[عقيل العرداوي]

ظليمة الزهراء لم تنتهي إلى اليوم
عن الإمام علي قال: بينما أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله وسلم إذ التفت إلينا* فبكى !فقلت : ما يبكيك يا رسول الله فقال:أبكي مما يصنع بكم بعدي* ..* فقلت: وما ذاك يا رسول الله ؟قال:أبكي من ضربتك على القرن ،ولطم فاطمة خّدها، وطعن الحسن في الفخذ،والسم الذي يسقى...وقتل الحسين))* آمال الصدوق -البحار :28-الدمعة الساكبة*
فأي ظلم لحق بأهل البيت ولحبيبة النبي الكريم بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى بفترة وجيزة *جدا ً فقد آذوها وأغضبوها وضربوها واقتحموا دارها واسقطوا جنينها لا لشيء إلا لمخالفة أمر الرسول الكريم (ص)وإبعاد من أوصى به أن يكون خليفة من بعدة وللسيطرة على مركز القيادة وهذا كله* لاغتصاب الخلافة منهم فقد هجم القوم على بيت فاطمة واحرقوا بيتها وكسروا بابها ودخلوا جبرا ولطموا خد ها* وكسروا ضلعها وقد نبت المسمار في صدرها واسقطوا جنينها وأخذوا* فدكها...نعم حدث ذلك لهذه السيدة العظيمة حبيبة رسول الله (ص)بعد رحيل والدها النبي (ص)من الدنيا *
إنّ ما تعرّضت له وحيدة المصطفى وسلم وحبيبته وأعزّ الناس عليه بعد رحيله إلى رضوان ربه ورحمته ، يعتبر الحلقة الأولى من مسلسل التآمر على عترة النبي وسلم المتمثل في اغتصاب حقّهم ـ الذي سطّرته السماء لهم ، باعتبارهم ورثة النبي وسلم وأوصياءه وولاة الأمر من بعده ـ والاستغناء عنهم في المشورة ، مع شدّة الوطأة عليهم في أمر البيعة ، واهتضام حقوقهم سواءً كانت نحلةً أو إرثاً أو فيئاً أو خمساً ، وسوقهم مع سائر الرعايا بعصا واحدة ، هذا والجرح لمّا يندمل والنبي وسلم لمّا يجفّ تراب رمسه الشريف المطهّر .
*ولم تنته تلك المؤامرة بقتل الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الجنة ، وقتل أولادهم وسبي ذراريهم ، وتتبّع شيعتهم ومحبيهم وأتباعهم تحت كل حجر ومدر ، بل لازالت متواصلة الفصول تفعل فعلتها في استهداف الخطّ الرسالي الأصيل وعزله عن أداء دوره في بناء الإنسان والمجتمع .من خلال بث المندسين في المجتمع الامامي امثال ابن كاطع ليضف الى ال الرسول الطعنات من خلال ادعائه العصمة وهي خاصة باهل البيت وطعنه في اساس الرسالة المحمدية التي تتمثل اليوم بالامام الثاني عشر من ال الرسول فقام هذا الخبيث بانتحاله هذا المنصب الحساس ولولا الاخيار الانصار وما اثبته من نصر علمي واخلاقي وشرعي على هذا الدجال لحصل ما حصل
* .
*فنرى التاريخ مع مولاتنا الزهراء لم يقف الأمر إلى هذا الحدّ ، بل إنّهم سلبوها نحلتها ومنعوها إرثها وإرث عميد بيتها أمير المؤمنين وارث رسول الله وسلم ووصيه وولي المؤمنين من بعده ، حتى ودّعت الحياة وهي غضبة على أُمّة تكالبت على تراث محمد وسلم وهو في المحتضر ، متجاهلة كلّ نصّ ووصية ، متنكرةً لتعاليم السماء ووحيها ووصايا نبيها . وهكذا انقلبت على عقبيها كما يرشدنا إلى ذلك قول الله العظيم : ( وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً )* .
*ولاريب أنّ موت النبي وسلم ليس موتاً لمبادئه ووصاياه ، فمن ينقلب* على تلك المبادىء والوصايا بمجرد موته ، فهو بمثابة من أنكر نبوته وكذّب وحيه .
*ويؤكد انقلابهم على أعقابهم ما أخرجه الواقدي ومالك من حديثه وسلم حين صلّى على شهداء أُحد فقال : « أنا على هؤلاء شهيد » . فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال وسلم : « بلى ، ولكن لا أدري ما تُحدِثون بعدي »* .
*وهكذا كان عميد البيت النبوي وسيدته سيدة نساء العالمين عليهما السلام الضحية الاُولى لاُولئك المُحدِثين والمنقلبين ، لاَنّهما القطب الذي تدور عليه المعارضة والوجه الذي يحاكي رسول الله وسلم خُلقاً وأخلاقاً ومنطقاً وهدياً ، ويذكّر الاُمّة بسنته وكتاب ربّه ، فضلاً عن أنّ الزهراء تمثل أحد الجناحين اللذين يطير بهما وصي النبي وسلم أمير المؤمنين وأحد الركنين اللذين يستند إليهما ، فركن رسول الله وسلم وركن فاطمة الصديقة الطاهرة .
*عن جابر ، قال : سمعت رسول الله وسلم يقول لعلي قبل موته بثلاث : « سلام الله عليك يا أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهدّ ركناك ، والله خليفتي عليك » .
*قال : فلمّا قبض رسول الله وسلم قال علي : « هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله وسلم » فلمّا ماتت فاطمة قال علي : « هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله وسلم » .