اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
( إنا أعطيناك الكوثر ،فصل لربك و أنحر، إن شانئك هو الأبتر )
فاطمة من مصاديق الکوثر
السؤال: هل کانت فاطمة الزهراء من مصاديق الکوثر؟
الجواب: يقول المفسرون في سبب نزول سورة الکوثر: أن أحد أقطاب المشرکين، وهو العاص بن وائل، التقى يوماً برسول الله () عند باب المسجد الحرام، فتحدّث مع النبي ()، وذلک بمرأى من جماعة من صناديد قريش، وهم جلوس في المسجد الحرام، فما أن أتمَّ حديثه مع الرسول ()وفارقه، جاء إلى أولئک الجالسين، فقالوا له: من کنت تُحَدِّث؟.
قال (): ذلک الأبتر، وکان مقصوده من هذا الکلام أن النبي () ليس له أولاد وعقب، إذن سينقطع نسلُه، فکان هذا سبباً لنزول سورة الکوثر وهي: ( إِنَّا أَعْطَيْنَاکَ الْکَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّکَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَکَ هُوَ الْأَبْتَرُ)سورة الکوثر.
رَدّاً على العاص الذي زعم أن النبي () أبتر (يعني الذي انقطع عنه کل خير).
أما المعنى، فهو أن الله سوف يُعطيک نسلاً في غاية الکثرة، لا ينقطع إلى يوم القيامة.
إنّ « الکوثر » له معنى واسع يشمل کل خير وهبه اللَّه لنبيّه صلى الله عليه و آله، ومصاديقه کثيرة، لکن کثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أنّ «فاطمة الزهراء » من أوضح مصاديق الکوثر، لأنّ رواية سبب النزول تقول: إنّ المشرکين وصموا النبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية لتقول: « إِنَّا أَعْطَيْنَاکَ الْکَوْثَرَ »ومن هنا نستنتج أنّ الخير الکثير أو الکوثر هو فاطمة الزهراء ، لأنّ نسل الرسول صلى الله عليه و آله انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الکريمة ...
وذرّيّة الرسول صلى الله عليه و آله من فاطمة لم يکونوا امتداداً جسمياً للرسول فحسب، بل کانوا امتداداً رسالياً صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه وکان منهم أئمّة الدين الإثني عشر، أو الخلفاء الإثني عشر بعد النبي کما أخبر عنهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في الأحاديث المتواترة بين السنّة والشيعة.[1]
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الکوثر، يقول: « الکوثر » أولاده، قالوا لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه صلى الله عليه و آله بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه يعطيه نسلًا يبقون على مرّ الزمان، فانظر کم قتل من أهل البيت، ثم العالم ممتليء منهم، ولم يبق من بني امية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر کم کان فيهم من الأکابر من العلماء کالباقر والصادق والکاظم والرضا والنفس الزکية وأمثالهم ».[2]
إذن فالخير الکثير، أو الکوثر هي فاطمة الزهراء () لأن نسل الرسول () انتشر بواسطة الزهراء ()، مع العلم أن امتداد الذرية الطيِّبة لم يکن فقط جسماني، بل رساليٌ أيضاً. وکون المذهب الشيعي منبثق من أهل البيت ()، وهُم درٌّ مستخرج من بحر فاطمة الزهراء ()، ولؤلؤ أمير المؤمنين علي ()، والعلماء يأخذون من فيض هذا البحر العميق بلا قاع.
---------------------------------------------------------------------------
مصادر
[1] . المختصر الامثل، ج5، ص: 550.
[2] . التفسير الکبير 32/ 124.
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك