الشيخ بهجت رحمه الله منهجه وجمله من توجيهاته وآرائه
بتاريخ : 05-Mar-2012 الساعة : 01:03 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
منهجه وجمله من توجيهاته وآرائه :
من مفاخر الدين الإسلامى اهتمامه بالعلم وحثه عليه ، واحترامه وتقديسه إلى هذه الدرجة العظيمة .
رأى الشيخ بهجت رحمه الله ان طلب العلم الدينيى في عصورنا هذه واجباً لمن كان متمكناً منه ولا يمنعه من ذلك مانع ، ويرجحه على ما سواه من الإشتغالات .
وقد حصل أن راجعه البعض طالباً منه الاستخاره على ترك طلب العلم ، فرفض الشيخ أن يستخير له معللاً بأن طلب العلم واجب ، والواجب لا يُستخار على تركه أو فعله ، وإنما تكون الإستخاره بين الأمرين المباحين .
بل حدث أن استخار عنده أحدهم في إحدى المرات ، وعندما علم الشيخ بأن استخارة هذا الشخص كانت على طلب العلم ، قال له بأن استخارته لغو ولا قيمة لها لأن طلب العلم واجب ، وقد علل ذلك في بعض مجالسه بحاجة المجتمع إلى العلماء وأن الموجود منهم حالياً لا يفى بالحاجة المطلوبة .
ويقدّر الشيخ رحمه الله أهمية استغناء طالب العلم عن الحقوق الشرعية وهبات الناس إذا أمكنه ذلك ، لكن إذا توقف ذلك على عمل يشغل الطالب عن التحصيل ، أو يعيقه بدرجة ما ، فالمرجح عنده هو الإنصراف للتحصيل ، حتى لو اضطر إلى تناول الحقوق والمساعدات ، وقد علل الشيخ ذلك بما للعلم من دور في زيادة الإيمان فيقدّم على ما سواه .
لكنّه في نفس الوقت لايرى الإشتغال بالعلم دون العبادة والعمل كافياً في إنتاج العالم المطلوب ، وكان يستغرب أحياناً ما يطرحه بعض أهل العلم ، من تساؤل عن الترجيح بين الاشتغال بالعلم أو القيام لصلاة الليل مثلاً معلقاً بأن صلاة الليل ونحوها هي المفتاح والمقدمة للعلم ، وهل تتعارض المقدمة والسبب مع ذى المقدمة والنتيجة ؟!!
وعندما سأله بعض الطلاب عن السر فيما يجده من عدم التوفيق في التحصيل ، ألفته إلى ضرورة ترك المعصية ، معللاً بانه قد يكون السبب هو أن العلم فضل من الله ، وفضل الله لا يعطي للعاصي .
وقد تكرر سؤاله حول الحاجة للأستاذ والمرشد في السلوك إلى الله ، وكان يجيب باستمرار بأن الأستاذ والمعلم واسطة بما يحمله ويؤديه من علم ، فعلى المرأ أن يعمل بما يعلمه ، ويستشهد باستمرار بالأحاديث التى تفيد هداية الله لمن يعمل بما يعلم ، وأنه يكفيه ويعلّمه مالا يعلم عندئذ ، ويتعجب من دعوى البعض الحيرة والجهل مع أن كل إنسان مهما دنت مرتبته العلمية يعلم اموراً ويجهل أخرى ، وإن دعوى الجهل والحيرة تدل على أن صاحبها لم يعمل بما يعلم ، وإلا لانكشفت له الطريق فيما لا يعلم ولما بقي على جهله وحيرته .
ومن كلماته عندما تعرض لبعض مساوئ أهل الدنيا وانحرافاتهم وظلمهم : أن الأكثر إثارة للعجب هو نحن لا هم ، موقفنا نحن هو العجيب ، إذ إن هؤلاء لا يرون ، فهم بمنزلة الأعمى ، لكن نحن الذين نرى وكأننا لا نرى حالنا أشد غرابة .
ويريد حفظه الله أن المؤمن المطلع الذي يلتفت لآيات الله وآثاره ليلاً نهاراً والذي يعيش في ظلال القرآن وأحاديث المعصومين وتوجيهات العلماء باستمرار ، يفترض به أن تظهر آثار ايمانه ومعرفته ، وأن يكون في عمله وسلوكه اكثر التزاماً واهتماماً بامر آخرته ، فهو أقل عذراً من ذلك الكافر أو المارق الغافل ، الذي هو بمنزلة الأعمى أو الميت المحروم من حياة الإيمان ونوره .
توجه أحد الطلاب يوماً إليه طالباً منه الموعظة ، فالتفت إليه الشيخ حفظه الله ليقول بعد شئ من التأمل : إن المواعظ كثيرة لكن المتّعظ قليل .
نعم فالأساس للإتعاظ والإنتفاع من المواعظ هو أن يحمل الإنسان روح الإتعاظ والانتفاع من العبر والمواعظ ، وعندئذ فحيثما التفت سوف يجد المواعظ والآيات مبثوثةً في جنبات الكون ، وما تزخر به الحياة من ألوان وحوادث ، تنطق جميعها بما يذكر بالله عزّ وجل ، ويدعو إلى طاعته والاتعاظ من الماضيين .
وهذه الكلمه للشيخ لعلها مأخوذة من كلمة لأمير المؤمنين : "ما أكثر العبر ، وأقل الإعتبار "
فإذا كان الإنسان متعظاً معتبراً فسيجد عبرته وموعظته كيفما التفت ، أما إذا كان غافلاً يعيش على سطح الحياة كالأنعام فلن تنفعه كثرة المواعظ .
ومن كلماته– ما مضمونه - أن الطالب للمعرفة بصدق يعلّمه حتى الباب والجدار ، أما المُعرض الغافل فلن ينفعه حتى تعليم النبى .
وعليه فالمطلوب هو السعى لبناء النفس المتعظة ينزع رداء الغفلة والتنبه لما يحصل ويحلّ داخل الإنسان أو فيما يحيط به .
وراجعه أحد الطلاب يوماً طالباً منه برنامجاً للعمل والسلوك ، فرد الشيخ حفظه الله : حسناً لكن أين العامل ( فهل يوجد من يلتزم بالبرنامج ؟ ) ومقصوده حفظه الله أن ليس المهم إعطاء البرنامج والتوجيه ، وإنما المهم أن يوجد العامل الذى يقوم بالعمل ويؤديه وبعد إصرار الطالب التفت إليه قائلاً : أدلّك على شئ يكفيك حيثما ذهبت ، ولا شئ سواه ، وهو أن لا تقارف الذنب .
وقد تكرر منه أن أفضل ذكر وأرقاه هو الذكر العملى بترك المعصية في الاعتقاد والعمل ، وأنه يكفى عما سواه ، ويولّد الخيرات ، ويفتح سبل الترقى .
وعندما كان يراجع : باننا نحاول ترك المعصية ، لكننا لا نوفق للإستمرار ، ولا نقدر عليه ، كان يقول : إن المطلوب هو العزم الأكيد على ترك المعصية ، والله ولى التوفيق .
لكنه يركز أن المطلوب العزم الصادق الجاد ، لا اللعب والتلهى بالأمانى الكاذبه .
بين أيضاً في بعض كلماته أن التوفيق للترك الكامل للمعصية لا يتم من دون المراقبة التامة والدائمة للنفس ، وكان يؤكد على أهمية المراقبة وعظم أمرها .
وفي نفس الوقت يشير لمن يهتم بأمر نفسه ، إلى أن السعادة لا تحصل من دون عمل وجدّ ، مستشهداً بالآية الكريمة : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " العنكبوت 69..
راجعه مجموعة من طلاب العلوم الدينية طالبين منه درساً في الأخلاق فاعتذر لانشغاله الشديد ، لكنه نصحهم بطريقة تنفع المهتم لأمر نفسه ، وإن لم يوفق لأستاذ يوجّهه في هذا المجال ، وقوام هذه الطريقة مطالعة حديث واحد من الأحاديث الواردة في كتاب جهاد النفس من وسائل الشيعة ، وبعد إكمال مطالعة كتاب جهاد النفس والانتهاء منه يشرع بكتاب العشرة من الوسائل أيضاً وذلك ليلاً قبل اللجوء إلى النوم ، مع التدقيق في مضمون الحديث الذي يقرأه وكيفية تطبيقه ، ومراقبة حال النفس في اليوم التالى والسعى إلى تذكره طيلة اليوم ، مع التأكيد على السعى إلى التخلّق به والاتصاف بما يدعو إليه ، أو تخلة النفس مما ينهى عنه ، وألا يقتصر على مطالعته مطالعى تعلّم فحسب ، وقد نصح البعض ممن هو في بداية دراسته الدينية ، وقد يشق عليه فهم الروايات ، بنفس الطريقة مع اعتماد كتاب جامع السعادات للمرحوم النراقى بدلاً من الوسائل .
ومن كلماته : إن في نفس كل منا شمراً يمكنه ان يقتل الحسين ،
ووظيفتنا نحن أن نمنع أنفسنا من ان نكون كذلك ، ونسير بها في إتجاه الطاعه والعبودية .
ومن الأمور التي حث عليها كثيراً : الدعاء بتعجيل فرج صاحب الزمان والتوسل به لقضاء الحاجات ، وعيش رقابته والإرتباط معه .
فهو إمامنا حالياً ، والأقرب إلينا من سائر الأنبياء والأئمة ، وهو يطّلع على أحوالنا ، بل وعلى نياّتنا أيضاً . وهو أرأف بنا من آبائنا وامهاتنا .
وقد نصح مره بعض المبتلين ببعض المشاكل الصعبة ، إضافة إلى التوسل بصاحب الزمان بامرين شبّههما بالحيل الشرعية :
الأول : الدعاء لجميع المبتلين بالمشكلة المبتلى بها ذلك الشخص ، إذ أن الله تعلى يستجيب دعاء المؤمن لإخوانه ، وكرمه يابى أن يستجيب بعض الدعاء دون بعضه وعندئذ يصل الداعى حظه من الإستجابة عبر التعميم في الدعاء .
الثانى : الدعاء بتعجيل الفرج لصاحب الزمان ، لأن فرجه هو الفرج والقضاء الحقيقي لجميع حوائج المؤمنين ، فالدعاء بتعجيل فرجه هو تعبير آخر عن الدعاء بقضاء حوائج المؤمنين ، ورفع كل ضيق وكدر في حياتهم .
ويؤكد الشيخ بهجت على صلاة جعفر الطيار أيضاً لقضاء الحاجات وعلى الإكثار من الصلوات على محمد وآل محمد للحاجات ولرفع الهم والغم...
نسألكم الدعاء
آخر تعديل بواسطة fadak ، 05-Mar-2012 الساعة 09:38 AM.