اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الشباب والصداقة
من يتأمل في العقيدة والقوانين والعبادات والأخلاق والقيم والتعاليم الاسلامية يجدها كلاً متكاملاً، يعمل بالتكامل على بناء الوضع الاجتماعي، وترسيخ العلاقات الانسانية بين أفراد النوع البشري، ومن هذه الاجراءات والتعاليم، الدعوة الى اتخاذ الأخلاّء والأصدقاء، وتكوين علاقات الاُخوّة والمحبة والصداقة بين أفراد المجتمع الاسلامي.
وقد حدد الاسلام القواعد والاُسس لتنطيم علاقات الخلّة والصداقة، بعد أن حثّ عليها حثاً واسعاً ومتواصلاً.
ولقد تحدث القرآن عن الأخّلاء والأصدقاء في موارد عدة من بيانه وهديه:
قال تعالى متحدثاً عن الأخلاّء:
(الأخلاّء يومئذ بعضهُم لبعض عدوٌّ الاّ المتّقين). (الزخرف/ 67)
(يوم يعضُّ الظالمُ على يديه يقول يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول
سبيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلّني عن الذّكر بعد اذ جاءني وكان الشيطانُ للانسان خذولاً). (الفرقان / 27 ـ 29)
في هذه الآيات يتحدث القرآن عن صنفين من الأخّلاء:ـ
1 ـ صنف الأخلاّء الاخيار، الّذين ينفعون أخلاّءهم بخلّتهم وصداقتهم، ويجلبون لهم المنفعة والخير.
2 ـ وصنف من الأخلاّء الأشرار الّذين يسلكون بأصدقائهم سبل الشر والفساد والجريمة، فيتحولون الى أعداء، وسبباً للضرر والمأساة.
وتشهد الوقائع الاجتماعية أن أصدقاء السوء هم أعداء مُبطّنون، يحملون الشر وسوء القصد والعدوان لأصدقائهم، وكم كشفت التجارب والتحقيقات الجنائية من جرائم اعتداء من قتل وسرقة وعدوان من أصدقاء السوء الأشرار على أصدقائهم، سواء أكان الطرفإن شريرين، أو ضحاياهم الّذين خدعوا بصداقتهم، فاتّخذوهم أصدقاء.
لذا يجب على من يتّخذ له صديقاً وخليلاً من الشباب، أن يعرف شخصية ذلك الانسان وخلفيّته الأخلاقية والاجتماعية، ودوافع صداقته وسلوكه الشخصي؛ فلا يصادق ولا يخالل إلاّ أصدقاء الخير، وإلاّ الشخص السويّ المستقيم السلوك، المعروف لديه، الّذي يبادله المحبة والاخلاص حقاً، ولا يجلب له الاّ الخير وحسن المآل.
وكم حذّر القرآن من قرناء السوء، كما في قوله تعالى:
(فأقبل بعضهُم على بعض يتساءلُون * قال قائل منهم اني كان لي قرين * يقولُ أإنّك لَمِنَ المصدّقين * أإذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أانّا لمدينون * قال هل أنتم مطّلعون * فاطّلعَ فرآه في سواء الجحيم * قال تاللهِ إن كدتَ لتردين * ولولا نعمة ربّي لكنتُ من المحضرين). (الصافات / 50 ـ 57)
ويوضح القرآن كيف يبغي خليط السوء على خليطه، ويسيء اليه، فلا يحفظ له المعروف، ولا يفي بحقّ الاُخوّة والصداقة.
فالقرآن ببيانه يوضح أن الأصدقاء المخلصين هم قليلون، وأن كثيراً ممن يخالطهم الانسان يبغون عليه، جاء ذلك في قوله تعالى:
(وإنّ كثيراً من الخلطاءلَيبغي بعضهُم على بعض إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هُم...). (ص / 24)
ونعرف اهتمام الاسلام بالصداقة والاُخوة الاجتماعية من سيرة الرسول ()العملية؛ فهو ()الّذي أسس نظام المؤاخاة وآخى بين المهاجرين والأنصار، وأمرهم بذلك بقوله: «تآخوا في الله:
أخوين أخوين؛ ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب () فقال: هذا أخي، ثمّ تآخى المهاجرون والأنصار: فتآخى حمزة وزيد بن حارثة، وجعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وأبو بكر وخارجة بن زهير… الخ».
وهكذا آخى بين أصحابه، وعلّق العلماء على تلك المؤاخاة، وحلّلوا أهدافها العقيدية والاجتماعية، قال السهيلي:
«آخى رسول() بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة؛ ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد أزر بعضهم ببعض…»
ويوصي الامام عليّ (عليه وسلم) باتّخاذ الإخوان فيقول:
«عليكم بالإخوان، فإنهم عدّة للدّنيا، وعدة للآخرة، ألا تسمع الى قول أهل النّار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم».
وتحدّث الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه وسلم) عن أهمية الاُخوة والصداقة فقال: «ما أحدث عبد أخاً في الله الاّ له درجة في الجنة».
من هذه التعاليم والارشادات الاجتماعية الخالدة نفهم قيمة الصداقة والاُخوة، ومعناها والاُسس الّتي ينبغي أن تقوم عليها.
فالاسلام ينظر الى الانسان أنه كائن اجتماعي بطبعه، يحمل في أعماق نفسه غريزة الاجتماع والائتلاف، ويكره الوحدة والعزلة.
وحالة العزلة والانطواء هي حالة مرضيّة ضارّة بأوضاع الفرد النفسية والاجتماعية، والحياة البشرية بطبيعتها، لا سيما في عصرنا الحاضر، حياة تفاعل بشري متواصل.
فالانسان يتفاعل مع الآخرين بدءاً من مرحلة الطفولة؛ فالطفل في بداية حياته يختلط بالأطفال الصغار في الروضة والمدرسة الابتدائية، ومع أبناء جيرانه في المحلة.
وفي مرحلة الشباب والمراهقة تنمو غريزة الاجتماع، وتشتد الدوافع الاجتماعية، فيندفع الشاب الى التعارف، وتكوين العلاقات والصداقة، والانضمام الى الجماعات السياسية والاجتماعية، والنوادي الفنية والرياضية والمهنية و... الخ، كما يختلط بالآخرين في المدرسة والجامعة والمحلة، فيتخذ بدافع الطبيعة الاجتماعية له أصدقاء وأخلاّء.
ولهذه الصداقة والخّلة دوافعها النفسية، وآثارها على السلوك والوضع النفسي، ومصير الفرد واتجاهه في الحياة، فهي من الممكن أن تكون ذات أثر سلبي يجر الناشئ والشاب الى حالة الانحراف والسقوط والمأساة التي لا علاج لها، كما لها نتائجها الايجابية على أوضاع الفرد وطبيعة حياته اذا ما وجّهت غريزة الاجتماع والعلاقة بالأصدقاء توجيهاً حسناً، كاختلاط الشاب بالأصدقاء المستقيمي السلوك، والفتاة بالفتيات المستقيمات السلوك.
فإن الانسان يكتسب من الآخرين، ولاسيما في هذه المرحلة، ويتأثر بهم، كما يكتسبون منه، ويتأثّرون به، وتتوقف درجة التأثير على قوة الشخصية، والاستعداد للتقبل.
ويمكن أن يقال أن دوافع الصداقة في مرحلة المراهقة والشباب تتمثل في:
1 ـ ملء الفراغ النفسي، ودفع الشعور بالوحدة والوحشة والضيق والضجر. وقد وضح الامام الصادق دور الخلة والصداقة في معالجة تلك المشكلة النفسية بقوله: «اذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه، ولا يعن على نفسه»(.
2 ـ تبادل مشاعر الحب والولاء. فإن الانسان، لا سيما في هذه المرحلة، يحمل طاقة عاطفية ضخمة وهو بحاجة الى الشعور بحب الآخرين له وحبِّه للآخرين والافضاء بما في نفسه من أسرار. والافضاء بالسّر مسألة خطيرة. فعليه، مهما بلغت ثقته بالاخرين، أن يكون متحفظاً من الاباحة بما عنده.
