السيده الحوراء ((عليها السلام))بعدالهجرة الى المدينة - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها إنما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله

إضافة رد
كاتب الموضوع كونوأحرار مشاركات 0 الزيارات 1917 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

كونوأحرار
الصورة الرمزية كونوأحرار
عضو
رقم العضوية : 1895
الإنتساب : Jun 2008
المشاركات : 34
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 204
المستوى : كونوأحرار is on a distinguished road

كونوأحرار غير متواجد حالياً عرض البوم صور كونوأحرار



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
Lightbulb السيده الحوراء ((عليها السلام))بعدالهجرة الى المدينة
قديم بتاريخ : 24-Jul-2008 الساعة : 11:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
التحقت مواكب المهاجرين بمقرّ القيادة الجديدة ، واطمأنت بها الدّار الجديدة ، ولكن لا ليميلوا إلى الدعة والخمول ، ولكن ليواجهوا مسؤوليات جدّ جسيمة ، مسؤولية بناء الدّولة ونشر المبدأ وتركيز العقيدة والدّفاع عن الرّسالة و .. و.،
وكانت فاطمة ( ) قد عاشت هذه الأحداث العظيمة من تأريخ الدّعوة في مراحلها ، وخاصّة هذه المرحلة الجديدة وهي على عتبة شبابها ، وقد نضجت جسميّاً وروحيّاً وفكريّاً.
وأحسّ صحابة الرّسول ( ) بقيمة فاطمة لدى أبيها وعلموا أنّها بلغت مرحلة النُضج بكلّ أبعادها فتباروا لخطبتها من أبيها طلباً للشرّف ورغبة في الكرامة ، وحرصاً على التقرُّب إلى الرّسول ( ) ، وكان لا بد لكبّار الصحابة أن يتقدّموا لطلبها من رسول الله ( ) وفي طليعتهم أبو بكر وعمر وغيرهما ـ وكان الرسول ( ) يُعرض في كلّ مرّة بوجهه عنهم بعد أن يتّصل بفاطمة ( ) نفسها ، فتظهر عدم رغبتها ورفضها لعرض الخطبة ، والرسول ( ) حين يتّصل بالزهراء في هذه القضايا ، لا لأنّه لا يعلم من يستحق أن يكون لها كفؤاً ، ولكنّ روح الشريعة الإسلامية هي التي تفرض على الآباء أن لا يبتّوا في موضوع زواج بناتهم وأبنائهم دون الإطلاع على مدى رغبتهم أو رفضهم للفتيات إن كانوا رجالاً ، أو رغبتهنّ أو رفضهنّ فيما لو كنّ نساءً.
والرسول ( ) إنّما يعكس لنا واقع الشريعة المقدسة ومعين الرّسالة الإلهية القويمة الذي يفرض ذلك ويرسمه للمجموعة الإنسانية لخلق الأسرة الصالحة المتحابة المتعانقة القلوب والعواطف لكي يخلق المجتمع الصّالح المتين المتكاتف كالبنيان المرصوص دون أن تلعب به الأهواء والمصالح المقطوعة الصّلة بالعلائق الوشيجة ، تتخلّله علائق الرّحمة والإلفة والوفاء..
أجل يدخل محمد على بضعته فيحدثها عن الخاطب لكي يؤدي واجبه نحوها ولكي ينقل رأيها ـ بأمانة ـ لخاطبها ولكي يعلّمنا دروساً لبناء الأُسرة الكريمة المتحابة.
واستمرّ الرسول ( ) يُعرض بوجه عمّن يخطب ابنته الزّهراء ( ) ويردَّه بقول : « أنتظرُ فيها أمر القضاء »(1) مما جعل اليأس يستبد بأصحاب

محمد ( ) . فاجتمع بعضهم يوماً في مسجد الرسول ( ) يتذاكرون في شأن الزهراء ( ) ورفض محمد ( ) تزويجهم بها.
وكان في طليعة المؤتمرين أبو بكر وعمر وسعد بن معاذ الأنصاري ، وبعد مداولات عديدة قرّ رأيهم على الإتصال بعليّ بن أبي طالب ( ) فيذكرون له أمر فاطمة.
وبحث هؤلاء النّفر من المسلمين عن علي ( ) وأخيراً وجوده ينضح ماءً لسقي نخيل لرجل من الأنصار لقاء أُجرة يتقاضاها ، وأحسّ علي ( ) أنّ مع القوم نبأ جديداً يحملونه إليه حيث يتساءل عمّا وراءهم.
وبعد أن حيوه يتقدم أبو بكر ( رضي الله عنه ) فيفضي بما عندهم من نبأ جديد حيث يقول : إنّ أهل الشرف والقدم في الإسلام قد قدموا على رسول الله ( ) ليخطبوا بضعته فاطمة ( ) ، ولكنّه قد ردّهم جميعاً وأعرض عنهم ، وقد رأينا أن نلفت نظرك إلى ذلك ، فحبذا لو عرضت نفسك على رسول الله ( ) بشأن خطبتها منه(1).
ويجد علي ( ) هوىً في نفسه لهذا الحديث ، ويفرغ من عمله فيتجه إلى بيته لكي يرتدي ملابس أُخرى ، وفي هذه اللحظات المباركة يكون الوحي قد زار محمداً ( ) قبل زيارة علي ( ) له يأمره بتزويج الزهراء من عليّ بقوله :
« يا محمد إن الله تعالى يقرأ عليك السلام ويقول لك إنّي قد زوجت فاطمة ابنتك من عليّ بن أبي طالب في الملأ الأعلى ، فزوّجها منه في الأرض »(2).
ويزور علي محمداً في بيته إذ كان ( ) في حجرة أمّ سلمة ـ الإمرأة الصالحة ـ ويطرق عليّ الباب على الرسول ( ) فيخفق قلب محمد ( ) لذلك ويتهلّل فرحاً ، فيقول لأُم سلمة : « هذا رجل يحبُّه الله ورسوله ، ويحبهما ».
ولكن أُم سلمة تطلب من محمد ( ) أن يعلّمها باسمه لا بصفاته فيقول لها : « هذا أخي وابن عمي ، وأحبُّ الخلق إليّ »

وتعلم أُمُّ سلمة : أنه علي ( ) حبيب محمد ( ) وموضع سرّه وأكرم الناس لديه ، وتبادر إلى فتح الباب ، فتفتحه وتعود لكي تختفي في خدرها ، وعلي ( ) ينتظر قليلاً حتى يتأكد من دخولها في خدرها ، فيدخل بيت أخيه محمد ( ) فيحيّيه بتحيّة الإسلام ويردُّ الرسول عليه بأحسن منها ويوسع محمد ( ) لزائره العزيز فيجلس بجنبه ، ولكنّ تقاسيم وجهه تحمل نبأ جديداً لمحمد ( ) حيث أنّ جلوسه غير معتاد ، فالصمت يستولي عليه هذه المرة ، ويأخذ الحياء مأخذه منه ، وقد أطرق برأسه إلى الأرض فأحسّ محمد ( ) أنّ وراء سلوك عليّ ـ هذا ـ حاجة لا يقوى على الإفضاء بها ،. ويخاطب محمد ( ) عليّاً ( ) بقوله : « إني أرى أنّك أتيت لحاجة ، فقل حاجتك ، وأبدِ ما في نفسك ، وكلّ حاجة لك عندي مقضيّة »(1).
وحين يستمع علي ( ) لهذا الحديث ، حديث الأمل يدخل السرور قلبه ويرفع رأسه لكي يطرح عنه رداء الصمت ، فيخطب من محمد ( ) ابنته مفتتحاً حديثه عن أيّام طفولته وفتوّته التي قضاها مع محمد ( ) حيث أوضح له أنّه قد عاش في كنفه وتربى في بيته يوم أملق أبوه ـ أبو طالب ـ وقد ذاق طعم الحنان والعاطفة الفيّاضة بالمودّة والإخلاص ، وأنّه قد تربّى منذ نعومة أظفاره في كنفه وتحت ظلاله الوارفة ، وأخيراً هداه الله به إلى الإسلام فحمل لواءه ودافع عن بيضته ، وصارع قوى الضّلال بغية نصره وإعزازه.
واستطرد عليٌ ( ) فأفضى لمحمد ( ) أنّه يرغب أن يكون له بيت وزوجة يسكن إليهما كما يرغب أن يخطب فاطمة منه ، ويسمع محمد ( ) حديث ابن عمّه علي ( ) فيتهلّل وجهه فرحاً وتمتلىء نفسه سروراً ، ولكنّه لا بد أن يتّصل بفاطمة ( ) فيحدّثها عن خطيبها الجديد ـ كما أمر الشّرع المقدّس ـ.
فيدخل على بضعته الطاهرة ( ) ويقول لها : « إن عليّ بن أبي طالب ممّن قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه » واستطرد حديثه قائلاً : « وقد ذكر من أمركِ شيئاً ، فما ترين ؟ ».
وهنا يستولي الحياء على الصّدّيقة فاطمة ( ) فلم تستطع أن تنطق بكلمة
واحدة ، ويطيل محمد ( ) النّظر في وجهها فلم ير كراهة قد بدت فيه ، ولمّا طال سكوتها هتف الرّسول ( ) من أعماق قلبه الطاهر متجهاً نحو علي ( ) وهو يقول : « الله أكبر ، سكوتها إقرارها ».
وقبل أن أُواصل هذا الحديث العذب عن خطبة عليّ ( ) للصديقة الزهراء ( ) أودُّ أن أُشير إلى نقطةٍ حساسة احتوى عليها حديث رسول الله ( ) إلى الزهراء ( ) : « إنّ عليّ بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه » فإنّ الرسول ( ) حين يستعرض صفات عليّ للزهراء ( ) ويتوج صفاته بالإسلام فيقول : « وإسلامه » وهذا القول إنّما صرّح به الرسول ( ) ، لأنّ من شروط تزويج المرء إسلامه ، وهذا ما نصّت عليه الرّسالة الإسلامية في قانون الأُسرة وملابساتها كما في قول الرسول ( ) : « إذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه ، فزوّجوه ، إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »(1).
والرسول ( ) حين يشرح لفاطمة ( ) صفات علي ( ) فليس ذلك لأنّ فاطمة تجهل صفات عليّ ، وإنّما استهدف أن يلقّن هذه الأُمّة ـ بشكل عملي وواقعيًّ ـ صورة الزّواج الطبيعي الذي رسم الإسلام حدوده ووتّد أركانه.
وعاد محمد ( ) من فاطمة ( ) لينقل لعليّ نبأ قبولها بزواجه حيث تبسم في وجهه ، وقال : « يا أبا الحسن ، فهل معك شيء أُزوّجك به ». والرسول ( ) حين يطلب إلى علي ( ) إحضار مهر لزواجه إنّما أراد بذلك أن يقرّر حكماً عامّاً هو الإهتمام بشؤون المرأة وتأكيد حقّها في الحياة الزوجية.
يعرض الرسول ( ) على عليّ ( ) إحضار مهر لزواجه وسرعان ما يستجيب عليٌّ لعرض ابن عمّه ، ويكشف النقاب عمّا يمتلكه ، فقد كان في حيازته : سيفٌ ودرع وناضح ، وراح الرسول يحدّثه بشأن ملكيّته ، فقال : « أمّا سيفك فلا غنىً بك عنه ، تجاهد به في سبيل الله وتقاتل به أعداء الله ».
وهذا يعني أنّ الرسول ( ) منعه عن بيعه لما له من قيمة لا مثيل لها في إقامة صرح الإسلام الشّامخ ، ثم تداولا في شأن الناضح ، ولكنّ الرسول ( ) أكّد قيمته بقوله : « وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ».

فالناضح تتصل أهمّيته برزق الأُسرة وحمل الأثقال سيّما وأنّ النّاضح بعير ، والبعير فضلاً عن أهميته في نقل الماء لسقي الزّرع فإنه يستعمل لحمل الأثقال أيّام الظّعن ، واتّجهت النيّةُ لبيع الدرع لأنّه شيء ثانوي ، بل لأنّه لا يبلغ درجة من الضرورة كما يبلغها السيف والناضح ، وكان الدّرع قد منحه الرسول ( ) لعليّ ( ) من غنائم بدر الكبرى.
وأسرع عليّ ( ) لبيع درعه ، فباعه بأربعمائة درهم ، وعاد بالدّراهم لمحمد ( ) فقبض الرّسول قبضته منها وناولها لبلال لكي يتولّى دور اشتراء بعض الّلوازم البسيطة من عطور ونحوه ، ويتناول الرّسول مبلغاً من المال إلى أُمّ سلمة وسلمان ( وأبي بكر ) ( على قول ) ليشتروا أثاث العروسين ، ويسرع هؤلاء . وما هي إلا فترة تنقضي حتى يعودوا وهم يحملون الأثاث والجهاز الذي يعتبر أروع أثاث عرفه التاريخ الإنساني ، وليس عجيباً ولا بدعاً من الأمر أن نقول بروعته لأنّ العروسين قد واسيا في زواجهما وأثاثهما أقل الناس مالاً ، وأعلنا للبشريّة ـ بامتدادها التّاريخي ـ : إنّه ليس المهم أن يجمع الزّوجان الأثاث الفاخر والمتاع الجديد وما لذّ وطاب من الطّعام والشّراب ، وإنّما المهم أن تتعانق القلوب وتتآلف النفوس وتلتقي الأرواح وتسود المحبّة والإلفة والحنان والرّحمة وتتحقّق وحدة المصير والهدف ، فينعكس فكراً واحداً وسلوكاً واحداً وعاطفة واحدة ، وأُحضر الأثاث وكان أهم ما فيه 1)
1ـ فراش من خيش مصر محشوّاً بالصوف.
2ـ وسادة من أدم حشوها من ليف النخيل.
3ـ عباءة خيبرية.
4ـ قربة للماء.
5ـ كيزان خزف.
6ـ جرّتان من خزف.
7ـ مطهّرة للماء.
8ـ ستر صوف رقيق.
9ـ سرير مشروط.

10ـ حصير هجري.
11ـ مخضب من نحاس.
12ـ قعب للّبن.
13ـ قميص.
14ـ شنٌّ للماء.
15ـ منخل.
16ـ منشفة.
17ـ رحى.
18ـ قدر من نحاس.
ورجع القوم يحملون هذا المتاع البسيط ، وقد اشترك أعاظم الصحابة في حمل هذا المتاع من السّوق كبلال وعمّار بن ياسر وأبي بكر وسلمان الفارسي وغيرهم ، ويقيني : أنّ الروايات حين تختلف في ذكر من قام بشراء المتاع إنّما جاء الاختلاف نتيجة لكثرة المشتركين في جلبه من السّوق ، وأنا واثق من أنّ أُمّ سلمة هي التي تولّت مهمة ابتياعه من السّوق ، وأمّا الباقون فقد تولّوا مهمّة حمله من السّوق ، وقيام أُمّ سلمة بهذه المهمة أمر طبيعي لأنّها أعلم بحاجة الزوجة في البيت.
ولابد للرسول ـ بعد كلّ هذا ـ أن ينبىء المسلمين بخبر تزويج فاطمة من عليًّ ( ). ويقيني في ذلك أنّ الرسول ( ) حين يقوم بمهمة تبليغ المسلمين بهذا النبأ إنّما كان يستهدف أمرين لا ثالث لهما :
1ـ أراد أن يشرك جميع المسلمين بسرور أهل البيت ( ) بمناسبة زواج عليًّ ( ) من فاطمة.
2ـ أراد أن يقطع خطّ الرّجعة على المنافقين الذين ينشطون في مثل هذه المناسبات ، إذ أنّ لديهم خير فرصة لبثّ البلبلة في صفوف المسلمين ، لا سيّما وأنّ فاطمة قد خطبها جلُّ الصحابة ولكنّه أعرض عنهم ، وقد زوّجها من عليّ ( ) ، فلابد للمنافقين أن يكرّسوا جهودهم لإثارة البلبلة علّهم يجدون ثغرة للتخريب في داخل المعسكر الإسلامي الفتّي ، ولكنّ الرسول ( ) سدّ في وجوههم كلّ ثغرة فأبلغ المسلمين جميعاً نبأ الزواج وعلّله بأنّه من أمر الله تعالى ، وقبل قيامه بهذه
المهمة كلّف ( بلالاً ) ليوجّه نداءً مستعجلاً من المسجد النبوي الذي كان بمثابة الإذاعة التي يسمع الناس منها بيانات الله ورسوله ، ويذيع بلال النبأ فيجتمع المسلمون في المسجد الشريف فيلقي الرّسول ( ) بيانه بقوله :
« معاشر المسلمين إنّ جبريل أتاني آنفاً ، فأخبرني عن ربّي عزّ وجلّ أنّه جمع الملائكة عند البيت المعمور ، وأنّه أشهدهم جميعاً أنّه زوّج أمته فاطمة من عبده علي بن أبي طالب ، وأمرني أن أزوّجه في الأرض وأُشهدكم على ذلك ... »(1).
وبإلقاء هذا البيان أعلن الرسول ( ) : أنّ زواج علي ( ) من فاطمة لم يكن بمثابة تحيّز من رسول الله ( ) لعلي ( ) وإنّما جرى ذلك بإعلان من الله سبحانه وبأمره ، وهكذا اشترك المسلمون جميعاً بهذا النبأ السّار الذي أذاعه البشير محمد.
وبعد أن أعلن الرّسول ( ) نبأ قبوله زواج عليّ من فاطمة ( ) جمع نفراً من صحابته ـ وبضمنهم عليٌّ ( ) ـ بغية تلاوة مراسيم العقد حيث قال :
« الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّة محمد ، وإن الله ـ تبارك اسمه وتعالت عظمته ـ جعل المصاهرة سبباً لاحقاً وأمراً مفترضاً وأنتج بها الأرحام ، وانتظم بها الأنام ، وقال عزّ من قائل : « وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربُك قديراً » فأمر الله تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكلّ قدر أجل ، ولكلّ أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت ويحكم ما يريد وعنده أُمّ الكتاب » . ثم اردف قائلاً : « إن الله أمرني أن أزوج فاطمة بعلي بن أبي طالب ابن عمي ، فاشهدوا أني قد زوجته بها » ثم خصّ عليّاً بقوله : « يا علي إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أزوجك فاطمة ، وإنّي قد زوجتكها على اربع مائة مثقال فضة »(2) . فأجاب عليٌّ ( ) : « قد رضيتها يا رسول الله ، ورضيت بذلك عن الله الكريم ورسوله الكريم ». ثم إن عليّاً ( ) سجد لله شكراً.
وبعد أن استمع الحاضرون لهذه المراسيم ـ مراسيم العقد ـ المباركة عقّب الرسول ( ) بقوله ـ مخاطباً عليّاً ( ) :

« جمع الله شملكما ، وأعزّ جدّكما ، وأطاب نسلكما ، وجعل نسلكما مفاتيح الرّحمة ومعادن الحكمة وأمن الأُمّة ، وبارك الله لكما ، وبارك فيكما ، واسعدكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب ».
ثم راح يؤكد قيمتهما عنده أمام الحاضرين من صحابته فقال :
« ألهم إنّهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عنّي الرّجس وطهرتني . فاذهب عنهما الرجس وطهرهما وطهر نسلهما... ».
وبإلقاء هذه الكلمات العذبة في هذه المناسبة الجليلة انفضّ المجتمعون والسرور يعمُّهم والفرحة تملأ نفوسهم وقلوبهم.

ونسئلكم الدعاء


توقيع كونوأحرار





إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc