيفة
تلك التي أرست لكم قواعد ظلمٍ ... والباب والمسمار واللطمة العنيفة
غصب الولاية وسلب الإرث ... وفيضة المحراب بالدماء النزيفة
أم ذاك النعش فلِم يرمى بحقدٍ ... وتنتهك له الحرمة بدون أسيفة
أم نبئ عن كربلا الطف وما ... بمحيط القول من طاقة معيفة
هونت من بعدها حد الرزايا ... فهي في المقياس طافية خفيفة
ذبحة السبط وسبي نسائه ... فهل أدهى بذا من وقعة عصيفة
ما لكَ يا خاتم الأطياب تغضي ... منكفئا على الحزن والدمعة الذريفة
قم واطلب الثار فلا زال أنين ... صدر الزهراء من ظلم ابن قحيفة
ومن عصر ابن صهاك بين الباب ... والضلع مكسور والطعنة جليفة
يا واسع الصبر إلى حد المدى ... كم تحتمل والأيام تطوى والسنون تليفة
إن أناشدك على ففي القلب شجا ... وفي الصدر لظى والجروح ليست طفيفة
أبذُل قصارى الجهد بماذا أحث ... تدعوك نفوس طرباً بهواك شغيفة
وأخرى تسب وتغلظ قول ... ككلاب جمعت على جيفة
لا تدري أين الحق وكيف يحق ... تلهث كيف تحمل وللأنياب كشيفة
فلا تزجر إلا بحد السيف ... هبّْ فجزَّ لسائنها الدنيفة
عنوان الصحيفة
لـ خادم الزهراء الشريفة
إبراهيم قبلان العاملي
ليلة 19 صفر الأحزان 1433
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار