اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دوحة المسنين -02
كثر الأبناء حولهما، فثقلت المسؤولية الملقاة على عاتقهما. كحال بعض الزواحف، التي تحمل أبنائها على ظهرها أثناء تنقلها، ولذلك تراها تنتقل من مكان لآخر بصعوبة.
فكانا لا ينفكان يحلمان، بذلك اليوم الذي يكبر فيه الشباب، ويتحملون مسؤولية أنفسهم. فيتفرغ العجوزان لنفسيهما، ويشمان رائحة الراحة.
فلقد كانا يحرمان نفسيهما من السفر، حرصا على تربية أبنائهما. ولم يتمكنا من الترفيه عن نفسيهما، حرصا على راحة فلذات كبدهما.
مضت الأيام وكبر الأولاد، وانهوادراستهم، وتوجهوا لمزاولة أعمالهم ووظائفهم.
فرح الشيخان كثيرا، لمشاهدة أيام راحتهما على الأبواب. كبعض أنواع الأسماك التي بطبيعتها، تضع بيضها جاهدة في أعلى الأنهار.
أخذتهم الدنيا بعيدا، وساقتهم خارج مسقط رؤوسهم، فابتعدوا عن والديهم.
هرم الشيخان وأنهكتهما الأمراض، فحتاجا لمن يعينهما على مصاعب الدهر، لكن لم يجدا أحدا حولهما.
فيكون حالهما، إما كتلك الزواحف، التي ينتهي همها وأمرها، بموتها تحت أسنان أبنائها. أو كتلك الأسماك التي ينتهي دورها، بوضع بيضها، وعودتها من حيث أتت وحيدة. أو يسخر لهما الله، من يخرجهما مما هما فيه.
بقلم: حسين نوح مشامع