[براق العروج]

بسمه تعالى

قصيدة هزار الهنا

في مدح السيدة الزهراء

للأديب الكرماني

هزار الهنا في يومنا ذا ترنم
وأطيار تلك الروض طراً سواجع

رعى الله هاتيك الحديقة كلما
تزين افلاك الدجى أنجم السما

فكم في رباها أقحوانا وعندما
وفي الصبح أنوار الربى في التبسم

فأجنى بها حلو الجنا وهو يانع

أما أشرقت كون ابتهاجا وسرّنا
وعهد العنا قد قرّ والعيش قد دنا

بميلاد خير الناس خلقا وديدنا

فروض العلي والمجد بالخضر ينتمي

وبرق التقى في دُجية الكفر لامع

بمولودة اهلا وسهلا بها ترى

نجوم السماء من نورها قد تنورا

سليلة قرم من أنامله جرى
بأم ‏القرى من نيله ماء زمزم

ومجرى مياه الارض منه الأصابع

أبوها بشير الخلق وهو محمد
إلى العرش مجدا جسمه صار يصعد

هو المصطفي من ألسن الخلق يُحمد
ويحيي الوري نشرا كعيسى بن مريم

لهام الجفا منه السيوف القواطع

أ فاطمة الزهراء فازت بك العلى
طلعت بأنوار النجابة والتقى

ولله في خديك والشمس والضحى
وما اخضرّ الا فيك عهد التنعم

ومنك شعاع الحق في الدهر ساطع

وفي يدك الأرزاق اقتسامها
وللملة البيضاء منك قوامها

وما رفعت الا عليك خيامها
فانت لها في الدهر خير مخيم

تجدد في الاسلام منك البلاقع

كفى لك فضلا أنك أم‏ الأئمة
وفي الحشر في الناس شفيعة أمة

و فيك اعتصامي والولا ومودتي
لك الحكم فينا فاغفري لي او ارحمي

اذا لم يكن لي في القيامة شافع

[براق العروج]

وما انت الا باعث الخلق في الوجود
ومنك تراءت في السماء أنجم‏ السعود

وفي الدرجات العاليات لك الصعود
ومنك مضيئاتٌ نواظر انجم

وقد طلعت منك النجوم الطوالع

سترت بجلباب الحياء وعفة
وحين الحيا رضوى لديك بخفة

وفي امرنا منك المفاسد زفت
وإعجازك الإحياء حين التكلم

وقد رُمّ احشاء الورى والأضالع

رضعت بألبان النبوة والولا
وقدرك أعلى أن يقال لقد على

ومعضل امر منك ينحل وانجلى
وتدرين علم الغيب دون التوهم

وليس لهذا الامر فيك تنازع

وما علة في خلقه الخلق غيرها
وللشمس او بدر الهدى هي نورها

تضيئ شموسا والبدور تنيرها
تمسك في أذيالها كل مسلم

وفي بابها للمسلمين مطامع

هي القطب اذ كان المعالي كالرّحى
ومنها غدى باب العلوم مفتحا

ويزهو بها المجد الأشم ويفرحا
اضاء بها في شرعنا كل مظلم

ذرى المجد والعليا لديها أجارع

[براق العروج]

وأذهب عنها الرجس ثم تطهرت
وفيها عقول الأنبياء تحيرت

قريحة من في مدحها ما تفكّرت
فأشعاره كانت أساطير لوّم

وان له الطبع السليم لضائع

وكاشفه الكرب الذي جل ان يحل
وفي الذكر في توصيفها الآي والمثل

ومن ولدها ولدٌ بهم تنسخ الملل
ويوضح عنهم في الورى كل مبهم

وعندهم للأنبياء تخاشع

حوى زوجها كل الفضائل والرموز
به عقدٌ تنحل او فتح الكنوز

ومنه زهوق الكفر، والحق في البروز
به رُمي الأبطال رمياً بأسهم

و منه رؤوس للسيوف مضاجع

فهذا بمرداة الاله قد ارتدى
به الدين والشرع الإلهي شيّدا

لعمري به كان الإله لنا بدى
بغير يديه رزقنا لم يقسّم

فعمطٌ لأرزاق الانام وقاطع

تهاب به اسد الشرى وهو حيدرٌ
امام ولي أريحيٌ وقسور

على حمل ثقل الارض والعرش يقدر
وفي حربه من رعبه الفارس الكميّ

علي وجل احشائه والاصابع

لك الفخر والزهو الجميل أفاطم
بزوج له كل الملائك خادم

ونور رياض المجدة فيك باسمٌ
لها قيل منا فانعمي ثم واسلمي

و في مدحك المطرى تدقّ المسامع

كل عام وأنتم بخير
البراق القليل العليل