اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإبتعاث الدراسي ونتائجه المرجوة
مع كل مجموعة تبتعث من أبنائنا، للدراسة في الجامعات الغربية، يزداد سقف توقعاتنا وطلباتنا منهم ارتفاعا. فنحن نتوقع منهم إحداث تغييرا ليس على المستوى الشخصي فقط، من اخذ شهادات عالية، واكتساب خبرات عملية، وسلوك ثقافية جيدة، وتغير من عاداتهم إلى الأفضل، وتوسع نظرتهم للحياة. وعلى إثرها يحصلون على وظائف عالية، ويوفقون لاستلام رواتب مجزية.
بل نتوقع منهم بعد تلك السنين التي يعيشونها هناك، والأموال الطائلة التي تصرف عليهم، أكثر من ذلك. نتوقع إحداث تغييرا عاما يؤثر في المجتمع والبلاد بأسرها، وينقلها نقلة نوعية، لتكون في مصاف الدول المتقدمة.
حالنا حال الدول الأسيوية، التي كانت في يوما ما تعد من دول العالم الثالث. والتي ورغم هزيمتها العسكرية، واصلت طريق التقدم والتطور. فأرسلت أبنائها إلى الغرب لا ليتغربوا، ولكن لينقلوا إليها ما حققه الغرب من انجازات. ولتنتقل في مدة قياسية، من امة مهزومة، إلى أخرى تنافس الغرب في ما حقق من انجازات.
فما نرجوه من أبنائنا، بعد عودتهم سالمين، أولا نقل العلم والثقافة البناءة والعادات الحسنة، التي اكتسبوها من مجاورتهم للحضارة الغربية، إلى أبناء مجتمعهم. وثانيا توجيه أبناء مجتمعهم ومشاركتهم، في إعادة إنتاج العلوم التي أتقنوها.
لينتقل مجتمعنا من الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن كونه ناميا يعتمد على ما ينتجه الآخرين، إلى منافس للمجتمعات الأخرى في التقدم والرقي. فيكون البذرة والنواة، التي يقتدي بها باقي أبناء الوطن في إكمال مسيرة التقدم والرقي. حينها نكون قد حققنا الهدف، الذي من اجله صرفنا عليهم كل تلك الأموال الطائلة.
بقلم: حسين نوح مشامع