|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
مصطلح (أهل) ومصطلح( أهل البيت)
بتاريخ : 15-Feb-2012 الساعة : 10:37 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بحث في مصطلح (أهل) ومصطلح( أهل البيت) في القرآن كاظم السيد مهدي الحسيني الذبحاوي
إقــرؤوا هذا الموضوع الذي وردني اليوم ،ولعله يأتيكم أيضاً . وقد تتساءلون لماذا لم تناقش صاحب المقال ؟ فأجيبكم أنني لم أشأ الدخول في حلبة الجدال الغير مجدي بالتأكيد حيث أنّ الكاتب خريج ثقافة متوغلة في أعماق التاريخ وليس من السهولة بمكان صرفه عن رأيه بهذه العجالة . وسنرى كيف أن كاتب هذا المقال استعمل التدليس والتلاعب بالألفاظ ليوقع القارئ في مستنقع الوهم .
هنالك مصطلحان متشابهان وردا في القرآن ووردا في الحديث أيضا ،وأعني بهما مصطلح ( الأهل) ومصطلح ( أهل البيت) .
فبالنسبة للمصطلح الأول ( أهل) فقد ورد بصيغ مختلفة كل صيغة تعطي معنى يؤخذ من القرينة المقامية نفسها ،ولا يوجد معنى واحد لهذه المفردة حينما تتنوع مقاماتها . وقد ذكرنا مراراً قاعدة قرآنية مفادها: أنه لا يصح إعطاء معنى واحد لنفس المفردة بغض الطرف عن الضلال الثقيلة التي تلقيها قرائن المقام على هذه المفردة أو تلك . وسأضرب لذلك مثلاً بسيطاً وواضحاً : خذ إليك مفردة ( الكتاب) التي تنوع إيرادها هنا وهناك ، لكن غالبية الشرّاح والمفسرون لم يلتفتوا إليه فنراهم يعطونها معنى موحداً وهو القرآن ، في حين أنها جاءت في بعض الآيات تفيد معنى آخر ؛بل أنها وردت في بعض الآيات جنباً إلى جنب مفردة القرآن بطريق عطف إحداهما على الأخرى ،ومعروف للجميع أن العطف يجري بين المتغايرين لا بين المتماثلين، فمن ذلك قولة تعالى :(الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) [الحجر : 1] فالكتاب هنا غير القرآن ، كما أنه غير التوراة وغير الإنجيل . انظر إلى قوله تعالى : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة : 53] لترى أنّ الكتاب فيه غير الفرقان ، ثم انظر إلى قوله تعالى :(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) [آل عمران : 48] لترى أنّ الكتاب هو غير التوراة، كما أنه غير الإنجيل . وقد ظهر في قوله تعالى التفريق بين الكتاب وبين القرآن :(لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران : 164] فإذا كان المراد بـ ( آياته) هذا القرآن ، فإنها غير الكتاب ،وهكذا . بينما نجد أنّ قوله تعالى في سورة يوسف عليه السلام أراد بالكتاب هذا القرآن دون غيره :الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) . أي أن الكتاب المبين أنزله الله تعالى على هيأة (قرآناً عربياً) أي يُعربُ عن نفسه إعراباً بلسان هذا النبي الأمي العربي صلى الله عليه وآله . ثم أنّ ثمة معاني أخر للفظ الكتاب تؤخذ من مقاماتها.
فما يجري على لفظة الكتاب يجري على الألفاظ الأخر أيضاً . فمن تلك الألفاظ لفظ الأهل الذي لا يصح اقتصار أخذ معناه على المأنوس العرفي وحده بأن يقول القائل أن معنى الأهل أينما يرد يُقصد به زوجة الرجل، على اعتبار تسالم الناس على هذا المعنى الضيّق، ليؤخذ هذا المعنى مقياساً تفسر به الآيات الشريفات .
لنستعرض الآن مفردة (الأهل) في القرآن بحسب هذا الجدول البسيط :
صيغة مفردة الأهلالتي وردتفي الآية
105 البقرة أهل الكتاب 109 = = 64 آل عمران = 65 = = 69 = = 70 = = 71 = = 72 = = 75 = = 98 = = 99 = = 110 = = 113 = = 199 = = 123 النساء = 153 = = 159 = = 171 = = 15 المائدة = 19 = = 59 = = 65 = = 68 = = 77 = = 46 العنكبوت = 26 الأحزاب = 29 الحديد = 2 الحشر = 11 = = 1 البينة = 6 البينة = 101 التوبة أهل المدينة 67 الحجر = 96 الأعراف أهل القرى 97 = = 98 = = 109 يوسف = 7 الحشر = 73 هود أهل البيت 33 الأحزاب = 43 النحل أهل الذكر 7 الأنبياء = 77 الكهف أهل قرية 40 طه أهل مدين 45 القصص = 12 = أهل بيت يكفلونه 31 العنكبوت أهل هذه القرية 34 = = 13 الأحزاب أهل يثرب 64 ص أهل النار 56 المدثر أهل التقوى وأهل المغفرة 45 هود أهلي 29 طه = 65 يوسف أهلنا 26 الطور = 62 يوسف أهلهم 50 يس = 31 المطففين = 121 آل عمران أهلكِ 46 هود =
فعند تدبر جميع هذه الآيات التي ضمت في مطاويها لفظة(أهل) تجدها مضافة إلى شيء يُعرّفها ليجعل معناها ملتصق به لا ينفك عنه أبداً . وهذه قاعدة قرآنية نستخرجها من هذه الآيات وهي واضحة الدلالة والمعنى .
أما معنى الزوجة فلا يمكن استخراجه من لفظة (أهل) من دون النظر إلى قرائن كل مقام ترد فيه هذه اللفظة . قد لاحظنا من هذه الآيات شحّة قرائن المقام التي تفيد بأن المراد منها زوجة الرجل.
على هذا لا يصح حمل معنى (أهل البيت) على الزوجات لأنه مصطلحٌ قرآنيٌّ معهود المعنى والدلالة شخّصه حديث السفينة المشهور: إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ... حيث لم يقل أحدٌ بشمول زوجات النبي صلى الله عليه وآله بحديث السفينة هذا .
ولو ركن القائل إلى التسالم العرفي وعيّن معنى زوجة الرجل، لكان النفي الوارد في قوله تعالى في الآية 46 من سورة هود يعني بأنّ ابن نوح عليه السلام الذي امتنع أن يركب في السفينة ابناً غير شرعي ،وهو ممّا لا يجوز تصوره فضلاً عن تصور وقوعه . قال تعالى :( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
وهكذا بالنسبة لبقية الآيات التي ورد فيها مصطلح( أهل) .
|
|
|
|
|