اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك واحصاه كتابك
روي أن أمير المؤمنين دخل يوما على فاطمة فرآها قد عجنت عجينا للخبز ووضعت طينا في الماء
لتغسل به رؤوس أولادها ، فتعجّب أمير المؤمنين وقال :
« يا بنت رسول الله ، ما عهدتك تشتغلين بعملين من الدنيا في يوم واحد ، وما أظنّه إلا من سبب » !
فبكت فاطمة وتحدّرت عبراتها على وجناتها وقالت :
« يا أميرالمؤمنين ، هذا فراق بيني وبينك ، اعلم أني رأيت البارحة في منامي أبي وهو واقف
في مكان مرتفع يلتفت يمينا وشمالا كأنه ينتظر أحدا ، فقلت له :
يا أبتاه ، مضيت عنّي وتركتني وحيدة فريدة أبكي عليك ليلي ونهاري وعشيّتي وأبكاري
لا ألتذّ بطعام ولا أتهنّى بمنام . فقال لي : يا فاطمة ، إني واقف هنا للانتظار . قلت :
فلمن تنتظر يا أبتاه ؟ قال : أنتظرك يا فاطمة ، فإنّ مدّة الفراق قد تجاوزت ، وليالي الهموم والأشواق قد تصرّمت
وقرب وقت الارتحال ، لنفوز بالملاقاة والوصال ، وتقلعي أطناب خيمة بدنك من المضائق السفلية
وتنصبيها في فضاء العوالم العلوية ، وتفرّي من مطمورة الدنيا ، وتسكني معمورة العقبى ، يا فاطمة
عجّلي فإني في انتظارك ، ولا أبرح من مكاني حتى تأتيني فأسرِعي ، وسأخبرك يا بنتي أنّ وقت وصولك إليّ في الليلة القابلة .
فلما رأيت الرؤيا أيقنت أنّي راحلة عنك في عشية الليلة المقبلة
وهذا العجين أخبزه في هذا اليوم ، والطين أغسل به رؤوس أولادي ، لأنّك في غداة غد مشغول بتجهيزي وغسلي
وأخاف أن تجوع أولادي وتبقى رؤوسهم مغبرّة وثيابهم دكنة ، فعملت هذين العملين في هذا اليوم » .
وجعلت تغسل قميص ولدها وتمشط رأسيهما وهي تقول : « ليتني أعلم بالذي يقع عليكم من بعدي من القتل والسمّ .(1)
(1) الزهراء والحسين ص 237
آآآآآآه يا فاطمة
آآآآه يا ابا عبدالله يا مظلوم
يا سيدي ومولاي يا ابا عبدالله
يابن الزهراء
لقد عظمت الرزية عليك يوم فقدت جدك الرسول صلى الله عليه واله وسلم
وامك البتول صلوات الله وسلامه عليها
ولقد اوصى صلى الله عليه واله وسلم بكما باكيا
لما سيجري عليكما بيد الامة الظالمة
فما أن دخل الدخان بيتكم الذي أذن الله ان يرفع
واحرق بابه ووقعت المصيبة الكبرى والعظمى
وانت تنظر بعينيك ما جرى
يابن فاطمة
عظم الله اجرك حينما جئت الى جنازة امك تقبل قدميها
واحسن الله لك العزاء حينما كنت معينا في غسل امك الزهراء
وزاد فراق الوالدة على حزنك
وامك الزهراء تخاطبك
يا ولدي لم لا سميت لهم باسمك
فلعلهم ما عرفوك ولا عرفوا من جدك وابوك
فلهذا من الماء منعوك وعطشوك
وبعد تعطيشك يا بني قتلوك
آآآآآآه يا حسين يا مظلوم