اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الكوثر
مما لا يشك فيه جميع المسلمين على حد سواء ، أن الكوثر أحد سور القرآن الكريم، وكتاب الله العزيز العليم. الذي انزله على رسولنا الحبيب، وإمام المرسلين (ص). في حياته المقدسة، وقبل نهاية عمره الشريف. على إختلاف مذاهبهم، وتنوع مشاربهم. ومما لا يختلفوا عليه أيضاً، أن هذه السورة نزلت في حقه عليه وعلى آله الصلاة والسلام. وأنها ضمن آيات القرءان الكريم، التي حثوا على ترتيلها، أناء الليل وأطراف النهار. كما يقرئونها خلال صلواتهم، التي أمروا أن يأدوها خمس مرات يومياً. وأن يقيموها مع دلوك الشمس، إلى غسق الليل، وقرآن الفجر.
ولكن عجيب أمر بعض الكتاب، مع شهرتهم وثقافتهم الواسعة. فهم لا يتوقفوا عند هذه السورة، ولا يحاولوا فهم ما ترمي إليه. فهم لا يبحثون - ولا يتفقهون - ولا يتدبرون فيها، كأنما على قلوب اقفالها. فتراهم يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب، وما هو من الكتاب في شيء. فعندما نقرأ كتاباتهم، نرى أن هناك الكثير من الزيغ والميل عن الحقيقة واضحا،ً وضوح الشمس في رابعة النهار. نجد بين سطورها، ما يوحي إلى اخفاء للحقيقة، والسكوت عن الباطل. ارضاء لباطل بعض الاطراف، وهضم لحق آخرين.
فعندما نقرأ هذه السورة قراءة منطقية، ونتدبر فيها تدبراً علمياً، نجد فيها الكثير من العبر. فإذا اعطي الرسول الاكرم (ص) الكوثر، فما هو ذلك الكوثر؟! وهل هو في الدنيا، أم في الآخرة. فإذا كان نهراً في الآخرة، فهو حقه لفضله. واداء لما قام به اتجاه البشرية، ولغفران ذنبه ماضيه وحاضره. وإذا كان في الدنيا، فأين هو ذلك الكوثر والخير العميم. وما يؤيد كون الكوثر هو خير دنيوي، بالاضافة إلى كونه أخروي، هواقترانه بشانئه الابتر. ذلك الذي كان يؤذيه - روحي وأرواح العالمين له الفداء – ويعيره بكونه لا ولد، ولا خلف له من صلبه.
ولكن ماذا يحاول هؤلاء المغرضون والمنافقون إخفائه؟! هل هو خوفهم على مشاعر بعض من يدعي صحبة الرسول (ص)، وهو منافق قد محض النفاق محضاً؟! وإذا كان قولهم عكس ما نقول، فمن يكون ذلك الابتر الذي يشهر به القرءان الكريم، كما يشهر بعم الرسول (ص)؟! واصبح كلاهما، قرءان يتلوه المسلمون.
فإذا كان شانء ابي القاسم (ص)، ابتر لا عقب له. ونبي الله (ص)، اعطي الكوثر، وهو الذرية طبقاً للسورة الكريمة. فالسؤال هنا، من هي ذرية خاتم الرسل (ص) وممن؟! ولكن أحد الكتاب يقول: أن محمد بن عبدالله (ص) انتقل إلى ربه، بعد أن مات جميع أولاده. فبذلك إنقطع نسله.
فماذا نعمل بهذه السورة، هل ننكرها فنكفر؟! أما نكذب رب العالمين، ونكذب رسوله الصادق الامين، فندخل نار سجرها جبارها لغضبه؟! أما نحذفها من بين سور القراءن، ليرتاح بال البعض، ويطمئنوا على مستقبل أئمتهم؟! ولكن هذا لن يجيب على السؤال الذي تطرحه السورة. اين ذرية رسول الله، وهل له (ص) ذرية؟! وكيف ذلك وقد توفي جميع اولاده؟!
فإذا اراد هؤلاء عدم غصب حق فاطمة ، فعليهم الايمان بأنها هي الكوثر. واذا ارادوا قول الحقيقة، فعليهم الاقرار بأن ذريته منها، أولها الحسن والحسين . كما أن عليهم التصديق بكلامه وسلم: كل الانبياء ذريتهم من صلبهم، أما أنا فذريتي من صلب علي! وهذا مما يؤكد صحة السورة المباركة، ويدعم فكرتها. ويؤكد وجود امتداداً وذرية، لرسول رب العالمين (ص). رغم أنوف المغرضين والحاقدين.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية