اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فضائل الأنبياء والأولياء في القرآن لقد أنكر 1
الوهابيون ما من الله تعالى به على خاصة أوليائه من العلم والفضائل والقدرات الخاصة ، فهم يرفضون بشكل تام أي شكل من أشكال القدرة لأي أحد من الخلق ، فلا عيسى يشفي المرضى بإذن الله ، ولا من عنده علم من الكتاب يمكنه إحضار عرش بلقيس ، ولا سليمان يمكنه فهم لسان النمل والطير والحديث معها ، ولا مريم يمكنها الأخبار عما سيكون في رحمها ، ولا الرسول الأكرم يمكنه الإخبار عن حوادث مستقبلية ، والحال أن القرآن الكريم يزخر بالأمثلة الكثيرة على ما خص به الأنبياء والأولياء من خوارق العلوم والقدرات والفضائل . ونسوق أدناه أمثلة على ذلك : يقول تعالى في ذكر داود وسليمان * ( ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعلمون بصير * ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير * يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) * سبأ / 10 - 13 ( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . . . ) * . النمل / 38 - 40
وقال تعالى : * ( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) * . الكهف / 65 وقال تعالى : * ( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين * وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين * وحشر لسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون ) * . النمل / 15
تعليم الله الأنبياء والأولياء أنباء ما كان وما سيكون وما هو كائن مما يخفى على الأعين : يقول تعالى : * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) * الجن / 26 - 27 تأمل في قوله : إلا من ارتضى من رسول . . . قال عيسى ابن مريم للناس : ( وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ) * آل عمران / 49 - يعني أنبئكم بما سيكون من أكلكم وأنبئكم بما تخفون في بيوتكم ( ولو في بطن الأرض ) وقال تعالى * ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) * . آل عمران / 45 – 47
وهذه الآيات أكبر شاهد على اختصاص الأنبياء والأولياء بعلوم من عند الله لا نعلمها بل تختص بهم ومن فضائلهم ، حتى بالنسبة إلى مريم التي لم تكن من الأنبياء ومع ذلك تكلمها الملائكة وتخبرها بحوادث لم يكن يعلمها إلا الله فتعلمها بإذن الله ، مثل أنه سيولد منها بلا زوج ولد صالح يكلم في المهد . أما ما ورد في الأحاديث فهو متواتر بدرجة لا يمكن معها إحصاؤه في هذه الوريقات ، ولكن نشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب كانا يحملان علما لدينا كثيرا ويخبران عن أحداث تقع في آخر الزمان ، كما في إخبار علي بن أبي طالب عن هجوم الترك والمغول والتتار على بلاد المسلمين ، وقد ورد في نفس الرواية أن رجلا كلبيا سأله " أتعلم الغيب يا علي ؟ " فقال : " ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم . . . فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه " . وقد تواترت الأحاديث التي تشير إلى إخبار الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وعلي عن أحداث آخر الزمان في الكتب المعتبرة وبأسانيد صحيحة . فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عما سيقع بعد وفاته من الحوادث ، وعن المهدي في آخر الزمان ، كما أخبر علي بن أبي طالب عن استيلاء بني أمية على الخلافة ، ثم إبادتهم على أيدي بني العباس ، وعن الكثير من الحوادث التي تلي انقراض بني العباس وإلى قيام المهدي . فلو أراد الله أن يعلم رسوله أو وليه جميع أنباء ما كان وما هو كائن وما سيكون من حوادث الدنيا لفعل لإمكان ذلك لأن حوادث الدنيا محدودة يمكن أن يعلمها الله بشرا . لكن لبعد الوهابية عن الدين الاسلامي بل عن جميع الديانات الاسلامية جعلهم يرفضون فكرة ان لاولياء الله منزلة كبيرة عنده لاجلها رزقهم بعض علم الغيب وجعل لهم الشفاعة لمن يستشفع بهم .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أفاض الله عليك من أنواره العلوية
موفق ومسدد من السماء
بانتظار مواضيعكم المميزة.
أخوك: شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.