اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وقود الاصلاح الحسيني (47) الشهيد الأدهم بن أمية العبدي
قال الله تعالى: ((الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)) (67) الزخرف. وسئل الإمام علي بن موسى الرضا عن قول النبي(ص) ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)) فقال : "هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل". عيون أخبار الرضا(ع)- الشيخ الصدوق -ج01 - الصفحة93.
لا يخفى أن شهداء كربلاء كانوا نماذج بشرية، أصبحت شوكة في عيون الجائرين والمعتدين، ظل على مدى التاريخ سبباً في سلب النوم من عيونهم، ويقض مضاجعهم، نماذج أوجدت نهجاً تحررّياً مشبعاً بروح التقوى والإخلاص، أظهر هوية إنسانية جديدة، قدمها الحسين درساً في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.
وبين أيدينا الجوهرة السابعة والاربعين من هذه السلسلة المباركة، جوهرة التحقت بركب شهداء الإصلاح الحسيني، وكانت ضمن الذين استشهدوا في الحملة الاولى في يوم عاشوراء، ومن جملة الأصحاب الغَيارى الذين دافعوا عن الحقّ، وُلبّوا نداءَ إمامهم سيّد شباب أهل الجنة سلام الله عليه وهو:
اسم الشهيد: الأدهم بن أمية العبدي
تاريخ الوفاة: 61 هـ.
سبب الوفاة: الاستشهاد يوم عاشوراء
سبب الشهرة: نصرته للإمام الحسين واستشهاده معه. (01)
هوية الشهيد:
الأدهم بن أمية مخشي الخزاعي، بن أبي عبيدة بن همام الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد العبدي، البصري، وترجم له بعضهم باسم: أدهم بن أميّة العبدي، والخُزاعي: نسبة إلى خزاعة. والبَصْرِي: نسبة إلى البصرة. وذهب النمازي إلى: أنّ الأدهم بن أميّة كان صحابياً. وذكر بعض الرجاليين إنَّ أباه امية صحب النبي(ص)، ثم سكن البصرة وأعقب بها، وكان الأدهم من الشيعة البصريين الذين يجتمعون في بيت مارية بنت منقذ العبدية، ((وقال الطبري: مارية ابنة سعد - أو منقذ - كانت تشييع، وَكَانَ منزلها مألفا للشيعة يتحدثون فِيهِ)). وكان الأدهم قد عزم على الخروج إلى الإمام الحسين(ع). (01)
التحاقه بالإمام الحسين(ع)
روى المؤرخون أنَّه لما بلغ عبيدالله بن زياد إقبال الإمام الحسين(ع) إلى العراق، كتب إلى عامله في البصرة أن يسد الطرق ويضع الجواسيس عليها، ليمنع الشيعة من الالتحاق بالإمام(ع)، فأجمع يزيد بن ثبيط على الخروج إلى الإمام(ع) مع ابناه عبداللّٰه عبيدالله، فخرج الأدهم بن أميّة معه، فانتهى إلى الإمام(ع)، وهو بالأبطح من مكّة، فاستراح في رحله، ثمّ ضمه إلى رحل الإمام(ع)، وما زال معه حتّى أتى كربلاء. (01)
شهادته
قال أصحاب المقاتل: لما كان يوم الطف وشب القتال تقدم الأدهم بين يدي الإمام الحسين(ع) وقُتِلَ في الحملة الاولى مع من قُتِلَ من أصحاب الإمام(ع). وذكر بعضهم أنَّه استشهد مبارزة بعد صلاة الظّهر، وقال آخر: استشهد يوم العاشر من محرّم في الهجوم الأول. (01)
وباستشهاد "الأدهم بن أمية العبدي" نصير لأبي الضيم وابي الأحرار(ع)، مدافع عن الحق الالهي، فار من نار سعرها جبارها لغضبه، إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته، تنتهي حلقتنا هذه.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: (01)(ويكي شيعة)