اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
استحباب النكاح وأهميته :
النكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة ، وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة ، وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض ، وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة ، والمعونة على العفّة والفضيلة ، فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي ، والانحراف الجنسي ، ومن هنا كان استحبابه استحباباً مؤكدّاً ، قال تعالى : ( وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللهُ مِن فَضلهِ واللهُ واسعٌ عليمٌ ) ( سورة النور : 24 | 32 ).
ووردت روايات عديدة عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل بيته تؤكد هذا الاستحباب ، قال أمير المؤمنين () : « تزوجوا فإن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج » (الكافي 5 : 329 ).
وللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع ، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل ، قال (صلى الله عليه واله وسلم) : « تناكحوا تكثّروا ، فإنّي أُباهي بكم الاُمم ، حتى بالسقط » (كتاب السرائر 2 : 518).
وقال (صلى الله عليه واله وسلم) : « ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ، لعلَّ الله أن يرزقه نسمة ، تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله » (من لا يحضره الفقيه 3 : 382).
وهو ضمان لاحراز نصف الدين ، لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي ، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة ، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة ، لينطلق الإنسان متعالياً عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الباقي » (من لا يحضره الفقيه 3 : 383).
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق () : « ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب » ( تهذيب الاحكام 7 : 239 | 1 كتاب النكاح باب 22).
وعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين ( كتاب السرائر 2 : 518 . وجامع المقاصد 12 : 8).
ولأهمية النكاح جعله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية ، حيث قال : « ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » (تهذيب الاحكام 7 : 240 | 4 كتاب النكاح باب 22).
وهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : « اتخذوا الأهل ، فإنّه أرزق لكم » ( من لا يحضره الفقيه 3 : 383 )