اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دعاء التوجه: فأول كلماته قولك:﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ وليس المراد بالوجه الوجه الظاهر فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة، والله سبحانه تقدس عن أن تحده الجهات حتى تقبل بوجه بدنك عليه، وإنما وجه القلب هو الذي يتوجه به إلى الله فاطر السموات والأرض. فانظر إلى وجه قلبك أمتوجه هو إلى أمانيه وهمه في البيت والسوق وغيرهما، متبع للشهوات أم مقبل على فاطر السموات؟..وإياك أن تكون مفاتحتك للمناجاة بالكذب والاختلاق فيصرف وجه رحمته عنك، وقبوله في ما بقي على الإطلاق، ولن ينصرف الوجه إلى الله تعالى إلا بالانصراف عما سواه، فإن القلب بمنزلة مرآة وجهها صقيل وظهرها كدر لا يقبل انطباع الصور، فإذا توجهت إلى شيء انطبع فيها، واستدبرت غيره، ولا يمكن انطباعه، ولهذا كانت الدنيا والآخرة ضرتين، كلما قربت من إحداهما بعدت عن الأخرى.
كتاب .... (أسرار الصلاة).....مؤلفه: الشهيد الثاني