اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المدير ابن يقطين
مكتب واسع فاره، في قمة بناية، تناطح الغيوم، وتحاول معانقة السماء. وفرت فيه كافة وسائل الراحة، من طاولة ممتدة الأطراف، كأنها جهزت للتخطيط الحربي، والتنفيذ الميداني، متخذة من صدر المكان موقع لها. وكنبات مريحة، وكراسي جميلة، من أرقى وآخر الموديلات، التي تتناسب مع أرقى الأذواق.
تكييف مركزي مختفي خلف الجدران، لا يكاد يرى، فلا يزعج الديكور العام.
يحيط بالمكتب زجاج عاكس، يمنع سقوط أشعة الشمس مباشرة، فيقي من وهجها، وعازل عن وصول حرارتها في فصل الصيف، فيساعد في سرعة التبريد.
يطل على حديقة فسيحة، متخذة من خلفية البناية موقع لها. مما يجعل المكان جنة غناء، يفوح منها مختلف الروائح الزكية.
عند ما يدخل المدير جنته، وهو ظالم لنفسه، يقول: ما ظن أن تبيد هذه أبدا، ولو رددت لرب عملي وطالبته، لوجدت عنده خير منها منقلبا. وهذا لكوني مهم ومفيد لديه، بما لدي من مؤهلات عالية، وخبرات كثيرة.
لا يراه أحد، إلا بعد وقوفه أمام مكتب سكرتيره الخاص، ليحجز له موعد مسبق، يتجدد مرارا، لكون المدير في شغل مستمر.
تعب أحد المرجعين، ولم يستطع لقاء المدير، رغم إلحاح حاجته، وتكرار تجدد مواعيده.
وقف له ذات يوم، وقد خلت جيوبه، وحفيت قدماه. وما إن رآه حتى هجم عليه، ولم يترك له فرصة للفرار ليقول له: لم آتي اليوم طلبا للوظيفة، رغم حاجتي إليها!
بهت المدير وجفل، كما تجفل الغنم لرؤية الذئاب. فطلب من حرسه الخاص: خذوا هذا المتطفل خارجا.
استطاع إنهاء رسالته بقوله: لولا إذ دخلت جنتك، قلت ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، أن ترني اقل منك مالا وولدا.
أكمل والقهر يجتاحه، والغيظ يمزقه، كما تتمزق ورقة ضعيفة بين يدي طفل: فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك، ويرسل عليها حسبانا من السماء، فتصبح صعيدا زلقا.
نزلت تلك الآيات القرآنية، وتلك الكلمات النارية، كالصاعقة الساقطة من السماء. وتفتت ذلك الجبل من الغرور الجاثم على قلب المدير. فلم يتمالك أن صرخ بكل قوته، لكن الكلام خرج من بيم أسنانه متقطعا: أتركوه ... أتركوه.
ذهب كل في طريقه، وعاد المدير لداره.
أحس من حوله بتغير مفاجأ قد طرأ عليه، وفرحة لم تكن لتفارقه، لم يعد لها اثر. فلم يستطيعوا مفاتحته، فتركوه لحاله.
كان التلفاز قريب منه، فحرك أزرته.
خرج الخطيب على الشاشة، يتكلم عن الوزير العباسي -علي بن يقطين- الذي جاءه أحد الفقراء في حاجة، وفي كل مرة يقال له: الوزير مشغول.
علم بذلك الإمام الكاظم(ع)، فغضب لعمله ذاك، وأمره أن يذهب للفقير من المدينة إلى العراق من فوره، ليطيب خاطره ليرضى عنه.
اتصل المدير بسكرتيره، طالبا وضع ملف ذلك المراجع على مكتبه من يوم غد، وأن يكون أول شيء يراه.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قصة حقيقة ام من وهم الخيال
لان حتى لو قابلت المدير لن يقضي حاجتك لكن هناك بقي كم مدير شريف نسال الله ان يحفظهم
اما البقية فهم يحسبون انفسهم خالدين يموتون ويدفنون معهم كرسي الادارة