اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
حال الناس في زمن الشهيد الصدر
لا يختلف حال الناس مع الشهيد الصدر عن حال الناس مع الدعوات الإلهية السابقة، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديــلاً، فكان الناس مع الشهيد الصدر ثلاث أصناف، الصنف الأول وهم أتباع علماء السوء وأصحاب التقليد الأعمى وعبدة الأصنــام البشرية وهم الأكثرية، وكان موقفهم التكذيب والاستهــزاء وإلصاق التهم بشخص السيد الصدر تبعاً لعلمائهم، والصنف الثاني وهم القليل وقفوا موقف الحياد فلا هم مصدقون لدعوة الشهيــد الصدر ولا هم مكذبون لها، وضلوا حيارى بين الميل إلى ما يطرحه السيد الصدر وموافقته للفطرة ولسيرة الأئمة (ع) وبين السيل العارم من التهم التي يرون الناس تتكلم بها وتنسبها للشهيــد الصدر، فأمسوا مذبذبين بين التصديق والتكذيب، وهم فـي هذه الحالة أهون خطراً من الصنف الأول. وأما الصنف الثالث وهم أقل القليل وهؤلاء هم الذين صدقوا واتبعوا الشهيد الصدر ووازروه ونصروه، وطبعاً تحملوا ما تحملوا من شدة مواجهـة المجتمع المتمرد الذي أعتاد على تكذيب المصلحين في كل زمان ومكان، قال تعالى: ( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن ) وقال تعالى: ( وأكثرهم للحق كارهون ) وقال تعالى ( وما آمن معه إلا قليل ).
وكان الصراع محتدماً بين أتباع الشهيد الصدر وأتباع باقي المراجع المكذبين للشهيد الصدر حتى وصل الأمر إلى التفسيـق بل إلى التكفير، وبتوالي الأيام والأشهر والأعوام بدأ أتباع الشهيد الصدر يزدادون شيئاً فشيئاً حتى أصبحوا نداً قوياً لسائر الناس، ولكن يبقى أتباع المرجعيات المُكذِّبة والمُحارِبة أكثر عدداً، وأوسع انتشاراً، وذلك يعزى لعامل الدعاية الذي يؤثر سريعاً وخصوصاً في المجتمع العراقي، فاستمر أتباع المرجعيات المُكذِّبة والمحارِبـــة ووكلائهم في بث الشبهات والتهم المشينة على شخص السيد الصدر، بحيث صار ذكر اسم السيد الصدر مورد شبهة لدى الكثير من الناس، وباتت الناس تلعن وتسب الشهيد الصدر ليلاً ونهاراً، ولعلهم يظنون انهم يتقربون الى الله تعالى بذلك!!
وهذا الواقع وهذه الحقيقة لا يجرؤ أحد على إنكارها لأن هذا الجيل قد عاشها وواكب أحداثها بالمباشرة، وبدون سرد تاريخـي فالعلم علم دراية لا رواية، ومن حاول إنكار هذه الحقيقة فهو كالمنكر للشمس في رائعة النهار.
واستمر الأمر على هذه الحالة والشهيد الصدر كلما مر الزمن وازداد اتباعه، ازداد تبعاً لذلك ضغط الدولة عليه وخذلان علماء السوء له، فلم تحركهم ضمائرهم نحو نصرة السيد الصدر ولـــو بالكلام أو قل بالسكوت وعدم محاربته ، إلا القليل ممن قبـــع ببيته وأكرم نفسه بالسكوت، وهكذا مرت الأعوام حتى ضـاق الخناق على صدام ( لعنه الله ) ورأى أنه لا علاج إلا بالتخلص مــن السيد الصدر نهائياً، فخطط لقتله وأعانه على ذلك سكوت العلماء وقعود أكثر الناس عن نصرة السيد الصدر، إلى أن وقعت الفاجعــة واغتيل الشهيد الصدر ( رح ) هو واثنان من أولاده ولقى الله تعالى ملطخاً بدمه، ليشهد يوم القيامة على من قتله وهتك حرمتـه، وأيضا ليشهد على من خذله وشوَّه سمعته ونفَّر الناس عن نصرته، فنعم الحكم الله والموعد القيامة والشهود محمد وآل محمد (ص).
وانا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.