اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دق ناقوس الخطر
لقد دق ناقوس الخطر منذ وقت طويل، ولكننا كنا في سبات عميق، نحاول الدفاع عن رسول الله(ص). بل كنا نحاول الدفاع عن انفسنا وعن هويتنا، حين ظهرت صور الاستهزاء به(ص) في الاعلام الغربي.
فاشتغلنا حينها بمحاربتهم، والهجوم عليهم، دون ان نحاول ابرازه لهم ليتعرفوا عليه عن قرب. متناسين ان ما قاموا به، هو نتيجة لتشتتنا وتفرق كلمتنا. ولتوجه كل فرقة منا الى الفتك بالفرقة الأخرى، وإظهار عيوبها وتشريح سؤتها.
ليتخذه هؤلاء الغربيون مغمزا وملمزا يعيبون علينا به. مع ان هم لا يفرقون بيننا، مهما كان انتمائنا، عندما تهدد مصالحهم المادية.
ونحن متغافلون عن الدنيا التي غدت صغيرة، ويمكن وضعها في كف اليد، وبإمكان طفل صغير وبضغطة زر من يده الدوران حولها، وهو جالس بين احضان والديه.
ولم نتنبه الى تأثير تلك الصور، على ابنائنا وفلذات اكبادنا، ونسيناهم في خضم الصراع وحموته. وتركناهم يتكففون المعلومة، من ايدي اعداء الدين والأنسانية، بدل من تحصينهم ضد هذا الوباء الذي استفحل شره.
الان حتى وان تأخر الوقت كثيرا، بعد خروج ذلك المقال الذي يسيء الى رسول الله(ص)، من احد ابناء المنطقة المجاورة لمشهده، الذين كان من الواجب عليه الدفاع عنه. وان اصبح الحمل ثقيلا، ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك جله. فليس من المقبول من اية جهة، مهما كان قربها وبعدها عن موقع خروج ذلك المقال، التنصل من واجبها اتجاه نبيها(ص)، واتجاه معالجة ابنائها.
فهناك امور كثيرة علينا معالجتها، وإصدار روشتات دواء لها، وان لم يكن فإجراء عمليات جراحية. ومن الادوية التي يتوجب توزيعها على الناس، كما وزعنا اقنعة الغازات السامة، خلال الحرب العراقية الكويتية. البدأ بتعميم الاحتفالات لمختلف المواقف من حياة الرسول(ص)، والتي لا يمكن حصرها لكثرتها في هذه العجالة.
وجعل تلك المواقف مناسبات احتفال وتعطيل للدراسة، لاطلاع الشبيبة خلالها على سيرته ليقتدوا بها في حياتهم. بحيث تشمل مناحي حياته الشريفة، حتى تعامله داخل داره ومع اهل بيته.
البدء بتنظيف كتبنا ومساجدنا من كل ما يسيء أليه، ويخالف منطق القراءن الكريم، وإنك لعلى خلق كريم. وما يؤخذ نقاط ذم وإهانة له ولنا، من قبل من يصطادون في المياه العكرة.
وان يشترك في ذلك جميع مفكري الأمة، وبجميع اطيافهم ومذاهبهم الفكرية. ممن يخافون على تراث الأمة، ويخشون ضياع مكتسباتها. ومن يدري قد يكون ذلك، بداية لتكاتف الامة وإتحادها، ورب ضارة نافعة.
بقلم: حسين نوح مشامع