من عظمة السيدة زينب (ع) - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 1 الزيارات 2264 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي من عظمة السيدة زينب (ع)
قديم بتاريخ : 23-May-2007 الساعة : 01:57 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أدركت السيدة زينب () جدها رسول الله ( ) فهي على الاصطلاح: صحابية .
وأدركت أمها فاطمة الزهراء () ورأت مصيبتها ، وسمعت خطبتها في المسجد النبوي الشريف، وروت ذلك كما أشرنا إليه في كتاب ( من فقه الزهراء ) (1) .. وشاهدت أذى القوم لها، وكسر ضلعها وسقط جنينها واستشهادها وتشييعها ودفنها () ليلاً .
وأدركت أبيها الإمام أمير المؤمنين علي ()، وكانت حاضرة خطبه وجهاده واستشهاده..
وسمعت جبرائيل () ينادي بين السماء والأرض: ( تهدمت والله أركان الهدى)(2).
وأدركت أخيها الإمام الحسن ()، ومصائبه، وتسميمه ، وقذف كبده من فمه، وتشييعه ، ورمي جنازته بالسهام(3).
وحضرت كربلاء بكل قضاياها الفريدة في العالم.
وأدركها الأسر، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله ( ) وكانت () هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين () إلى العالم بأجمعه.
واُحضرت مجلس ابن زياد ومجلس يزيد، ومن ثم عودتها إلى مدينة جدها( ) بكل مآسيها، وفي المدينة المنورة تلقتها نساء أهل البيت ونساء المسلمين بكل لوعة وأسى .
ومن جملة من تلقتها من النساء ( أم لقمان) وكانت صديقة لزينب () فلما رأتها لم تعرفها، فقالت لزينب (): من أنت يا أُخيَّة؟ بينما لم يكن بُعدها عنها أكثر من أشهر، وإنما لم تعرفها لشدة تأثير المصائب عليها، فرأتها امرأة متحطمة مغبرة الوجه من حر الشمس، مبيضة الشعر… لذا قالت: من أنت يا أخيّة ؟
فقالت زينب (): لك الحق أن لا تعرفيني ، أنا زينب.. فعلا نحيبها وبكت بكاء شديدا قلّ مثيله.
وهكذا تلقت السيدة زينب () هذه المصائب.
نعم إن رفعة درجات الآخرة رهينة بكثرة الابتلاءات والمشاكل في دار الدنيا، ألم يقل رسول الله ( ) لأُمها فاطمة (): ( يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً)(4).
وقد قالوا (): ( أفضل الأعمال أحمزها)(5).
ولا فرق في ذلك بين الأحمز طبيعة، كالصيام في الحر بالنسبة إلى الصيام في البرد ، وبين الأحمز اختيارا، ولذا كان الإمام الحسن () يذهب إلى الحج ماشيا راجلا، والنجائب(6) تساق بين يديه(7)، وقد ذكرنا في (الفقه)(8) الجمع بين هذا الحديث وبين قوله سبحانه: [ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ] (9).
العصمة الصغرى
وهكذا السيدة زينب الكبرى ()، فان التراب لا يأكل اجساد هؤلاء الطاهرين.
فان لها من المقام عند الله سبحانه ما يجعلها في المرتبة الثانية من المعصومين ().
ولذا صرح بعض العلماء : بأن لها العصمة الصغرى..
ومع كل ذلك فكيف لا يكون لمرقدها الشريف تلك المنزلة؟.
إنها وإن لم نرَ في الروايات هبوط الملائكة على قبرها، كما هو مذكور في متواتر الأحاديث حول قبر أخيها الإمام الحسين (عليهما السلام) لكن استظهار ذلك من بعض الآثار غير بعيد، ولعل المتتبع يجد ما لم نجده(10).
وما أعظمها من كلمة: ( إن الله شاء أن يراهن سبايا)(11).
فالله الذي أعظم من كل عظيم يرى بمشيئته شيئاً كبيرًا لا نتمكن من وصفه، ودرك كنهه..
أليس يحق لها فوق ما نتصوره من العظمة؟،
بلى.. وأكثر..
الشفيعة زينب(ع)
أصبت بشبه أزمة قلبية في وسط محرم الحرام فأحضروا حولي بعض الأطباء.
فقال أحدهم : كيف أحضرتموني على رأس ميت؟!..
وأخيراً قرروا نقلي الى المستشفى، فنقلت على سرير.. وكان وعيي كاملا حيث وضعت على سريري في المستشفى فأخذني النوم، فرأيت في المنام أن السيدة زينب () واقفة متصلة بسريري وهي تنظر أليَّ!.
وبعد أن صحوت من النوم تعجبت من هذا الحلم، فإني لم أرَ السيدة زينب () قبل ذلك طيلة عمري، ثم لم يكن يتبادر الى ذهني أن أتوسل بها ()، حتى يحتمل أنه بسبب ذلك …
وبعد ساعة جاء أخي(12) إلى زيارتي فنقلت له الرؤيا، فقال: نعم، لقد طلبت ـ قبل مجيئي ـ من الأهل والأولاد أن يتوسلوا بالسيدة زينب () في شفائك، فتوسلوا بها وأخذوا يقرؤون القرآن اهداءً لها، ولعل ذلك هو السبب.
كتب في كراماتها
ينبغي أن تكتب عدة كتب في كرامات السيدة زينب () التي ظهرت منها ، فانها لا تعد ولا تحصى، ولعله يرى منها () ما لا يقل من كرامة أو كرامات في كل يوم.. ويوم.
فكما أن النور يشع مهما كان ضعيفاً، فأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) بأجمعهم لهم الإشعاع، حتى في الطبقات غير العالية منهم، فكيف بالمستويات الرفيعة كالسيدة زينب () ومن أشبهها.
وقد ورد في زيارة السيدة المعصومة (): ( من زارها وجبت له الجنة)(13) مع أنا لا نعرف عنها ـ حيث انه لم يصلنا فيها من التواريخ والروايات ـ حتى عشر ما للسيدة زينب ().
نعم الشيء مهما كان كبيراً دنيوياً، لا قيمة له.. فانه يزول، والشيء مهما كان صغيراً، إلا أنه إذا ارتبط بالله سبحانه وتعالى، فهو أكبر من كل كبير.
فإنهم (عليهم الصلاة والسلام) أطاعوا الله تعالى فكانوا مثله كما في الحديث القدسي: ( أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون)(14).
هذا بالنسبة إلى كراماتها (سلام الله عليها).
أما مكانتها الكونية: فلا شك أن المعنويات في مكانتها الكونية، أعظم وأجل من الماديات فيها، وقد قال الرسول ( ) لعلي (): ( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً كان خيراً لك مما طلعت عليه الشمس)(15).
إن ما طلعت عليه الشمس أمور مادية، والأمور المادية لها مدة محدودة، أما الأمور المعنوية فلا زوال لها ولا انقضاء ، ولا يعرف أبعادها إلا الله سبحانه ومن اختارهم.
إن إحاطتهم(16) بالكون فوق ما نتصور، وهي () وإن كانت في مرتبة أنزل من المعصومين () إلا أنها في درجة رفيعة لا نتمكن أن نتصور منزلتها العظيمة، فمن غير المعقول أن يستوعب الظرف الأقل حجما على ما هو أكثر من ذلك، ومن هنا يعرف قوله ( وسلّم) لعلي (): ( يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا)(17).
ومن الواضح إن معرفة الإمام أمير المؤمنين () للنبي ( ) ومعرفته () والرسول ( ) لله سبحانه، يراد بذلك القدر الممكن منها ، وإلا فلا يمكن للممكن معرفة الله كما هو هو، مهما كان الممكن رفيعاً، ولو كان سيد الكائنات وأشرف المخلوقات.
التوسل بهؤلاء الأطهار
كانت السيدة زينب () تملك مرتبة عالية من الذكاء الفطري، بالإضافة إلى مواهبها الإلهية وعلمها الربّاني، وقد حفظت خطبة أمها فاطمة الزهراء () في المسجد النبوي الشريف وعمرها حينذاك ما يقارب الخمس سنوات، وهي الناقلة للخطبة التي وصلت إلينا عبر التاريخ(18).
نعم رفعة الأبوين ـ خصوصاً بتلك المنزلة العالية ـ مع شدٌة مواظبتها للطاعات والعبادات وقابليتها التي منحها الله عزوجل، خَلقت منها أنبل شخصية، وأرفع إنسانة مقرَّبة عند الله تبارك وتعالى.
فعلى الإنسان وخاصة رجال الدين أن يتوسلوا بهؤلاء الأطهار() فان لهم عند الله مقاماً محموداً ودرجة عظيمة، وقد سبق قوله تعالى: [ وابتغوا إليه الوسيلة ] (19)، وقال (): ( نحن الوسيلة)(20).
إن أحد تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره الشريف) كان لا يفهم درس الشيخ (قدس سره) بصورة جيدة وكان يعاني من ذلك، فتوسل بالإمام أمير المؤمنين علي في أن يتفضل الله سبحانه عليه بالفهم، فإنَّ (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء)(21).
فرأى الإمام علي في المنام، فلقّنه: [ بسم الله الرحمن الرحيم] فلما قام من منامه أخذ ذهنه يستوعب الشيء الكثير الكثير.
فجاء إلى درس الشيخ (قدس سرٌه) فرأى نفسه يتفهم الدرس بعمق، فأخذ يناقش الأستاذ في بعض المباحث، ولما انتهى الدرس، مرٌ الشيخ (قدس سرٌه) من قربه وهمس في أذنه قائلاً: إن الذي علمك البسملة، قد علمني سورة الحمد بأكملها، إشارة إلى أن ما معي من علم فهو من الإمام ، ولكنه اكثر مما عندك بهذه النسبة فلا تغتر بما عندك.
نعم.. من كان مع الله ومع أوليائه كان الله معه، ومن توجه إليه تعالى وتوسل بأوليائه في أموره كلها، جعل الله له الفرج والمخرج.
إذن من اللازم على طلاب العلوم الدينية خاصة: أن يواظبوا أشد المواظبة على الطاعات والانتباه لعدم الانحراف عن طريقه سبحانه، وإلا كان عاقبة أمره خسراً(22).. والعياذ بالله.
قال الشاعر:
أزمَّةُ الأمورِ طرّاً بيــده والكل مستمدً من مَدَدِه
السيدة زينب(ع) و الشعائر الحسينية
قد اهتمت السيدة زينب () بالشعائر الحسينية أكبر اهتمام، فعلاً وقولاً وتقريراً:
فبكت، وأبكت، ولطمت وجهها، ونطحت رأسها بمقدم المحمل حتى جرى الدم، وخطبت خطباً، وأنشأت أشعاراً، وعقدت مجالس العزاء والبكاء على الإمام أبي عبد الله الحسين .
ففي صبيحة عاشوراء حينما كانت عند ابن أخيها الإمام السجاد تمرضه، سمعت أخاها الإمام الحسين يقول:
يا دهر أفٍّ لك من خليـل كم لك بالإشراق و الأصيل
إلى أخر الأبيات..
يعيدها المرتين أو الثلاثة، فلم تمتلك نفسها أن وثبت وخرجت حتى انتهت إليه () منادية:
واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضين وثمال الباقين.. فنظر إليها الإمام الحسين وترقرقت عيناه بالدموع قائلاً لها: يا أُخيّة.. لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت:يا وليتاه … ذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي، ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقَّته وخرَّت مغشياً عليها(23) ـ كما في رواية الإمام السجاد ـ .
ولما كان اليوم الحادي عشر وأراد ابن سعد حمل النسوة والأسرى من آل بيت الرسول ( وسلّم) إلى الكوفة، طلبن النسوة أن يمروا بهن على مصرع أبي عبد الله والشهداء، فمروا بهن، فلما نظرن إلى القتلى صحن ولطمن الوجوه، وأخذت زينب () تندب أخاها الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب:
يا محمداه، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمَّل بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتك سبايا، و إلى الله المشتكى… ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدس ورفعته نحو السماء وقالت: إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان، وفي الحديث: انها أبكت والله كل عدوٍّ وصديق(24).
وعندما أُدخل السبايا من آل البيت () الكوفة وأخذت أم كلثوم تخاطب الناس، إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله ( )، ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع، والريح تلعب بها يميناً وشمالاً، فالتفتت زينب () فرأت رأس أخيها فنطحت رأسها بمقدَّم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:

يا هلالاً لمّا استتمَّ كمالا

غاله خسفه فأبدا غروبا

ما توهَّمتُ يا شقيق فؤادي

كان هذا مقدَّراً مكتوبا


إلى آخر الأبيات(25).
وقد خطبت السيدة زينب () عندما جيء بهنَّ أسارى إلى الكوفة، فأومأت إلى الناس بالسكوت والإنصات، فارتّدت الأنفاس وسكنت الأجراس، ثم قالت في خطبتها بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله:
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والغدر والحدل…
أتبكون على أخي ؟! أجل والله فابكوا، فإنكم والله أحق بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً…
أتدرون ـ ويلكم ـ أي كبد لمحمد ( وسلّم) فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي حرمة له هتكتم؟ وأي دم سفكتم؟!…
ثم أنشأت تقول:
ماذا تقولون إذ قال النبي لكم

ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم؟

بأهل بيتي وأولادي ومكرمتي

منهم أسارى ومنهم ضرَّجوا بدم؟


… إلى آخر الخطبة التي هزت ضمائر الناس وعروش الطواغيت، حتى قال الراوي: فلم أرَ والله خَفِرة أنطق منها، كأنّما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين ..
وقال مشيراً إلى مدى تأثر الناس يومئذ بخطبتها: فوالله لقد رأيت الناس يومئذٍ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلَّت لحيته وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزي ولا يبزي.
وهنا قال الإمام زين العابدين : (يا عمة.. ـ أنت بحمد الله ـ عالمة غير معلَّمة، فهمة غير مفهَّمة)(26).
كما وقد أمرتنا السيدة زينب () بإقامة مآتم البكاء على سيد الشهداء قائلة:
(يا قوم اِبكوا على الغريب التريب…)(27).
وهي () التي استفادت من كل فرصة تتاح لها في ذلك، حتى أنها () لما عادت إلى كربلاء مع حرم الرسول ( وسلّم) العائدات من الأسر وتراءت لهن القبور، ألقت بنفسها على قبر أخيها ثم أخذت تعدَّد مصائبها لأخيها وهي تبكي كالثكلى وترثيه بأبيات، فأنَّت وبكت بكاءً شديداً حتى أبكت أهل الأرض والسماء، كما ورد في الحديث(28)!!.
وقد تنبَّأت سيدتنا العالمة مستقبل القضية الحسينية، فقالت لابن أخيها الإمام زين العابدين :
( لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمَّة، لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرَّجة، وينصبون بهذا الطف عَلَمَاً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدنَّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلا ظهوراً وأمره إلا علواً)(29).
و قالت ليزيد: (… فإلى الله المشتكى و عليه المعوَّل، فَكِدْ كَيْدك، واسعَ سَعْيَك، وناصِب جُهدك، فوالله لا تمحو ذِكْرنا، ولا تميت وَحْينا، ولا تُدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها)(30).
1 - راجع (من فقه الزهراء ) ج2 ص59.
2- بحار الأنوار: ج42 ص282 ب127 ح58.
3- حيث جندت عائشة مروان وبعضاً من بني أمية وقادتهم على بغلة شهباء لمنع دفن الإمام الحسن () في حجرة جده المصطفى ( وسلم) راجع تاريخ اليعقوبي ج2 ص124 وغيره من كتب التاريخ.
4- بحار الأنوار: ج16 ص143 ب7 ح9.
5- بحار الأنوار: ج70 ص191 ب53 ح2، والبحار ج70 ص237 ب54 ح6.
6- الخيول العربية الأصيلة.
7- راجع بحار الأنوار: ج43 ص351 ب6 ح27 وفيه: (عن أبي عبد الله (): كان الحسن بن علي () يحج ماشيا وتساق معه المحامل والرحال).
8- راجع موسوعة الفقه، كتاب القواعد الفقهية، ص 177 قاعدة التيسير، وفيه: (ان المراد بالأحمز: الأصعب ذاتاً، لا الأصعب فرداً، وانهم () حيث كانوا بيدهم الحكم والاسوة، كان اللازم ان يسلكوا ذلك المسلك).
9- سورة البقرة: 185.
10- كما لا يخفى على المتتبع في مختلف الروايات أن بيوت المؤمنين تكون مهبطا ومزارا للملائكة الكرام، وخاصة البيوت التي تقام فيها صلاة الليل ويكثر فيها قراءة القرآن والدعاء و التهجد في الليل.. فكيف ببقعتها الطاهرة.
11- راجع بحار الأنوار ج44 ص346 ب37 ح2.وفيه: (إن الله قد شاء أن يراهن سبايا).
12- هو آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
13- بحار الأنوار ج48 ص317.
14- راجع بحار الأنوار ج90 ص376 ب24 ح16 وفيه: (يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون، اطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون).
15- راجع بحار الأنوار ج21 ص3 ب22 وفيه: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم).
16- أي السيدة زينب () ومن شابهها من الأولياء ()
17- تأويل الآيات ص145 سورة النساء.
18- راجع كتاب (من فقه الزهراء ) ج2 ص 57 الهامش وص 59، وعوالم العلوم (فاطمة الزهراء ): ج2 ص652-697 ب5ح1، وص744-748 ب6ح2.
19- سورة المائدة: 35.
20- بحار الأنوار ج25 ص22 ب1 ح38.
21- مصباح الشريعة: ص16 وشبهه في منية المريد: ص 167.
22- إشارة إلى قوله تعالى: [ فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسراً] سورة الطلاق: 9.
23- عوالم العلوم.. سيدة النساء : ج2 ص962 .
24- راجع بحار الأنوار : ج45 ص58 . عوالم العلوم: سيدة النساء: ج2 ص964. مقتل الإمام الحسين للسيد المقرم: ص396.
25- بحار الأنوار: ج45 ص115 وهذه بقية الأبيات:


يا أخي فاطم الصغيرة كلَّمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا

يا أخي قلبك الشفيق علينا

ماله قد قسى وصار صلبا

يا أخي لو ترى عليّاً لدى الأسر

مع اليتم لا يطيق وجوبا

كلّما أوجعوه بالضرب ناداك

بذلّ بغيض دمعاً سكوبا

يا أخي ضُمّه إليك وقرِّبه

وسكّن فؤاده المرعوبا

ما أذل اليتم حين ينادي

بأبيه، ولا يراه مجيبا
26- بحار الأنوار:ج45 ص162، اللهوف على قتلى الطفوف:ص64.
27- ناسخ التواريخ: ج2 ص522 . و(رياض الشهادة)، و(مفتاح البكاء).
28- ناسخ التواريخ: ج2 ص504 .
29- كامل الزيارات: ص263 .
30- اللهوف: ص79 .



يتيمة آل محمد
الصورة الرمزية يتيمة آل محمد
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 87
الإنتساب : Apr 2007
المشاركات : 906
بمعدل : 0.14 يوميا
النقاط : 254
المستوى : يتيمة آل محمد is on a distinguished road

يتيمة آل محمد غير متواجد حالياً عرض البوم صور يتيمة آل محمد



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي سلام الله عليك يا سيدتي ويا مولاتي ياااااازينب
قديم بتاريخ : 23-May-2007 الساعة : 01:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله

سلام الله عليكِ يا عقيلةَ الهاشميّين يوم وُلدتِ، ويوم التَحقتِ بالرفيقِ الأعلى، ويوم تُبعثينَ حيّةً فيوفّيكِ اللهُ تبارك وتعالى جزاءك بالكأسِ الأوفى مع جدّكِ المصطفى، وأبيكِ المرتضى، وأمّكِ الزهراء، وأخيك الحسن المجتبى، وأخيكِ الشهيد بكربلاء

كل ما قيل ويقال في حق زينب الطاهرة..زينب الحوراء ..زينب الصبر والإباء..قليل قليل...

ويكفي في شرفها وعلو منزلتها أنها سلام الله عليها سليلة النبوّة وربيبة الإمامة، وفخر الطالبيّين، وعمّة الأئمّة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

وهي التي كانت كلما دخلت على أخيها الحسين صلوات الله عليه وقف لها إجلالا وتعظيما وأجلسها مكانه ،كما كان يفعل جده رسول الله مع أمه فاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين...

بارك الله فيكم أخانا الفاضل "خادم الزهراء" سلام الله عليها
جعله الله لكم في ميزان حسناتكم ورزقنا الله وإياكم شفاعتها في الدنيا والآخرة

و صل اللهم على محمد وآل محمد صفوتك من خلقك واشف قلب الزهراء بظهوروليِّك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc