اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في كتاب الفقيه 0 روى حماد بن عمرو وانس بن محمد عن ابيه جميعا عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن علي بن ابي طالب عن النبي صل الله عليه واله انه قال له \ 00 ياعلي اوصيك بوصية فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي ياعلي \ 00 من كظم غيظا وهو يقدر على امضائه اعقبه الله يوم القيامة امنا وايمانا يجد طعمه ( كظم الغيظ هو حبسه وتجرعه ممن هو قادر على امضائه وانفاذه ) ومرارة كظم الغيظ تثاب بحلاوة طعم الامن والايمان وتعوض بالطمانينة في القلب ولذة اليقين والارتباط بالله تعالى
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ياعلي من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروءته ولم يملك الشفاعة 00 ياعلي 00 افضل الجهاد من اصبح لا يهم بظلم احد 00 ياعلي 00 من خاف الناس لسانه فهو من اهل النار 00 ( حسن الوصية اتيانها بحدودها وشروطها ومستحباتها كاملة مع حسن التدبير فيما خلف وعدم الاضرار بالورثة والعهد الى الله 0 فان لم يات الانسان بالوصية او اوصى بخلاف المشرع او وصى بما لا ينفعه او لم يوص بخير في ثلثه او لم يوص بانفاذ واداء ما اشتغلت به ذمته او لم يوص بشى لذوي قرابته ممن لا يرثه لم يحسن الوصية ) 00 فاللازم ان يوصي ويحسن ويجعل احد المؤمنين الثقات وصيا له بل الاولى ان يجعل وصيه ثقتين او يجعل احدهما وصيا والاخر ناظرا على تنفيذ الوصية بل يجب ان امكن ان يفرغ من ديونه قبل ان يموت لتحصل له البراءة اليقينية 000 ( المروءة بالهمزة وقد تشدد ويقال مروة فسرت في كلام الامام الحسن بانها ( شح الرجل على دينه واصلاحه ماله وقيامه بالحقوق ) سفينة البحار الجزء 8 صفحة 51 000 هذا في الحديث واما في اللغة فالمستفاد منها ان المروءة من الاداب النفسية التي تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف عند محاسن الاخلاق وجميل العادات وقد تتحقق بمجانبة ما يؤذن بخسة النفس ( مجمع البحرين صفحة 82 مادة مرا ) وفسرت ايضا بانها تنزيه النفس عن الدناءة التي لا تليق بامثاله 0000 ( ولم يملك الشفاعة 00 اي لا يستحق ان يشفع لاحد او ان يشفع له احد لتفريطه في الاحسان الى نفسه حيث لم يوص بعمل خير في ثلثه 00 وهذا البيان منه صل الله عليه واله يكذب قول من ادعى انه صل الله عليه واله مات ولم يوص الى احد وترك الامر للامة حتى تختار خليفتها وحاشاه ان يترك الامر سدى او يفعل ما عنه نهى ) ويوصي بان لا تظلم احدا وسمي ترك الظلم جهادا لاشتماله على مجاهدة النفس التي هي الجهاد الاكبر كما في حديث الامام الصادق ( ان النبي بعث بسرية فلما رجعوا قال مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقى الجهاد الاكبر قيل يارسول الله وما الجهاد الاكبر قال جهاد النفس ) والذي تخاف الناس من لسانه اي من الغيبة والافتراء والايذاء مما حرمه الله تعالى وفي حديث عبد الله بن سنان ايضا عن الامام الصادق ( من خاف الناس لسانه فهو في النار ) اصول الكافي جزء 2 صفحة 327
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ياعلي ؛ شر الناس من اكرمه الناس اتقاء فحشه - وروي شره ( وقد ورد في حديث ابي بصير عن ابي عبد الله ان من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه - اصول الكافي جزء 2 صفحة 326 وفي حديث جابر بن عبد الله الانصاري قال - قال رسول الله صل الله عليه واله شر الناس يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم - نفس المصدر وقال النبي صل الله عليه واله الا ومن اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني - سفينة البحار جزء 1 صفحة 695 00 ( ياعلي ) شر الناس من باع اخرته بدنياه وشر من ذلك من باع اخرته بدنيا غيره 000 فانها بئست الصفقة لمن يبيع اخرته الباقيه بدنياه الفانية بان يكذب ويدلس مثلا فيما ينفعه لدنياه فيخسر اخرته 0 وهذا اكثر شرا واخسر صفقة بان يبيع اخرته وحياته الابدية لا لنفع نفسه بل لدنيا غيره كان يشهد شهادة باطلة حتى تحصل لغيره منفعة دنيوية ويخسر هو حياته الاخروية ( ياعلي ) من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان او كاذبا لم ينل شفاعتي 000 التنصل من الذنب هو التبري منه 00 والمتنصل هو المتبري من ذنبه والمعتذر منه 0 فان الندامة من الذنب كافية لقبول العذر وان لم يكن عذره صحيحا كما يرجو الانسان من الله تعالى ان يقبل توبته ويعفو عن ذنبه وتشمله الشفاعة وان لم يكن له عذر في المعصية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( ياعلي ) ان الله عزوجل احب الكذب في الصلاح وابغض الصدق في الفساد 000 للاثار الحسنة التي تترتب عليه فلا يكون من الكذب المحرم بل قيل انه لا يسمى كذبا اصطلاحا وان كان كذبا لغة لان الكذب في الشرع هو ما لا يطابق الواقع ويذم قائله وهذا لا يذم قائله كما افاده العلامة المجلسي ( مراة العقول جزء 9 صفحة 146 ) ذاكرا بعده احوطية التورية في مثل هذه المقامات والتورية هي قصد المعنى الخفي الصادق من اللفظ 0 وقد ورد في فضيلة الاصلاح بين الناس باب واف من الاخبار الشريفة في اصول الكافي منها حديث حبيب الاحول قال سمعت ابا عبد الله يقول ( صدقة يحبها الله اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا وتقارب بينهم اذا تباعدوا ) وفي حديث المفضل قال - قال ابو عبد الله ( اذا رايت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي ) واما للاثار السيئة التي تترتب عليه وفي الحديث المحاربي عن جعفر بن محمد عن ابيه عن ابائه عن علي قال - قال النبي صل الله عليه واله ( ثلاث يحسن فيهن الكذب المكيدة في الحرب وعدتك زوجتك والاصلاح بين الناس وقال ثلاث يقبح فيهن الصدق النميمة واخبارك الرجل عن اهله بما يكرهه وتكذيبك الرجل عن الخبر ) بحار الانوار جزء 71
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( ياعلي ) من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم فقال ( علي ) لغير الله ؟ قال نعم والله صيانة لنفسه يشكره الله على ذلك 000 افاد المولى التقي المجلسي الظاهر ان مجرد ترك المعاصي كاف في الامتثال وعدم العقاب واما الثواب على تركها فهو مشروط بالنية واستثنى منها ترك شرب الخمر فانه يؤجر ويثاب عليه وان لم ينو القربة او كان الترك لاجل صيانة النفس وحفظ شرفه وكرامته او لسلامته عن الضرار الخمر الصحية او مفاسدها الاجتماعية 000 واما الرحيق هو الشراب الخالص وخمر الجنة والمختوم اي تكون رؤؤس اوانيها مختومة بالمسك فلا يتغير طعمها بل تكون رائحتها برائحة المسك ويشهد له قوله تعالى ( ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) وان تارك الخمر يثاب على الترك او يذكره الله تعالى في الملا الاعلى بان عبدي لا يشرب الخمر
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( ياعلي ) شارب الخمر كعابد وثن 000 اي مثله في انه لا يعرف ربه في الساعة التي يسكر فيها كما ياتي في نفس حديث الوصية هذه ومثله ايضا في العقوبة العظمى ولهذا قرنها الله بعبادة الاصنام في قوله تعالى ( انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) واما في مقدار العقوبة فلا يستويان لان الكافر مخلد في النار دون الفاسق الشارب للخمر الا بالمعنى الذي وجهه الصدوق رحمة الله عليه يعني مستحل الخمر فيكون هكذا شارب للخمر كافرا كالوثني يقصد الصدوق يعني اذا كان مستحلا لها
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( يا علي ) شارب الخمر لا يقبل الله عزوجل صلاته اربعين يوما فان مات في الاربعين مات كافرا 000 قال الشيخ البهائي قدس الله روحه - لعل المراد بعدم القبول هنا عدم ترتب الثواب عليها في تلك المدة لا عدم اجزائها فانها مجزية اتفاقا وهو يؤيد ما يستفاد من كلام السيد المرتضى - من ان قبول العبادة امر مغاير للاجزاء فالعبادة المجزية هي المبراة للذمة المخرجة عن عهدة التكليف 00 بينما العبادة المقبولة هي ما يترتب عليها الثواب ولا تلازم بينها ولا اتحاد كما يظن ومما يدل على ذلك قوله تعالى ( انما يتقبل الله من المتقين ) كما نقله السيد الشبر في مصابيح الانوار الجزء 2 صفحة 208 ثم نقل عن العلامة المجلسي في توجيه كون عدم القبول في خصوص اربعين يوما فقط احتمال ان يكون بدن الانسان على وجه يحصل التغير الكامل فيه بعد اربعين يوما كالتغير من النطفة الى العلقة والى سائر المراتب فالتغير عن الحالة التي حصلت في البدن من شرب الخمر الى حالة اخرى بحيث لا يبقى فيه اثر منها لا يكون الا بعد مضي تلك المدة 0 وذلك في حديث الصدوق في علل الشرائع باسناده عن الحسين بن خالد قال - قلت للرضا - انا روينا عن النبي صل الله عليه واله ان من شرب الخمر لم تحسب صلاته اربعين صباحا فقال - صدقوا - فقلت وكيف لا تحسب صلاته اربعين صباحا لا اقل من ذلك ولا اكثر - قال اي الامام الرضا - لان الله تعالى قدر خلق الانسان فصير النطفة اربعين يوما : ثم نقلها فصيرها علقة اربعين يوما : ثم نقلها فصيرها مضغة اربعين يوما : وهكذا اذا شرب الخمر بقيت في حشاشته على قدر ما خلق منه وكذلك يجتمع غذاؤه واكله وشربه تبقى في حشاشته اربعين يوما ( علل الشرائع صفحة 345 )
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
( يا علي ) كل مسكر حرام وما اسكر كثيره فالجرعة منه حرام 000 تحريم الخمر موضع وفاق بين المسلمين وهو من ضروريات الدين والمعتبر في التحريم اسكار كثيرها فيحرم قليلها ايضا وحرمتها ثابتة في جميع الاديان كما يدل عليه حديث ابي بصير عن الامام ابي جعفر الباقر قال ( ما زالت الخمر في علم الله وعند الله حرام وانه لا يبعث الله نبيا ولا يرسل رسولا الا ويجعل في شريعته تحريم الخمر ) بحار الانوار جزء 66 ( ياعلي ) جعلت الذنوب كلها في بيت وجعل مفتاحها شرب الخمر 0000 فان شرب الخمر يفتح الباب الى كل شر وذنب وان الله تعالى حرم الخمر لما فيها من الفساد وبطلان العقول في الحقائق وذهاب الحياء من الوجه وان الرجل اذا سكر فربما وقع على امه او قتل النفس التي حرم الله ويفسد امواله ويذهب بالدين ويسيء المعاشرة ويوقع العربدة وهو يورث الداء الدفين 0 والداء الدفين هو الداء المستتر ولعله اشارة الى الامراض الخطيرة التي يورثها ادمان الخمر كالصرع والرعشة والفالج وتورم الاحشاء والتهاب الكبد والكلى وترهل البدن واختلال الاعصاب واذت الرئة وسرطان جهاز الهضم وضياع المعدة وغيرها من المساوىء التي صرحت بها الكتب الطبية وكشفتها المؤسسات العالمية