اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
للغدر والخديعة تاريخ
طال الصراع والنزاع كثيراً، بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، على قيادة العالم. واستغلت الدول النامية فوائد ذلك النزاع، مادياً ومعنوياً، عن طريق الانضمام إلى أي من الفريقين. وانتهت تلك الحقبة بعد العمل الحثيث للولايات المتحدة، حتى أسقطت الدولة الروسية العظمى. وأصبحت هي القطب الأوحد، الذي يدور في فلكه العالم بأسره.
وكذلك حدث في الزمن الغابر، بعد موت هارون العباسي. حيث طالت المناوشات والصراعات، بين ابنيه الأمين والمأمون. وانتهت تلك المرحلة، بقتل الأمين تلك القتلة الشنيعة. وانتقال الخلافة العباسية، وانتقل العباسيون معها، لينضووا تحت جناح المأمون. حيث أصبح الوريث الأوحد لحكم بني العباس، لا ينازعه فيه منازع.
وبهذا الدور الجديد التي تبنته أمريكا، تفرغت للدول التي كانت تحت مظلة الدولة السوفيتية. ولم تترك الأخرى التي، كانت مستقلة برأيها ونفسها، عن سلطة الأجنبي ونفوذه.
كما تفرغ المأمون العباسي، بعد تخلصه من أخيه، لخصومة الآخرين. من الذين كانت نفوسهم تتوق للرآسة والزعامة، من عباسيين وغيرهم. والآخرون الذين ليس لهم هوى سلطوي، ولكن لا يحبون الانضواء تحت لواءه، ويرغبون في التحرر من سطوته.
فكما مدت الدولة العظمى (القطب الأوحد) يدها بالمساعدات، إلى الدول التي أطاعتها واحتمت بمظلتها. استعملت كل السبل المتاحة لها عن طريق الأمم المتحدة، مع الدول التي رفضت إلا الحرية، والاعتماد على ذاتها. من مثل حقوق الإنسان، وحق تخصيب اليورانيوم، في الضغط عليها.
كذلك كان الإمام على ابن موسى الرضا ، من المعارضة الصامتة. التي لا تبتغي حكما ولا منصبا، ولا ترغب في الاحتماء بحكم الأمير. وكان صيته ذائعاً بين المسلمين، كإمام من أبناء رسول الله(ص)، ذو علم غزير وثقافة واسعة. تحن إليه القلوب، وتمد إليه الأعناق.
فنقل بأمر من الخليفة، من مدينة جده(ص) ومسقط رأسه، إلى خراسان وجوار صاحب الأمر. ليكون قريب منه مطلع على أموره، يستميل معه ولاء الشيعة، وأهل بيته. وزيادة في تطويقه وتطويعه، عرض عليه ولاية العهد، التي فرضت عليه فرضاً.
وتتعدد أساليب الشر وعمليات الإقصاء، لتنال من الأفراد كما نالت من الأمم. وتنال من المناضلين المدافعين عن حقوق شعوبهم، كما أقصت الحكام والزعامات من قبل. وآخر عمليات الإبادة الفردية، التي جرت بالمكر - والخديعة - والدسيسة. تلك العملية الإرهابية، التي تم على إثرها تفجير سيارة المناضل الحاج عماد مغنية. ليدعي المتكبرون والمتجبرون، إنها آخر السوء، وبها الدنيا تكون أكثر أمنا وسلاما.
ويمتد الغدر والخديعة تاريخيا،ً على يد الخليفة العباسي المأمون. حين سقى إمامنا الرضا ، السم بيديه غصبا وجبرا. ليتخلص منه ومن وجوده، في العالم الإسلامي. بعدما نفذت منه كل الحيل، التي استعملها في تذويبه واستمالته إلى جانبه. ومضى الرضا (ع) إلى جوار ربه، راضيا مرضيا بقضائه، محتسبا صابراً بما قدر له.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية