اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هل نحن نفكر؟
قد يستغرب البعض من هذا السؤال، كأنه لم يخطر له على بال. وقد يتسرع البعض في الإجابة بنعم، دون تفكير. وقد يعتبره البعض سؤالا تعجيزيا، أو سؤالا غبيا.
هذا ليس سؤالا تعجيزا، واتنمى أن لا يكون غبيا. فقد يلاحظ الكثير، اعتماد البعض بشكل أساسي في حياتهم على الخيرة، طريقا لحل المشاكل والخروج منها، قبل إعمال الفكر والتدبر. كما يعتمدوا على الخيرة عند الزواج، عوضا عن البحث والتقصي والسؤال، عن الطرف الآخر. والبعض يتخذ قراراته، بناء على أحاسيس ومشاعر نفسية، ليس لها أساس علمي تعتمد عليه.
فهل التفكير مطلوب؟ سؤال آخر محير.
لا احد يستطيع القول أن التفكير غير مطلوب. فلقد وردت الكثير من الآيات تحث الناس عامة، والمسلمين خاصة على التفكير. مثل، أفلا يتدبرون القران، أم على قلوب أقفالها. أفلا يتفكرون في خلق السموات والأرض.
كما جاءت أحاديث أهل البيت(ع) لتقول: تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة. وتمجد أبا ذر قائلة: وجل عبادة أبا ذر التفكر.
فما هو التفكير وكيف نفكر؟
التفكير هو التأمل في كل أمر، وتقليبه على أوجهه المختلفة، وتفكيك أجزائه قبل تكوين رأي إجمالي. والانتظار ريثما ينتهي العقل من مهمته، ومقارنتها بغيرها، قبل الإعلان الحكم فيها، والنظر في العواقب.
قد يسأل البعض لماذا الانتظار؟ ألا يكفي مجرد الرجوع إلى العقل واخذ ما هو جاهز واستعماله؟
واقعا خلق الله جل جلاله العقل بذاكرتين. واستعملت الفكرة في صناعة الحاسوب. فوضعت له ذاكرة سريعة مؤقته، لعمليات إدخال المعلومات. وذاكرة أخرى بطيئة طويلة الآجل، لعمليات المعالجة والتحليل.(1)
فالعقل لديه ذاكرة مؤقته وسريعة، وتعطي إجابات فورية ولكنها ليست دقيقة. ولديه ذاكرة أخرى رئيسية، تحتاج للوقت الكافي لتفرز وتدقق وتقارن.
فهل لدينا الوقت الكافي للصبر والأناة كما الحاسوب، لنتمكن من الحصول على إجابات معالجة ودقيقة.
(1) ص (32) الحداثة كحاجة دينية - الدكتور توفيق السيف
بقلم: حسين نوح مشامع