والحب في الاسلام يقوم على أساس الولاء والمبدئية، والطهارة الأخلاقية، والعلاقة الروحية.
لذا لخص الامام الصادق () عظمة الحب في الاسلام بقوله:
«هل الدّين الاّ الحب، ان الله عزّ وجلّ يقول: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فاعتبر الاسلام رسالة حب وتحابب في الله؛ أي في مبادئ الخير والصلاح للبشرية.
3 ـ الشعور بالحاجة الى التعاون مع الآخرين، والعيش معهم: إن الاحساس بالحاجة الى الآخرين، والتعاون معهم على مشاكل الحياة، مسألة أساسية في حياة الانسان، تملأ نفسه بشكل شعوري أو لا شعوري.
واتخاذ الأصدقاء والخلاّن هو أحد وسائل اشباع هذه الحاجة النفسية، فالانسان بحاجة الى مساعدة الآخرين المادية والمعنوية واسنادهم، وان وجود الأخ والصديق، يساهم في حل المشاكل المادية والمعنوية، فكثيراً ما يلجأ الأصدقاء في الملمّات والأزمات الى أصدقائهم لانقاذهم من المأزق، وحلّ مشاكلهم.
وقد حثّ الاسلام على قضاء الحوائج، ومساعدة الآخرين والتعاون معهم، فقال تعالى: (وتعاونوا على البّر والتقوى ولا تعاونُوا على الإثم والعدوان).
فهو في هذه الآية يبيِّن أن أصدقاء السوء الذين يتعاونون على الجريمة والعدوان، فينهى عن ذلك كما يدعو الى التعاون على البر والتقوى. وقضاء الحوائج من أعظم مصاديق البر والتقوى. وفي الحديث المروي عن الامام الصادق() : «الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة»
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الأخت الفاضلة أنتِ تُجيد نقل الكلمات وبشكل ما تجزئيها ليس ما أ قوله هوأنتقاص من حقك وعلمك .لكن لم أرى شيء تكتبية من تلقاء نفسك ,مع أني أحب أن أرى مدى أسلوبك في الكتابة .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أشكرك أختي: منتظرة المهدي عجل الله فرجه الشريف
على هذه المواضيع التي تنور قلوبنا وتنير طريقنا وتحيي قلوبنا
لا تحرمونا من هذه المواضيع المميزة.
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soad
الأخت الفاضلة أنتِ تُجيد نقل الكلمات وبشكل ما تجزئيها ليس ما أ قوله هوأنتقاص من حقك وعلمك .لكن لم أرى شيء تكتبية من تلقاء نفسك ,مع أني أحب أن أرى مدى أسلوبك في الكتابة .
أختي الكريمة...
جاء في الحديث: (الدال على الخير كفاعله).
وورد ما معناه أيضا:
(رب فقيه ينقل إلى من هو أفقه منه).
فالأحاديث الواردة في فضل نقل الخير كثيرة
وجميع الناس ليسوا إلا ناقلين من الأصل
والأصل هو الدين.
ليس مهما أن تنقل أو لا تنقل !!!
بل الأهم هل ما نقلته مفيد أم غير مفيد لنا ؟؟؟؟؟
فلا أرى أي حرج أن تنقل الأخت أو غيرها.
أخوكم: شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soad
الأخت الفاضلة أنتِ تُجيد نقل الكلمات وبشكل ما تجزئيها ليس ما أ قوله هوأنتقاص من حقك وعلمك .لكن لم أرى شيء تكتبية من تلقاء نفسك ,مع أني أحب أن أرى مدى أسلوبك في الكتابة
أهلا وسهلا بك في هذه الصفحه
وقضى الله حوائجك
ننتظر إبداعتك
تسلم أخي شعاع المقامات على مرورك
فسهل الله أمورك
وجعلها في ميزان حسناتك
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مشكوره اختي منتطرة المهدي وعجل الله فرجه الشريف
موضوع قيم ومفيد رحم الله ولديك وجعله الله في ميزان حسناتكه ان شاء الله
نتطر جديدك
موفقه للخير
=-==-=------------=-=-=-=-=
دمتم بحب الزهراء