.
|
|
|
|
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
قصة اليهودي مع أبي بكر
بتاريخ : 29-Apr-2007 الساعة : 05:02 AM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
إرشاد القلوب : بحذف الأسانيد أيضا – مرفوعا إلى ابن عبَاس , قال : قدم يهوديَان أخوان من رؤوس اليهود , فقالا : يا قوم ! إن نبيَنا حدثنا أنَه يظهر بتهامة رجل يسفه أحلام اليهود , ويطعن في دينهم , ونحن نخاف منه أن يزيلنا عمَا كانت عليه آباؤنا ,فأيكم هذا النبي ؟ فإن كان المبشر به داود آمنا به واتبعناه , وإن كان يورد الكلام على إبلاغه ويورد الشعر ويقهرنا جاهدناه بأنفسنا وأموالنا , فأيكم هذا النبي ؟ فقال المهاجرون والأنصار , إن نبينا قبض .
فقالا : الحمد لله , فأيكم وصيَه ؟ فما بعث الله نبيَا إلى قوم إلا وله وصي يؤدي من بعده ويحكم ما أمر به ربَه , فأومأ المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر . فقالوا هذا وصيَه . فقالا لأبي بكر : إنا نلقي عليك من المسائل ما يلقى على الأوصياء , و نسألك عمَا يسأل الأوصياء عنه, فقال أبو بكر : ألقيا , سأخبركم عنه إن شاء الله تعالى . فقال له أحدهما : ما أنا و أنت عند الله ؟ وما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ وما قبر سار بصاحبه ؟ و من أين تطلع الشمس وأين تغرب ؟ وأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع ؟ وأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟ وربك يحمل أو ’يحمل ؟ وأين يكون وجه ربك ؟ وما اثنان شاهدان ؟ وما اثنان غائبان ؟ وما اثنان متباغضان ؟ وما الواحد ؟ وما الاثنان ؟ وما الثلاثة ؟ وما الأربعة ؟ وما الخمسة ؟ وما الستة ؟ وما السبعة ؟ وما الثمانية ؟ وما التسعة ؟ وما العشرة ؟ وما الإحدى عشر ؟ وما الأثنى عشر ؟ وما العشرون ؟ وما الثلاثون ؟ وما الأربعون . وما الخمسون ؟ وما الستون ؟ وما السبعون ؟ وما الثمانون ؟ وما التسعون ؟ وما المائة ؟!!!!
قال ابن عباس فبقي أبو بكر يفكر لا يرد ُ جوابا , وتخوفنا أن يرتد القوم عن الإسلام , فأتيت منزل علي بن أبي طالب (علي السلام) فقلت له : يا علي ! إن رؤساء اليهود قد قدموا المدينة , و ألقوا على أبي بكر مسائل , وقد بقي لا يرد جوابا . فتبسم علي ( )ضاحكا , ثم قال : هو الذي وعدني به رسول الله ( ). وأخذ يمشي أمامي فما أخطأت مشيته أمامي فما أخطأت مشيته مشية رسول الله ( ) حتى قعد في الموضع الذي يقعد فيه رسول الله ( ) ثم التفت إلى اليهوديين .
فقال : يا يهوديان ! ادنوا مني وألقيا عليَ ما ألقيتما على الشيخ .
فقالا : من أنت ؟
فقال : أنا علي بن أبي طالب , أخو النبي , وزوج فاطمة , وأبو الحسن والحسين , ووصيه في خلافته كلها , وصاحب كل نفيسة وغزاة , وموضع سر النبي ( ) .
فقال اليهودي : ما أنا وأنت عند الله ؟
قال : أنا مؤمن منذ عرفت نفسي , وأنت كافر منذ عرفت نفسك , وما أدري ما يحدث الله بك يا يهودي بعد ذلك ؟
قال اليهودي : فما نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟
قال : يونس بن متَى في بطن الحوت .
قال : فما قبر سار بصاحبه ؟
قال : يونس , حين طاف به الحوت في سبعة أبحر .
قال له : فالشمس من أين تطلع ؟
قال : من قرن الشيطان !
قال : فأين تغرب ؟
قال : في عين حمئة , وقال لي حبيبي رسول الله ( ) , لا تصلِ في إقبالها ولا في إدبارها حتى تصير في مقدار رمح أو رمحين .
قال : فأين سقطت الشمس ولم تسقط مرة أخرى في ذلك الموضع ؟
قال : البحر , حين فرَقه الله تعالى لقوم موسى ( )
قال له : ربك يحمل أو ’يحمل ؟
قال : ربي يحمل كل شيء ولا يحمله شيء .
قال : فكيف قوله : (ويحمل عرش ربِك فوقهم يومئذ ثمانية) –سورة الحاقة الآية 17- .
قال : يا يهودي ! ألم تعلم أن الله له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى , وكل شيء على الثرى , والثرى على القدرة , والقدرة عند ربي .
قال : فأين تكون الجنة ؟ وأين تكون النار ؟
قال : الجنة في السماء , والنار في الأرض .
قال : فأين وجه ربك ؟
فقال علي ( ) لابن عباس : ائتني بنار وحطب فأضرمها, وقال : يا يهودي ! فأين وجه هذه النار ؟
فقال : لا أقف لها من وجه .
قال : كذلك ربي (فأين ما تولوا فثم وجه الله) – سورة البقرة الآية 115 - .
قال : فما اثنان شاهدان ؟
قال : السماء والأرض لا يغيبان .
قال : فما اثنان غائبان ؟
قال : الموت والحياة لا نقف عليهما.
قال : فما اثنان متباغضان ؟
قال : الليل والنهار .
قال : فما نصف الشيء ؟
قال : المؤمن .
قال : فما لا شيء ؟
قال : يهودي مثلك كافر لا يعرف ربَه .
قال : فما الواحد ؟
قال : الله عز وجل.
قال : فما الإثنان ؟
قال : آدم وحواء.
قال : فما الثلاثة ؟
قال : كذبت النصارى على الله عز و جل , قالوا عيسى بن مريم ابن الله , والله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
قال : فما الأربعة ؟
قال : التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان العظيم .
قال : فما الخمسة ؟
قال : خمس صلوات مفروضات .
قال : فما الستة ؟
قال : خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش .
قال : فما السبعة ؟
قال : سبعة أبواب الناس متطابقات .
قال : فما الثمانية ؟
قال : ثمانية أبواب الجنة .
قال : فما التسعة ؟
قال : (تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) –سورة النمل 48- .
قال : فما العشرة ؟
قال : عشرة أيام من العشر .
قال : فما الإحدى عشر ؟
قال : قول يوسف لأبيه : (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين) –سورة يوسف4- .
قال : فما الإثناعشر ؟
قال : شهور السنة .
قال : فما العشرون ؟
قال : بيع يوسف بعشرين درهما .
قال : فما الثلاثون ؟
قال : ثلاثون ليلة من شهر رمضان صيامه واجب على كل مؤمن إلا من كان مريض أو على سفر .
قال : فما الأربعون ؟
قال : كان ميقات موسى ثلاثين ليلة قضاها , والعشر كانت تمامها .
قال : فما الخمسون ؟
قال : دعا نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عاما .
قال : فما الستون ؟
قال : قال الله تعالى : (فإطعام ستين مسكينا) أو (صيام شهرين متتابعين) –سورة المجادلة 4- .
قال : فما السبعون ؟
قال : اختار موسى سبعين رجلا لميقات ربه .
قال : فما الثمانون ؟
قال : قرية بالجزيرة يقال لها ثمانون , منها قعد نوح في السفينة واستوت على الجوديَ وأغرق الله القوم .
قال : فما التسعون ؟
قال : الفلك المشحون اتخذ يوما فيها بيت للبهائم .
قال : فما المائة ؟
قال : كانت لداود ( ) ستون سنة فوهب له آدم أربعين , فلما حضر آدم ( ) الوفاة جحده , فجحد ذريته .
فقال : يا شاب ! صف لي محمدا ( ) كأني أنظر إليه حتى أؤمن به الساعة ؟
فبكى علي ( ) ثم قال : يا يهودي ! هيجت أحزاني , كان حبيبي رسول الله ( ) صلت الجبين , مقرون الحاجبين , أدعج العينين , سهل الخدين , أقنى الأنف ,دقيق السرية , كث اللحية , براق الثنايا , كأن عنقه إبريق فضة كان له شعرات من لبَته إلى سرته متفرقة كأنها قضيب كافور , لم يكن بالطويل الذاهب ولا القصير النزر , كان إذا مشى مع الناس , غمرهم , كان إذا مشى كأنه ينقلع من صخرة أو ينحدر من صبب , كان مبدول الكعبين , لطيف القدمين , دقيق الخصر , عمامته السحاب , سيفه ذو الفقار , بلغته الدلدل , حماره اليعفور , ناقته العضباء , فرسه المبدول , قضيبه الممشوق , كان أشفق الناس على الناس , و أرأف الناس بالناس , كان بين كتفيه خاتم النبوة مكتوب على الخاتم سطران , أول سطر : لا إله إلا الله والثاني : محمد رسول الله , هذه صفته يا يهودي .
فقال اليهوديان : نشهد أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله , وأنك وصي محمد حقا .
وأسلما وحسن إسلامهما , ولزما أمير المؤمنين ( ) فكانا معه حتى كان في أمر الجمل ما كان , فخرجا معه إلى البصرة , فقتل أحدهما في وقعت الجمل , وبقي الآخر حتى خرج معه إلى صفين فقتل .
المصدر : البحار ج 30 ص 86 .
|