فمن الرواية في ذلك ما ذكره محمد بن علي المازندراني في كتاب أسباب نزول القرآن في تفسير قوله تعالى " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿البقرة: 180﴾ "
فقال في مسند أحمد بن حنبل عن جابر الانصاري ان النبي " ص " دعى عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال : فخالف عمر حتى رفضها ( 1 ) .
ورووا عن سعيد بن جبير وعن عكرمة وعن سفيان بن عيينة وعن عمرو ابن دينار وعن الحكم بن أبان ثم روى أحمد بن حنبل عن سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس الحديث وذكر فيه ان عمر بن الخطاب قال للنبي " ص " انه يهجر ( 2 ) .
فمن روايتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من المتفق عليه في صحته من مسند عبد الله بن عباس قال : لما احتضر النبي " ص " وفى بيته رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي " ص " : هلموا اكتب لكم لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر بن الخطاب : ان النبي " ص " قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبكم كتاب ربكم ( 3 ) .
وفي رواية ابن عمر من غير كتاب الحميدى قال عمر : ان الرجل ليهجر وفي كتاب الحميدى قالوا ما شانه هجر . وفي المجلد الثاني من صحيح مسلم فقال : ان رسول الله " ص " يهجر ( 4 ) . فقال أهل اللغة في تفسيرها : ان معنى قوله هجر أي هذى .
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴿النجم: 3﴾
قال الجوهرى في كتاب الصحاح في اللغة في باب الراء فصل الهاء ، الهجر : الهذيان ، وقال ألم تر الى المريض إذا هجر قال غير الحق ( 5 ) .
قال الحميدى : فاختلف الحاضرون عند النبي " ص " فبعضهم يقول : القول ما قاله النبي فقربوا إليه كتابا يكتب لكم ، ومنهم من يقول : القول ما قاله عمر ...
فلما اكثروا اللغط والاختلاط قال النبي " ص " : قوموا عني فلا ينبغى عندي التنازع ، فكان ابن عباس يبكى حتى بل بلت دموعه الحصى ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ! قال راوي الحديث فقلت : يابن عباس وما يوم الخميس ؟ فذكر عبد الله بن عباس يوم منع رسول الله " ص " من ذلك الكتاب ، وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله " ص " وبين كتابه ( 6 ) .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اقتباس
فلما اكثروا اللغط والاختلاط قال النبي " ص " : قوموا عني فلا ينبغى عندي التنازع ، فكان ابن عباس يبكى حتى بل بلت دموعه الحصى ويقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ! قال راوي الحديث فقلت : يابن عباس وما يوم الخميس ؟ فذكر عبد الله بن عباس يوم منع رسول الله " ص " من ذلك الكتاب ، وكان ابن عباس يقول : الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله " ص " وبين كتابه ( 6 ) .
رزية الحميس كان مفتاح رزايا ال بيت العصمة صلوات الله عليهم من يومها أُعطيت اشارة ان إظلموا وتجرئوا ولو بسفكدماؤ الطاهرة
حياكمالله اخي خادم الزهراء المظلومة صلوات الله ىعليها
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا وكيع أخبرنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر إنما أردت خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى قوله عظيم قال ابن أبي مليكة قال ابن الزبير فكان عمر بعد ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه
شروح الحديث
فتح الباري شرح صحيح البخاري
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني