مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم..حوزة الإمام القائم((عجل الله فرجه الشريف))
بتاريخ : 06-Apr-2008 الساعة : 09:37 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
التغطية الإعلامية لمؤتمر العودة للقرآن الكريم
((الليلة الإولى))
بسم الله الرحمن الرحيم
وسط حضور جماهيري كبير شهدته قاعة المؤتمرات بفندق سفير السيدة زينب افتتح سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي عبر الاقمار الصناعية ومن كربلاء المقدسة مؤتمر العودة إلى القرآن في دورته الحادية عشر، والذي تحييه حوزة الإمام القائم العلمية وذلك مساء الاربعاء الثاني من ابريل 2008م، بطرحه تساؤلا يحقق اهداف المؤتمر وهو: كيف نعود إلى كتاب الله؟ مقدما في اجابته على هذا التساؤل بجملة من التوصيات رأى سماحته أنها مقدمة أولى في طريق العودة إلى القرآن، و أولى هذه التوصيات هو دعوة سماحته للأهتمام بالنشئ وذلك من خلال تأسيس رياض القرآن للأطفال حيث تبدا فعالياتها من الأسرة، انطلاقا من الأم، حيث تناغي طفلها وهو في مهده بآيات الذكر الحكيم وذلك باعتبار الحديث (طلب العلم من المهد إلى اللحد) موجها إلى الأم لأن الطفل لا يمكنه طلب العلم وهو في المهد، ومن ثم أوصى بعد ذلك بإيداعه في روضة قرآنية، تهتم بتحفيظه وتفهيمه آيات الذكر لأن الطفل وهو في سني حياته الأولى تكون قابليته ومداركه العقلية مهيئة للتلقي، وهذه خطوة أولى لتأسيس مجتمع قرآني.
بعد ذلك أكد سماحته على أن ثقافة القرآن ليست ثقافة حزبية بل أممية، ولكي تكون ثقافة القرآن ثقافة عامة، ولقطع الطريق على الجهات المشبوهة باستخدامها آيات القرآن لمآربها الخاصة الرامية لهدم المجتمع وتخريب ثقافة الفتية والفتيات تتعاظم أهمية دور مراكز الإعلام وبالذات القنوات الفضائية في العمل على نشر ثقافة القرآن.
ثم وجه سماحة المرجع خطابه إلى المعاهد العلمية في المجتمع والمتمثلة بالحوزات العلمية والجامعات الاكاديمية، إذ من الضروري أن تولي الحوزات العلمية اهتمامها البالغ بالقرآن الكريم، وذلك بأن يكون القرآن (فقهاً ودراسةً وتدبراً) مرافقا للطالب الحوزوي في مساره العلمي من بدء تحصيله ويستمر معه إلى النهاية، ليساهم في توعية المجتمع وفق مبادئ وقيم القرآن الكريم، ثم ختم سماحته كلمته بتوجيه دعوته للجامعات الاكاديمية في مشاركة الحوزات العلمية في مسيرة الإصلاح وتثقيف المجتمع وذلك من خلال المساهمة في إنشاء مراكز الأبحاث القرآنية.
ثم بدأت المشاركة الأولى بورقة قدمها سماحة الشيخ عباس الجابر مدير عام قناة الانوار الفضائية حملت عنوان: (علوم القرآن.. قراءة نقدية) مشيرا إلى أن الغرض من دراسته معرفة أثر علوم القرآن في فهم النص القرآني والحاجة إلى الاجتهاد والتجديد فيها، وقال: من الأهمية بمكان التعرف على مصطلح علوم القرآن وموضوعه والمسائل التي تبحث فيه، وأنها جاءت لفهم معاني القرآن، والدفاع عن القرآن في رد الشبهات المثارة عليه، مؤكدا أن هذه العلوم لا يمكن التسليم بأنها مستلة من القرآن نفسه، وأنها اجتهادات جاءت لفهم النص القرآني لإزالة غوامضه وكشف معانية، بل أنها لم تكن معروفة، وإنما ظهرت بحسب الحاجة إليها.
موضحاً أن علوم القرآن عبارة عن بحوث تخصصية، عرفت في القرن الرابع الهجري واصطلح عليها بعلوم القرآن. وهي بهذا لا تعدو كونها شرح وايضاح وربما لا تقرب العوام للقرآن لأنها جاءت متخصصة وقلما يستفيد منها العوام.
وختم حديثه بضرورة إعادة صياغة علوم القرآن بشكل يتناسب مع مقتضيات العصر والواقع.
ثم تلى ذلك مشاركة الشيخ الأسعد بن علي الاستاذ في الجامعة الإسلامية اللبنانية فرع دمشق، واستاذ الدراسات العليا في حوزة الإمام الخميني وجاءت تحت عنوان: (نسبية المعرفة الدينية والمنهج التكاملي في تفسير القرآن) حيث أشار في مقدمته إلى أن المنهج (التكاملي في تفسير القرآن) هو الذي يحلق بالوعي الديني إلى افق أسمى ومدارات جديدة في علاقتنا بالنص للتخلص من هيمنة الشروح والحواشي ولتجدد القراءة عبر استجابة متكررة في سياقاتها الخاصة، مكانا وزمانا وشخوصا لأمر (أقرأ باسم ربك) ليتنزل القرآن من جديد في إطار آخر.
وأكد على أن المنهج يحتاج إلى عدة فكرية، كما يحتاج إلى عدة معنوية، أهمها كما عبّر التعالي عن المواقف المحافظة المتشنجة التي ترمي بالزندقة والهرطقة والانحراف كل محاولة لتخطي سلطة المفسرين أو سلطة التراث عموماً.
بعدها طرح الاسعد بن علي: عدة تساؤلات كان من ابرزها: كيف نمهد لتأسيس منهج يراعي نسبية المعارف الدينية من جهة ويقر بالمصدر الإلهي للنص الديني القطعي؟.
وأضاف بعدها مستفها: هل يفهم القرآن من لا يعرفه حق المعرفة؟.
مقررا: أن لفهم القرآن لا بد من منهج ملائم لروحه، وللوصول للمنهج المناسب لا بد من معرفة حقيقة القرآن، ثم قال: ندعي أن أفضل طريقة لمعرفة القرآن اعتماد القرآن الذي يعرف عن نفسه.
وبعد ذكره لجملة من الآيات التي تعرفنا على القرآن، قال: إن هذه المحاولة التحليلية لمضمون القرآن تساعد على اختيار وتنقيح المنهج الملائم وهي تفرض عليه قراءة لمناهج التفسير كلها وإلى أي مدى انسجمت مع هذا الكتاب ومضامينة المتنوعة.
وخلصت دراسته إلى تأكيده: أن هذا المنهج لا ينطلق من ترف فكري أو جدل نخبوي: هذا النهج استند في قيامه إلى نسبية المعرفة الدينية وقوانين تكامل العلوم... وقال: إن هذا المنهج يحتاج إلى جهد علمي مركز وعمل مؤسساتي لعله يعرف طريقه إلى التفسير في الأمل المنظور.
وختمت فعاليات الليلة الأولى للمؤتمر بدراسة قدمها سماحة الشيخ حمزة اللامي الأمين العام لمؤسسة الطالب العراقي العلمية، مناقشا فيها: (القرآن بين التفسير والتأويل) موضحا أن التأويل من أخطر آليات التشويش على الحق إذا لم يمارس بطريقة موضوعية.
وقد جاءت دراسة الشيخ اللامي تحت عدة محاور، وهي معرفة النص معرفة راسخة، وهي تلتقي مع آليات وخطوط التفسير، وقال: التأويل يجري على جسد النص القرآني والذي ليس فقط كلمات شفافة بل شبكة علاقات متجددة.
وأشار إلى أن قضية وعي النص التأويلي تجعل القارئ يتعامل مع الكلمات كمنظومة من الرموز في تلاقح مستمر مع الزمن، وهو –والكلام للشيخ اللامي- الشيء الذي يجعل النص القرآني موضوع خصب للقراءات المتعددة التي تمثل احدى الشواخص الفارقة والمميزة.
وأما محور (معرفة الواقع معرفة راسخة مع ضبط المتغير) قال فيه: لكي تصدر حكماً لا بد وأن تلم بكل جوانب الموضوع قيد البحث أو ترجع فيما يغيب عنك إلى ذوي الاختصاص أو ترجع إلى العرف الذي يتصل بحجية الشورى، مشيرا إلى أن الموضوعات الخارجية لا يتم تحديدها إلا من خلال رأي الفقيه العارف بأهل زمانه، والعرف والشورى.
وفي ايضاحه للتأويل قال: أن التطبيق النزيه يضمنه الوصي والعقل على ارض الواقع مع ضبط المتغير بعيدا عن الهوى.
وقال: في حقيقة التأويل يولد من حركتين اساسيتين: حركة من الظاهر إلى الباطن، وحركة من الباطن إلى الواقع، وقال: كلاهما يشكلان حقيقة واحدة وهي فهم النص وتطبيقه على ارض الواقع بعيدا عن الايدولوجيات والاهواء، وإنما يستند الاستنباط التأويلي إلى المعطيات الموضوعية في النص.
وأكد في ختام دراسته إلى أنه لا بد أن نفهم التأويل ضمن الاطار الذي وصف فيه القرآن نفسه بمعنى أنه كتاب حكمة وبصائر، فـ(التأويل هو الطريق الرابط بين ظاهر الحدث والبنية المحركة لهذا الحدث).
ويذكر إلى أن المؤتمر افتتح فعالياته بآيات من الذكر الحكيم تلاها سماحة الشيخ آوميد باقروف احد اساتذه حوزة القائم العلمية بالسيدة زينب ()،وقد أدار المنصة فيه سماحة الشيخ حبيب الجمري من البحرين. والجدير بالذكر أن المؤتمر صاحبته مجموعة من النشاطات منها معرض للكتاب ضم مؤلفات المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي راعي المؤتمر،كما أصدرت اللجنة المنظمة للمؤتمر صحيفة (رسالة المؤتمر) جاءت مضامينها توضيحية لرسالة الشعار العام للمؤتمر في دورته الحادية عشر، كما تضمت الصحيفة حوار حول (النص الديني بين تجاذبات الفكر والواقع) مع سماحة السيد جعفر العلوي (احد المشاركين في المؤتمر) وسماحة الشيخ عبد الغني عباس، واصدار كتيب تقريري لمسيرة وتاريخ المؤتمرات بدأ من السنة الأولى وحتى السنة العاشرة.
جانب من صور المؤتمر:
((الليلة الثانية))
واصل مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم فعالياته لليوم الثاني 3/ 4/ 2008 بقاعة المؤتمرات بفندق سفير السيدة زينب(ع)دورته الحادية عشرة تحت عنوان (فهم النص بين الحاضر وهيمنة التراث)، وقد بدأت فعالياته بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم بصوت الشيخ آميد باقروف من أساتذة حوزة الإمام القائم ، ومن ثم دعى مدير جلسات المؤتمر الشيخ حبييب الجمري من البحرين الباحثين المشاركين إلى المنصة وهم سماحة الشيخ معتصم سيد أحمد من السودان، والشيخ مرتضى الفرج من الكويت، والسيد محمود الموسوي من البحرين، وبعد جلوس الباحثين على المنصة تحدث الشيخ حبيب الجمري مدير الجلسة مبينا دواعي اختيار اللجنة المنظمة لمحور المؤتمر،
ثم تلى ذلك بحث الشيخ معتصم سيد أحمد والذي جاء تحت عنوان (المنهج التأويلي عند السيد المدرسي) والذي بدأه بالإشارة إلى التحديات التي تواجهها الأمة في كافة الأصعدة ومختلف المجالات وأن ذلك يستدعي السعي للكشف عن الشعار الذي تعيشه الأمة ويتم ذلك بالحركة على بعدين؛ حركة داخلية تستجمع كل نقاط القوة لتعيد فيها الحيوية التي تواكب كل مرحلة على البعد الأول، والبعد الثاني حركة خارجية نحو الواقع والعلاقة بين كلا الحركتين علاقة جدلية وهي التي تحقق الشعار إطارا ومحتوى والأفق الذي يكون إطارا للحركة والتوجه، ولأن الواقع متجدد فأساليب الحل لابد أن تتجدد وتبعا لذلك يتجدد الشعار، ولا يمكننا أن نكتشف مرحلة الشعار الذي تعيشه الأمة إلا ضمن هذا الوعي.
وأشار إلى تعاظم الدور الملقي على عاتق المؤسسات الدينية والتحديات التي تواجهها نتيجة التطور الذي شهده الحقل المعرفي في العلوم الإنسانية والذي أدى إلى فرض شروط جديدة لمعيارية التنافس الفكري، بحيث أصبح لا مكان إلا لمن له إسهاما عصريا منسجما مع البنية العقلية الجديدة.وبالتالي إذا لم تسارع المؤسسة الحوزوية متمثلة في مرجعياتها الدينية لرسم صورة حضارية للإسلام فسوف تستأثر المنابر الأخرى على الإعلام الديني ومن ثم تكون هي المعبر الوحيد عنه.
وأكد على أن هذا التحدي كان من الأسباب التي تقف خلف المشروع التجديدي للسيد المدرسي كأحد المرجعيات المؤثرة في الساحة والذي تمحور مشروعه الحضاري في تحقيق قراءة جديدة تستوعب قيم الدين وثوابته وفي ذات الوقت تنفتح على الواقع بكل تعقيداته من أجل خلق موازنة بين النص الديني المستوعب لتلك القيم وبين الواقع المتغير.
وأشار في إطار توضيحه إلى منهج السيد المدرسي إلى أنه قام بتأصيل حلول جذرية عندما فرق بين ما هو ثابت وما هو متغير في الفكر الديني، وإن المتغير هو المساحة التي نتقاطع فيها مع الآخرين ونتكامل بهم، كما أنه هو الحقل الذي ينشط فيه العقل بكل مكوناته، أما الثوابت فهي تلك القيم القابلة للانطباق على كل متغيرات الواقع، وبالتالي نتجاوز مشكلتنا مع الآخر مما يقلل من سلبيات المنافسة ففي الوقت الذي نفتح فيه الفرصة للجميع نطالبهم بالالتزام بتلك القيم.
أما عن السبب الذي جعل التفكير القيمي بوابة لحل المعضلة بين الثابت والمتغير فقد أشار الباحث إلى أن القيم تمثل الخلفية المؤسسة لكل المعارف الإنسانية فما من توجه معرفي إنساني إلا ويسعى لتحقيق قيم خاصة به، لذا لابد أن نعتقد أنه لا توجد هناك حركة أو اتجاه في المجتمع من دون القيم.
وأشار إلى أن القيم عبارة عن كليات وأصول بمعنى أنها لا تتأثر بالواقع بل هي التي تؤثر فيه، ومن خلالها يمكن رصد الواقع وكشفه فهي كالمصباح
وأكد أن منهجية السيد انطلقت من حقيقة أساسية هي أن القيم تنتنظم بشكل هرمي في قمته قيمة رئيسية هي أم القيم تتجه كل القيم إلى تحقيقها، وقد استنبط من النصوص والعقل إن هذه القيمة هي قيمة التوحيد، ويعبر عنها بالإيمان باعتباره الرابط بين الخالق والمخلوق، وتنبثق من هذه القيمة مجموعة قيم، ومن خلال ترتبها نكتشف القيم الثابتة.
وأشار إلى أن هذه المنهجية اعتمدت على القرآن بتطوير أسلوب الفهم ومنهج الاستنباط من القرآن الكريم، حيث أنها بعكس المناهج الأخرى لم تتجاهل الحكمة التي ترتبط بكل حكم شرعي مبثوث في آيات القرآن الكريم، كما أنها اعتمدت على التدبر في آيات الذكر الحكيم لتبين السنن والحكم فيها
وقد استعرض الباحث في ختام بحثه عدد من آيات الذكر الحكيم التي تبين بعض هذه السنن والحكم ودعى إلى التدبر في القرآن بحثا عن القيم المبثوثة فيه وقال إنها كفيلة بخلق انسجام بين ثبات الشريعة وتغير الواقع، وأكد على أن هذا هو ما خلص إليه منهج السيد المدرسي.
ثم تلى ذلك الباحث الثاني الشيخ الدكتور مرتضى الفرج من الكويت، والذي جاء بحثه تحت عنوان (الفلسفة الغربية وقراءة النص) وأشار في بداية حديثه إلى أن هدف دراسته هو استعراض المدارس الغربية في مجال قراءة النص لإعطاء المتلقي غير المتخصص مدخلا أو خريطة تعينه على التعمق في قراءة المناهج والآليات الغربية المقترحة لقراءة وتفسير النصوص. وأنه لا يستهدف من البحث نقد تلك المدارس.
أما عن السبب في السعي للتعريف بهذه المدارس وآلياتها فهو محاولة بعض مفكري العرب والمسلمين تطبيق تلك الآليات على القرآن الكريم والسنة الشريفة.
وأشار إلى أن إخضاع الكتب المقدسة(كالإنجيل والقرآن وغيرهما) لتلك الآليات ليس من أولويات الغرب، لا لأنهم ينظرون إليها على أنها مقدسة، وإنما لأنهم ينظرون إليها على أنها تقف في صف واحد مع كتب الأدب والقصص والشعر والأساطير.
ثم تحدث الباحث عن ثلاث مسارات تطورت فيها طرق وآليات قراءة النص في الغرب، تمثل المسار الأول في مدرسة التحليل اللغوي وأشار إلى أن هذه المدرسة كانت في البدء تطمح للوصول إلى لغة علمية صارمة، لكن هذا الطموح تواضع بعد ذلك،وأكد أن جهود هذه المدرسة أثمرت سلسلة من النظريات المهمة التي كان لها أثر كبير في الفلسفة الغربية المعاصرة وطريقتها في قراءة النصوص، ومن أبرزها نظرية الأفعال الكلامية لأوستن، والنظرية التحويلية في النحو لتشومسكي ونظرية السياق لفيرث، وأشار سماحته إلى أنه يمكن التعبير عن هذا المسار بالمسار الإنجليزي ـ الأمريكي.
أما في حديثه عن المسار الثاني فأشار إلى أنه تمثل بتداخل علمي الظواهر(الفينومينولوجيا) بتفسير النصوص(الهرمنيوطيقا)، وتراوح هذا المسار بين محاولات تقديم قواعد لتفسير النصوص وإعلان استحالة الوصول إلى قواعد من هذا القبيل وأوضح أن هذا المسار يمكن التعبير عنه بالمسار الألماني والذي أثر بدوره على المشهد الفكري الفرنسي والأمريكي.
أما في حديثه عن المسار الثالث والأخير فأوضح أنه تمثل بظهور تيارين فلسفيين هامين، هما التيار البنيوي الذي ظهر بعد أن خبا وهج تيار الفلسفة الوجودية الذي كان مسيطرا على المشهد الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تأثر بعض أتباع التيار البنيوي بالماركسية وكان يطمح أساسا إلى الوصول إلى قواعد تحدد طريقة اكتشاف البنية العميقة الكامنة داخل النص
وأشار الباحث إلى أن طموح البنيوية سرعان ما تلاشى مع ظهور التفكيكية التي قامت بقلب الطاولة على البنيوية عندما نادت بلا نهائية القراءات، وعدم وجود قراءة موثوق بها للنص، وأوصلت الحال في الغرب إلى فوضى فكرية عارمة، وأوضح أن هذا المسار يمكن أن يعبر عنه بالمسار الفرنسي وأشار إلى أنه أثر بشدة على المشهد الفكري الأمريكي.
وتلى ذلك بحث سماحة السيد محمود الموسوي من البحرين والذي جاء تحت عنوان(المحكم والمتشابه و توليد المعرفة ...نموذج تطويري لعلوم القرآن)
وأشار في بداية بحثه إلى أن أهمية دراسة مفردات علوم القرآن ومنها المحكم والمتشابه تأتي من أهمية القرآن ذاته الذي يمثل الرسالة الخالدة والخاتمة للبشرية، وذلك لأنها مدخل لفهم النص القرآني لكي تتولد لدينا معرفة من خلال الآيات المنتشرة في الآفاق والأنفس.
وأشار إلى أنه لن يدخل في تفاصيل التعاريف التي أوردها العلماء للمحكم والمتشابه وسيكتفي بالإشارة إلى حقيقة هامة حول كثير من التعاريف وهي أن كثيرا منها يفتقر إلى الجانب الانتاجي للمعرفة وجانب كشف الحقائق والنفاذ بالبصيرة من ظواهر الأمور إلى بواطنها ومآلاتها وهو الأمر المقوم لتعريف المحكم والمتشابه الذي تضعنا فيه الروايات التي تحدثت عن علوم القرآن ومنها المحكم والمتشابه
ثم عرج الباحث إلى التعريف اللغوي للمحكم والمتشابه حيث قال أن المحكم في اللغة مأخوذ من الإحكام وهو الاتقان وأحكمه أي أوثقه وهو أيضا المنع، والمتشابه هو التماثل بين شيئين أو أكثرومنه أخذ الاشتباه.
ثم استعرض سماحته مجموعة من الروايات أكد أنها تعطينا دلالات وضوابط نتعرف من خلالاها على مفهوم المحكم والمتشابه وخلص من ذلك إلى أن المتشابه هو مساحات الجهل التي تتولد من الإلتباس العقلي والمحكم هو عملية الوصول إلى المعرفة وإتقان الحكم، وهو المرجع العلمي الذي يلجأ إليه حال الاشتباه والإلتباس، وأن مزاولة عملية إحكام المتشابه هي عملية لتوليد المعرفة واكتشاف الحقائق المتنوعة وأضاف بتعبير آخر أن المحكمات هي ثوابت القرآن والدين في جهة من جهاتها والمتشابهات هي المتغيرات من الحوادث الطارئة والملتبسة.
ثم استعرض سماحته مجموعة من الأمثلة تؤكد هذه الحقيقة، مبينا أن القرآن يسعي لتوضيح المفاهيم للإنسان حتى من خلال الأمور الواضحة حتى يطبقها الإنسان في الأمور الملتبسة
ثم تتطرق سماحته إلى آلية أحكام المتشابه من خلال نموذج آيات الولاية وتوصل من خلال هذه الآلية إلى أن الله سبحانه وتعالى وضع قاعدة (المثل الأعلى) والمتمثلة في أن الله سبحانه وتعالى وضع النموذج الأمثل والأعلى والأفضل والأكمل في القرآن الكريم، مقابل الأمثال الدنيا وأمثال السوء والمثل الأعلى والأفضل هو النموذج الذي ينبغي أن يحتذى ومنه تنكشف الحقائق التطبيقية وأوضح أن هذا هو الفرق بين الحقائق النظرية البحتة وبين الحقائق العلمية التي تقوم بمهمة الإيضاح والتعريف كمقاربة واقعية للعقل.
وختم سمحاته كلامه بالقول: أنه عندما نقرر أن بعد التوليد المعرفي هو البعد الأهم فإن بحوثنا في المحكم والمتشابه يمكنها أن تأخذ أشكالا مختلفة عن السائد في التعاطي مع علوم القرآن الكريم.
ومن ثم فتح الباب للمداخلات
وتقدم الشيخ الخاقاني بمداخلة أولى شكر في مقدمتها حوزة الإمام القائم (عجل الله فرجه الشريف) العلمية لاهتمامه بالقرآن الكريم خصوصا في هذه الظروف التي يتعرض المسلمون فيها للضغوط والاستفزاز من قبل الغرب المتمثل في الإساءات المتكررة للرسول الأعظم وللقرآن الكريم، ثم قال: إننا عندما نعود إلى القرآن يجب أن نفهم ما هو القرآن، وما الغرض من فهمه؟ وأضاف: إننا إنما نفهم القرآن لتحقيق الطاعة التي هي رضا الله ولأن فكرنا ليس فكر صافي قد يؤثر في فهمنا للقرآن فلابد لنا من ضابطة أساسية لمعرفة النص، وهذا الفهم لا يمكن أن ينفصل عن تؤم القرآن الذين هم أهل البيت إذ لا فهم بدون العترة.
ثم تقدم بعد ذلك الدكتور نزيه الحسني الأستاذ بكلية فلسفة بكل من جامعتي دمشق وأزاد بمداخلة على كل من الدكتور الشيخ مرتضى الفرج والشيخ معتصم سيد أحمد، وبعد أن شكر في مقدمة مداخلته الحوزة الراعية لهذا المؤتمر، وأشاد بالبحوث المقدمة وقد أشاد ببحث الدكتور الشيخ مرتضى الفرج وأكد على ضرورة الاهتمام بمعرفة الفلسفات الغربية الحديثة لأنها بدأت في غزو عالمنا الإسلامي ولم تخلو منها حتى حوزات قم، ولابد من ادخال دراستها في الحوزات العلمية من باب الاطلاع على علوم الآخرين طالما أننا على حق.
وعلق على بحث الشيخ معتصم سيد أحمد متأسفا على أنه لم يدرك بداية بحثه، أننا قبل أن نتعرف على القيم علينا بتعريفه فهي مفهوم مفارق يمتاز بأن له صفة موجهة وقد قسم عالم غربي إلى أربع أقسام.
وقد علق الشيخ معتصم على مداخلة الدكتور نزيه بقوله: أن القيم من أعقد المسائل وأن السيد المدرسي حاول أن يوجد تعريف للقيمة بأنها مسألة وجدانية كالعقل يعرف الكل بوجوده ولا يحتاج إلى الاستدلال عليه، فهي موجودة لا يمكن انكارها يتعرف عليها كل إنسان بوجدانه.
جانب من صور المؤتمر[center]:
[://-honline.com/nimage/mo-11-12.jpg[/IMG][IMG]http://www.al-hodaonline.com/nimage/mo-11-13.
معرض الكتاب
معرض لكتب المرجع المدرسي على هامش مؤتمر العودة إلى القرآن الكريم
نظمت حوزة الإمام القائم (عج) على هامش الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القرآن الكريم والتي بدأت فعالياتها في يوم الأربعاء 2/4 / 2008 بفندق سفير السيدة زينب معرضا لكتب سماحة المرجع الدين السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) وقد وجد المعرض أقبالا كبيرا من حضور المؤتمر.
الجدير بالذكر أن المؤتمر بنشاطاته المختلفة يستمر لمدة ثلاثة أيام.
صور للمعرض
.
آخر تعديل بواسطة السراط ، 06-Apr-2008 الساعة 09:43 PM.
سبب آخر: لايوجد
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تسلمون على هذه المواضيع المشرقة
زادكم الله نورا وعلما
إلهي لا يفرق بينكم وبين محمد وآل محمد
صلوات الله عليهم أجمعين.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.