رسائل الشيخ البهاري حول السلوك إلى الله .. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام

إضافة رد
كاتب الموضوع الروح المجرد مشاركات 12 الزيارات 5461 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي رسائل الشيخ البهاري حول السلوك إلى الله ..
قديم بتاريخ : 08-Jun-2007 الساعة : 03:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله ..

هذه رسائل من الشيخ محمد البهاري (رض) إلى تلميذ له يوضح له كيفية السلوك إلى الله عز وجل .. وقد رأيتها مفيدة جداً لما تحتويه من معاني عالية وهي مختصرة جداً .. ولعل إخلاص هذا الشيخ أدى إلى دخول الكلمات إلى قلب كل من يقرؤها .. هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم, صراط محمد وآله الطاهرين (ص) ..

المراسلة الاولى للشيخ البهاري

إن ما يجب عليك أن تتأمل فيه هو : أنك حرٌّ أم عبد ، فإن كنت حراً فاعمل ما تشاء ، وإن كنت عبداً معترفا بمولاك ، فعليك أن تستعدّ للجواب يوم ينادي : {وقفوهم إنهم مسؤلون} . الصافات/24 ، ولو كان السؤال عن تحريك جارحة من جوارحك !.. وعليه فلا بد من أن يكون سعيك في تحصيل رضا المولى وإن لم يرضَ عنك الآخرون ، ومن الواضح أن رضاه لا يتحصل إلا بتقواه .
واعلم أن الغرض الأصلي من الخلق ، لا يتم إلا بتحقق علاقة الحب والمعرفة بين العبد ومولاه ، وموجبهما هي التقوى وتحصيلها يحتاج الى أمور:

الأول : اجتناب المعاصي ، وذلك بمعرفتها بتفاصيلها ومنها ترك الواجبات ، وهو يستلزم أيضا معرفتها بتفاصيلها بمقدار وسعه فيما يُبتلى به.
فإن قلت : كيف لي بترك المعصية رأساً ، فإن العبد في معرض الابتلاء بالمعصية دائماً ؟.. قلت: نعم ، ولكن يمكنك التوبة بعد كل معصية فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فإن من قتل سبعين نبياً يمكن أن تُقبل توبتُه ، والمولى الحليم قادر على أن يُرضي الخصماء بما شاء ، وذلك من معدن جوده وكرمه.

الثاني: اجتناب المكروهات والعمل بالمستحبات بما أمكن ، ولا ينبغي التذرّع بالقول أن كل مكروه جائز ، إذ لعل ترك مكروه واحد أو العمل بمستحب كذلك يقع موقعاً بليغاً عند المولى فيقرّبك إليه زلفى .. وهذا ما نلاحظه في العرف أيضاً ، إذ قد يسدي أحدهم إليك معروفاً يقع منك موقعا لا تنساه أبد الآباد.

الثالث: ترك المباحات الزائدة عن مقدار الضرورة .. فإن الشارع المقدس وإن أباح الكثير من المباحات لأهل الدنيا إلا أنه - يريد في الباطن - أن لا ينشغل العبد بغيره ، ولذا يحسن بالعبد اجتناب هذه الزخارف - وإن لم تكن حراماً - عملاً بميل مولاه واقتداء بالمعصومين (ع).

الرابع: إخراج ما سوى الله تعالى من قلبه ، إذ القلب حرم الله فلا تُسكن حرم الله غير الله . البحار 67/25.. فإن قلت : كيف يتيسر لي ذلك مع الانشغال بالأهل والعيال فهو كالمحال عرفاً ؟!.. قلت : إن من ينبغي الاجتناب عنه هو من يصدّك عن ذكر الله تعالى ، وحينئذ ينبغي التعامل معه بالمقدار الواجب، وأما من يذكرك بالله تعالى رؤيته فلا منع عن مجالسته ، بل قد ورد الأمر به كما روي عن المسيح عيسى (ع) . المستدرك 12/203..

والحاصل أن على طالب الكمال أن يقطع أنسه بما سوى الله تعالى واحداً تلو الآخر ، إلى أن يصل إلى مرحلة الذكر الدائم ، وهي مرحلة لا تنافى معاشرة الصالحين بمقدارٍ ينتفع بتلك المعاشرة ، لأن محبتهم والأنس بهم فرعٌ لمحبة الله تعالى .


فإن قلت : إن هذا كله حقٌّ ، ولكن كيف لي بتحقيق هذه المرحلة من الانقطاع ، والحال أن شياطين الجن والإنس يحيطون ببني آدم ، بالوساوس تارة ، وبالتدخل والمنع تارة أخرى ، أضف إلى اختلال أمر المعاش عند الوصول إلى هذه الدرجات؟..فأين نحن وهذه الدرجات العليا من الكمال ؟.

قلت : إننا لو أُمرنا بهذه الدرجات دفعة واحدة لكان الأمر كما قلت ، فيكون كالجبل الذي يراد نقله من مكانه دفعة واحدة.. ولكن من منن الله تعالى علينا أننا لم نُؤمر بالمشاق من الأعمال ، فإن أوامر المولى الحكيم مبنيّة على التدرّج والاستطاعة .. فإذا لاحظت تدريجية المراحل ارتفعت الإشكالات كلها.. فترويض النفس كترويض الحيوان المتوحش الذي يُروّض تدريجياً ، ليتحول إلى حيوان أليف.

فاغتنم في كل مرحلة ما أُعطيت من الحول والقوة في تلك المرحلة ، فإنك إذا عملت بما علمت ، أُعطيت قوّة مرحلة أخرى بمقتضى الحديث القدسي الوارد :
من تقرّب إليَّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً. البحار 84/189.. وأما مع التقصير والتواني ، فقد تسلب منك قوة المرحلة الأولى أيضا.

فمثلاً لو فاتك شرف قيام الليل ، فإياك أن تفوّت على نفسك فرصة الاستيقاظ بين الطلوعين ، فهذا فيض مستقل يغاير الفيض الفائت ، ولا تلتفت إلى تسويل الشيطان الذي يدعوك لتضييع فرصة لاحقة استمراراً لضياع فرصة سابقة .
وكذلك لو تورّطت في مجلس لغوٍ أو غيبة ، ورأيت قساوة قي قلبك ، فبادر إلى قطع ذلك المجلس بأية حيلة يمكنك الاعتذار بها ، ولا تلتفت إلى من يقول :
(أنا الغريق فما خوفي من البلل) ليوقعك في المزيد من الحرمان .
وعليه فعليك بما أوصيك به :

استفرغ وسعك في أن لا تضيّع فرصة من حياتك ، واجعل لكل عملٍ وقتا لا يتجاوزه إلى غيره ..
و قسّم أوقات عمرك إلى أوقات عبادة ومعاشرة واستجمام ..
ولا تُشغل نفسك في حاضرك بما سيستقبلك من الأمور..

اجعل نومك في أول الليل لئلا يفوتك قيام آخره ، متأثراً بما اشتغلت به من لغوٍ في أول الليل .. ثم نم متذكراً متطهراً تالياً للأدعية المأثورة، وخاصة تسبيحات الزهراء (ع) مهيئاً أسباب اليقظة لقيامك في الليـل ..
وإياك أن تُجْنب نفسك ببطن ممتلىء .!.

وابدأ صلاة الليل بسجدة الشكر ، ثم التأمل في السماء والتدبر في قوله تعالى :
{ إن في خلق السموات والأرض ....إنك لا تخلف الميعاد }.. آل عمران/194.. ثم تطهر وتعطّر واستاك ، ثم اجلس على مصلاك تالياً لدعاء : إلهي غارت نجوم سماواتك.... البحار 46/81

ثم ابدأ بنافلة الليل مراعياً ما بقي من الوقت ، كما ذكرها الفقهاء ، ومنهم : الشيخ بهاء الدين العاملي في مفتاح الفلاح ، والشيخ في المصباح ..

وابقَ مستيقظا ذاكراً لله تعالى إلى طلوع الشمس ، ولا تقم بأي عملٍ في هذا الوقت غير قراءة الأوراد والأذكار المشروعة ، وأما إذا سنحت لك الأفكار والخواطر الرحمانية ، فاستغرق في متابعتها بدلاً عن تلك الأوراد والتعقيبات ..

واختر من بين الأعمال العبادية أشدها تأثيراً على نفسك ، فهو المقدم من بين تلك الأعمال ، سواء كانت تلاوةً لكتاب ربك ، أو مناجاة بين يديه ، أو قياما لصلاة ، أو تذللاً في سجود.

وبعد ذلك تبدأ بأداء حق المخلوقين كالأهل ، فتجالسهم بمقدار ما تلزمه المعاشرة بالمعروف ، ثم تتوجه إلى عملك مشتغلاً بالأذكار المأثورة كأدعية الدخول في الأسواق.. ثم ابدأ بعرض ما لديك من متاع ، متذكراً الله عز وجل ، فإنه بمثابة النور في ظلمات الحياة ومنها الأسواق.. واحرص على أن لا تتدخل في شؤن الخلق إلا بما يقتضيه التكليف ، كالنهى عن المنكر وبالطريقة التي أمر بها الشارع ، من الحكمة والموعظة الحسنة فيما لو احتملت التأثير وإلا فلا تكليف في البين ..

وعليك أن لا تغفل عن قراءة سورة القدر بعد العصر عشر مرات ، مع الاستغفار المأثور ..

واحرص على أن تكون على طهارة دائمة ، صائماً ما أمكنك ذلك وخاصة في الأيام الثلاثة من كل شهر ، بشرط موافقة المزاج ، وإلا فإن مراعاة المزاج أولى ، إذ البدن مركوب العبد لا ينبغي أن يُنقص من حظه فيكلّ ويملّ ، ولا يعطيه أكثر من حقه فيطغى ويزل ، وخير الأمورأوسطها وهذه قاعدة في كل الأمور وقد قيل : (عليكم بالحسنة بين السيئتين).

ويحسن بك في أية ساعة من ليل أو نهار ، القيام بسجدة طويلة تُكثر فيها من قول : (سبحان ربي الأعلى وبحمده) وليكن سعيك في استحضار قلبك عند كل ذكر ووِرْد ، مقترنا بالمداومة ليتحول عملُك إلى مَلَكة وعادة.

(حرره محمد البهاري الهمداني )


سأضع الرسائل الأخرى بعد هذه بمدة قصيرة حتى تكون المسألة تدريجية ..

آخر تعديل بواسطة الروح المجرد ، 08-Jun-2007 الساعة 03:22 PM.


zahraa_jwana
الصورة الرمزية zahraa_jwana
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 140
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 350
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 233
المستوى : zahraa_jwana is on a distinguished road

zahraa_jwana غير متواجد حالياً عرض البوم صور zahraa_jwana



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف
اللهم صل على مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و اللعن الدائم على ظالميها من الاولين و الآخرين و لا سيما المعاصرين...
آجرك الله أخي عاشق الزهراء على الموضوع الجميل,,,و أرجوا أن تضم باقي الرسائل ليتسنى لنا الاستفادة منها اذ انها باغة في الاهمية لمضامينها المختصرة و المفيدة و المتنوعة المواضيع...
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

توقيع zahraa_jwana

مشكــاة نــور اللـــه جـل جـلالـه * * زيــتونـة عــم الـورى بــركـاتهـا
هي قطـب دائــرة الوجــود ونقطة * * لمــا تـنزلــت اكـثرت كـثـراتــهـا
هي أحمد الثاني واحمد عـــصرها * * هي عنصر التوحيد في عرصاتها




الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:48 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام عليكم ورحمة الله ..

آجركم الله أختنا جوانا على مروركم الكريم ..

هذه الرسائل المتبقية وأسأل الله بحق الزهراء (س) وضلعها المكسور أن يرزقنا خلوص النية والهمة والرغبة ألى التقرب إليه والعمل بهذه الأقوال ..

المراسلة الثانية للشيخ البهاري


لقد آن لك الأوان لأن تخرج من سجن الظلمات إلى رحاب النور ، ولكن بشروط:

الأول : أن لا تطمع في شيء حتى في راحة نفسك ، وأن لا يكون لك هدف إلا إصلاح عباد الله تعالى ولو بتحمل الأذى منهم..
وأما لو كان القصد من السعي هو المال والجاه ، فإنك لن تصل إلى السعادة أبداً ، ومن الممكن أن تحصل لك هذه الملكة ، لو جعلت الموت نصب عينك دائما وأبداً .

الثاني: أن لا تستعجل في أمر من الأمور ، بل عليك بالتأمل في النفس واستشارة الغير ، فإن العجول يقع في المهالك من حيث لا يشعر.

الثالث: أن تجعل قوة الغضب عندك مقهورة بالعقل ، ضرورة أن غبار الغضب يستر وجه العقل ويحجبه عن الحق .. ولهذا يحسن بك في هذه الحالة عدم مواجهة الآخرين - ولو بداعي الموعظة - إلى أن تسكن ثائرة الغضب.

الرابع: أن تكون كتوماً للأسرار ، أعني ذلك الأمر الذي لو ذكرته لكان إما : لغواً ، أو موجباً لفساد العقيدة ولو في المآل ، وهذا يختلف بحسب اختلاف الأشخاص والبلاد.

الخامس: أن لا ترى نفسك ناصحاً مشفقاً ، بل تكون متهما لها في كل شيء ، وخاصة فيما تصرّ عليه نفسك .. فاعلم عندئذ أن هناك خيانة ومؤامرة في البين لا بد من إبطالها.

السادس: أن تكون ذا نظم في كل شؤونك وأوقاتك.. فقم بكل ما عليك في أوقاتها المناسبة ، لتجدخلوةً كافيةً مع نفسك .. فليس من السائغ أن تقوم بأي شيء في أي وقت .. فإن في ذلك مفسدةً كبرى لو التفتّ إليها .

السابع: أن لا تتكل في أمر من أمورك على حولك وقوتك، بل تكون متوكلاً في كل أمورك على الحي الذي لا يموت .

(حرره محمد البهاري الهمداني )


آخر تعديل بواسطة الروح المجرد ، 12-Jun-2007 الساعة 08:54 PM.


الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:48 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة الثالثة للشيخ البهاري

جعلك الله جل جلاله ، ممن تناله الرحمة من رأسه إلى قدمه.
وصلني كتابُك ، وكشف عن صحة مزاجك خطابُك ، وقد اشتكيتَ من سوء حالك ، وتفرق اخوانك ، وقلة أعوانك .. فأقول لك :

لا تخف ولا تحزن ، إن الله تبـارك وتعـالى نِعْمَ الرب ، وإن محمداً نِعْمَ الرسول ، وإن عليـاً وأولاده نِعْمَ الأئمة.

واعلم أن العبد الضعيف لو توسل بذيل كرمهم لأوصلوه إلى حظيرة القدس ، يسوقونه إلى ذلك برفقٍ وحنان!.. فإن العادة الإلهية جرت - بكرمه - على أن لا يُترك الضعيف يكابد ضعفه ومسكنته ، ذلك الضعيف الذي استعان بالتوكل لدنياه ، وبالتقوى لأخراه ، واستصحب العفة ، واتخذ القناعة حرفة ، وزيّن فقره بصبره ، وغناه بشكره ، وأوجز في كلامه وطعامه ومنامه، ونسى حظ نفسه ، وحفظ سيئة أمسه ، وشاور اخوانه ، ودارى أعوانه ، وكان في حوائجهم من الساعين ولهم من الداعين ، موظِّفـاً وقته في طاعة رب العالمين ، غير مضيّع لصلاته خصوصا صلاة الليل ، آمراً نفسه بالمعروف بعد ما نهاها عن المنكر.

عليك أن لا تنظر إلى حسناتك ، فإن ما أنت فيه من أمر إنما هو من رشحات فضله ، وهو جلّ شأنه ولي التوفيق ..

جعل الله لك بعد العسر يسرا ، وبعدالذلّ عزّاً ، وبعد الفاقة غنى ، لعلك تكون من المفلحين إن شاء الله تعالى .

لا أدرى ما هو سبب تحيرك وتوانيك ؟!.. هل دخلتَ عليهم من باب الصدق ولم يأذنوا لك في الدخول؟.. أليس بابه مفتوح للطارقين وخيره مبذول للطالبين.
ألم تسمع النداء : من تقدم إلي شبراً أقدم عليه ذراعاً .. و لوعلم المدبرون كيف اشتياقي إليهم لماتوا شوقاً.. و إن الراحل إليك قريب المسافة .. و هو الذي يقبل التوبة عن عباده.. فلماذا اليأس إذن؟!.. هل كُلِّفتَ ما لا تطيقه؟!.. هل فضحوك على رؤوس الأشهاد ؟!.. هل سلبوا منك ما أعطوك؟!..

فتبصبص إليه جل جلاله تبصبص الجائع ، فلعله ينظر إليك نظرة رحمة ورضوان إن شاء الله تعالى.. ولا أدري ماذا أقول لك بعد ذلك كله؟.. فإن من كان صادقاً في عطشه يكفيه القليل من الماء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(حرره محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:49 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة الرابعة للشيخ البهاري


يا محمود الخصال وحسن الفعال.. إن لطالب المعرفة شروطاً لا بد من مراعاتها:


الأول : أن يكون صحيح المزاج .. وعليه فلا بد من عـلاج مناشئ الداء في بدنه ، إذ لـو غلب عليه الطبع السوداوي مال إلى العشق فيـوقعه في الغرور .. ولـو غلب عليـه الطبع الصفراوي مال إلى القلق و سوء الخلق .. ولو غلب عليه البلغم ابتلى بقصور الفهم لدقائق الأمور.

الثاني: أن يكون متأدّباً بآداب الشرع وتاركاً للمعاصي متألماً من ارتكابها ، وأن يكون عفيفاً صدوقاً مُعرضاً عن الفسق والفجور والغدر والخيانة والمكر والحيلة ، فإن جميع السجايا الأخلاقية مقدمةٌ للمعارف بعد الفقه..
ولا ينبغي ترك أي ركن من أركان الشريعة والاكتفاء بتأويلاتها ، فتارك الصلاة بل تارك النوافل ، لا حق له في أن يتكلم حول شيء في المعرفة الإلهية.

الثالث: أن يكون فارغ البال من أمر المعاش إما : بالاستغناء المالي ، أو بالقناعة والتوكل.

الرابع: أن يكون معظّّماً للعلم والعلماء.

الخامس: أن يكون حزيناً ، بأن يجعـل بشره في وجهه وحزنه في قلبه.

السادس: أن يكون كتوماً للأسرار.
إن كُشف له عن شيء منها.

(محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:50 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة الخامسة للشيخ البهاري


أيها العالم المجاهد !.. الذي اجتهد ليلاً ونهاراً حتى أدخل نفسه في زمرة العلماء الراشدين والفقهاء المجتهدين ، حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء ، تيقّظ من رقدتك ونومك ، كي ترى ما أشكل عليك في تحصيل شرائط العـلم وآدابها ، وكيفية المواظبة عليها.
اعلم أنه قد ورد أن العلماء ورثة الأنبياء ، ولا شك ولا ريب في أن هذا الإرث ليس هو الدرهم والدينار ، بل المراد منه ما يكون من جهة تبليغ الأحكام ، وإرجاع العامة إلى الجادة المستقيمة ، وتثبيتهم عليها مهما أمكن ..
فعلى هذا لا بد للعالم من مراعاة أمور كي تتحقق فيه هذه الوراثة ، وأنّى لك مراعاتها !..

فمنهـا: أن لا يكون حبيس داره ، مع ما يرى من مواظبة الناس على المنكرات الواضحة ، إن كان قادراً لدفعها مع اجتماع شرائطه .. فعليه أولا أن يبدأ بإصلاح نفسه ، وذلك بالمواظبة على فعل الطاعات وترك المحرمات ، ثم بتعليم أهله وأقاربه ثم جيرانه ثم أهل بلده ، ثم أهل القرى والبوادي وهكذا إلى أقصى العالم ، بمقدار ما يسعه ذلك ، ما لم يقم بهذا التكليف من به الكفاية ..
وليس هناك شيء - مما فُرض عيناً أو كفاية - أهم من ذلك ، فأين أنت أيها المداهن والمسامح من هذه الوظيفة؟!.

وإياك وأن تخضم مال الله تعالى خضم الإبل نبتة الربيع ، لتأكل منه قسماً وتعطي قسما منه لأولادك.

واعلم أن على العالم ان يكون صابراً محتسباً ، كما كان السلف صابرين في جفاء المخلوقين.
وأن يكون ملجأ وملاذا للمسلمين حقيقة في حاجاتهم وابتلاءاتهم.. فإن حجة الإسلام ، هو ما كان قوله وفعله حجة على المسلمين ، وإلا كانت حجة خالية عن أي ملاك.

و منهـا: أن لا يكون له همّ وغرض في جميع حركاته وسكناته إلا هداية الخلق وسوقهم إلى الشريعة ، بأي سبب حصل ، وبأية حيلة تحققت ، وبأي فرد جرى على يده هذا الأمر ، صغيراً كان أو كبيراً ، وضيعاً كان أو شريفاً ، فلا يتبرّم إذا جرى الخير على يده في الباطن ونسب إلى غيره في الظاهر .

فهل كان يثقل على النبي (ص) أن يرى أعرابياً تجري الهداية على يده للناس جميعاً بسبب بعثته (ص) ، وهو يعلم أن الغاية من بعثته حاصلة وإن كان على يد أعرابي؟!.. ولكن أقول لك بصدق :
إننا لا نستوعب هذه الحقيقة ، فضلاً عن العمل بها في محله ، هيهات هيهات!..

و منهـا: أن يكون متواضعاً لله جل جلاله في ذاته ، من دون أن يكون ذلك لغرض من الأغراض ، كالطمع المركوز في النفوس أو غيره .. ومن المعلوم أنه لا يتحقق الشرف التام إلا بالتواضع في ذات الله جل جلاله ، وأما ما شاع في زماننا هذا ، من شدة الخضوع والتذلل للأغنياء وغيرهم من أهل الدنيا وتسميتها تواضعاً ، فهو تدليس ومكر وتلبيس وتملق وتذلل مذموم ، ولا يكون هذا إلا تفريطاً في فضيلة التواضع .

نعم ، للتواضع مراتب بالنسبة للمتواضَع له .. والعدل الحقيقي هو إعطاء كل ذي حق حقَّه ، فتواضع العالم للعالم يغاير تواضعه للسوقي ، وتفصيل ذلك موكول إلى محله.

و منهـا: أن لا يكون غافلاً عن مولاه في آن من الآنات ، بل يكون مراعيا لمراقبته ، كمراقبة الحكام لما يجري في عاصمة ملكهم !.. فعليه أن يعرض أعماله كلها على مولاه ، ليعلم القبول من الرد ، وبهذه المناسبة تأمل فيما قيل : من أن المفتي لا يستفتى إلا من الله تعالى.

و منهـا: أنه لا بد من أن يكون منصوراً بالرعب ، بعد قطع طمعه عن حكام الدنيا ، وتمكين الخوف الإلهي جلّت عظمته في مكنون سريرته.

(محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:51 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة السادسة للشيخ البهاري


رأيتك في ليلة من الليالي كسلاً فاترا ، ولم أعرف الحكمة في ذلك ؟.. فلو كان فتورك للدنيا ، فاعلم أن العبد لا يأخذ أكثر من قوته المقدر له.. وإن كان للآخرة فاعلم أن الله تعالى يستقبل العبد الهارب بأول سعي منه إليه ، إذ أن الراحل إليه قريب المسافة .. أو ما سمعت قوله : لو علم المدبرون كيف اشتياقي إليهم لماتوا شوقاً .. فعجّل قبل فوات الأوان.


وإذا رأيت نفسك لا تُقبل على العبادة ، فالتجأ إليه بالتضرع والمسكنة ، فإن العطاء _ بلا حساب واستحقاق - إنما هو ديدنه وعادته .. فلا تلتفت إلى وسوسة الشيطان في أنه لا مجال للتوبة بعد تكرر المعصية ، فإنه جلّت عظمته توّاب غفور ، وأولياؤه أيضاً مأمورون بذلك .

وأما لو كان فتورك وضيقك لأجل فراق الاخوان ، نظراً إلى أن مودة سنة رحم ماسة ، وفرقتها نار موقدة ، وقد قال الشاعر:
وجدت مصيبات الزمان جميعها

سوى فرقة الاحباب هينة الخطب

وقال آخر :
يقولون ان الموت صعب على الفتى

مفارقة الاحباب والله اصعب


فأقول لك : إن للكلام تفصيلاً وفروعاً.. والحق أنه لو كانت صداقة الانس هذه من موجبات الالتذاذ بالدنيا ، فلا معنى للضيق والفتور أبداً ، بل لا بد من الفرح والسرور لتخلّصك من هذه البلية ، وفقنا الله تعالى لنيل هذه المرتبة الجليلة .

وأما لو كانت أخوتك في الله تعالى فإن مفارقة الأنيس - وإن كانت موجبة للوحشة - إلا أن علاج الأمر ليس بالضيق والتبرم ، بل عليك بالإحسان إليه والقيام بحقوق اخوته ولو في غيابه ، فإن الاخوة عقد يجب الوفاء به..

وليس القصد هنا التفصيل في بيان حقوق الاخوة ، بل على المؤمن أن يعين اخوانه على الثبات على لوازم الاخوة ليقطفوا جميعاً ثمارها ، وإن من ثمارها الخلاص مما يقع فيه كل واحد منهما من البلاء في أهوال الآخرة .

(محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:52 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة السابعة للشيخ البهاري


اخواني !.. كأني أراكم وأنتم على ما كنتم عليه .. إذ لا علم ولا عمل ولا ورع ولا تقوى .
ما هذا التواني في أمر الآخرة ، والتكاسل في طاعة الذوات الطاهرة؟.. أنسيتم الموت الذي لا بد منه ، وهو الهادم لأركان اللذات ، والمخرب لبنيان الغرائز ؟.. أليس ذكره يزهّدكم في الدنيا ويرغّبكم في الآخرة ؟..

أمَا قال أصدق الصادقين : إنّ مَن تَذّكره في اليوم والليلة عشرين مرة يحشر مع شهداء أُحد . المستدرك 2/104..

أما وجدتم ذكره في غاية النفع والتأثير؟.. ولعل الذي منعكم من ذلك هو اشتغال القلب بما سواه ، وعدم التهيؤ لسفر الآخرة ، وإلا لا ريب في أن المسافر لا همّ له إلا الاستعداد له ، فمن تفكر في حال الفراعنة لا بد وأن يقلّ سروره بالدنيا وشهواتها ، وينكسر قلبه عن لذاتها ، فالعاقل من جرّد نفسه للمنية وهيأها للتنعم والتحية ، وإن شئت ذلك فتفكر في حال نظرائك الذين كانوا منهمكين في الشهوات بطول آمالهم ، كيف انتقلوا من أنس العشرة إلى وحشة الهجرة ، ومن فسح القصور إلى ضيق القبور ، ومن النظافة وحسن الصورة إلى قبح المنظر والسيرة ، واسأل عن قبره بلسان فصيح وقل :
بالله يا قبر هل زالت محاسنه ----- وهل تغير ذاك المنظر النضر

وكيف كان ، فاغتنم يا حبيبي ما أقول لك : إن حالة الناس في ذكر الموت وحالاته على أقسام .. فهم بين منهمكٍ في الدنيا وشهواتها ، وخائضٍ في غمرات لذاتها ، وبين سالك مبتدئ ، وعارف واصل .

والاول: لا يذكر الموت إلا بذمّ ، لصده إياه عن محبوبه ، وكونه حاجباً له عن مطـلوبه ، بل يفرّ منه ويعاديه وإن كان لزاماً أن يلاقيه ، فلا يستفيد من ذكره إلا بُعداً .

والثاني: يستعد بذكره لاقتناء الخيرات ، والمسارعة إلى تحصيل فضائل الملكات ، ويكرهه خوفاً من أن يلقاه قبل الوصول إلى هذه الكمالات ، وهو في هذا الحال معذور ، ولا يُعد من كلاب دار الغرور ، بل لا يُحسب من الذين كرهوا لقاء الله عزّ وجلّ فكره لقاءهم ، وعلامته الاشتغال بما يعده للممات ، والتهيؤ للزاد قبل الفوات .

واما الثالث: - وإن كان لا فائدة في ذكره - فهو إنما يذكره ويشتاق إليه حباً له وشوقاً منه إليه ، إذ فيه لقاء الحبيب ، ولذا قال سـلام الله عليه : والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه . البحار 28/ص233 .. لما فيه من الخلاص من سجن الطبيعة ، والوصول إلى الدرجات العالية الرفيعة ، وإلى ذلك أشار بقوله سلام الله عليه :
فزت ورب الكعبة . البحار 42/239..

وهناك قسم آخر أعلى : وأرفع مما ذكر ، إلا أنه لا مجال لذكره.

(محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة الثامنة للشيخ البهاري


روي عن مولانا أمير المؤمنين (ع) : من ابتُلى بالفقر فقد ابتُلى بأربع خصال : الضعف في يقينه ، والنقصان في عقله ، والرقة في دينه ، وقلة الحياء في وجهه. البحار 69/47..

أما إذا توجه الفقر لعبد من العباد ، فعليه الالتفات إلى الأمور التالية:

الاول: أن لا يكره الفقر فيما لو نزل به ، بل يقول : مرحباً بشعار الصالحين حيث أن العالم بالأصلح - جلت حكمته - قدّر ذلك الفقر له ، ولازم ذلك أنه - لو كان شاكياً - لا يشكو إلا إليه في ظلم الليالي.
فلو أظهر فقره لغيره كان ذلك كاشفاً عن عدم رضاه به ، فكانه يرى مصلحته في غير ذلك ، وخاصة فيما لو كان عند من لا تفيد الشكوى لديه .. فإن قلت :
إن هذه الشكوى هل هو كفر أو فسق أو مباح ؟.. قلت :
إن هذا إنما يكون بحسب الشاكي والمشتكى إليه .. وقد أوكلت الاجتهاد فيه إليك.

الثاني: : أن يقنع بالكفاف والاقتصاد على قدر الحاجة ، ويشكر ربه على أنه لم يُعط له الزيادة ، فإن الزيادة فتنة وامتحان لعبده ، لينظر ما يفعل بها ، فإن عصى الله بها عذّبه وإلا حاسبه ، نستجير بالله منه.

الثالث: أن يكون متوكلاً على مولاه ، آيساً مما في أيدي الناس ، وأن لا يتملق لغني أبداً بدعوى أن ذلك من التواضع ، فإن تواضع الفقير هو التكبر عليهم من حيث أنهم أغنياء.

الرابع: أن لا يداهنهم في خوضهم في الباطل طمعاً لما في أيديهم من حطام الدنيا ، فلا يدخل فيما يدخلون فيه ، ولا يتكلم بما يتكلمون به ، ولا يبرّر لهم ما يعملون.

الخامس: أن لا يكون الفقر من دواعي الوهن في العبادة ، بل يستغل الفقر المقدر له ليكون ادعى له للعمل بالطاعات ، إذ الوصول إلى السعادة الأبدية بالفقر أيسر وأسهل .

السادس: أن ينفق شيئاً من ماله فيما يرضي ربه ، فإنه أفضل عند الله تعالى من بذل الأغنياء من وجوه لا مجال لتفصيلها والله العالم.

السابع: أنّ ما يعطيه غيره من المال إن علم أنه حرام وجب عليه الامتناع .. وإنْ علم أنه مشتبه أو حلال فيه منّة رجح له ردّه .. وإن علم أنه هدية محللة بغير منّة ، استحب له القبول تأسياً بالنبي والأئمة ، وإن كان من الصدقات وهو مستحق له ، فإن علم أنه يعطي رياء وسمعة ، فإنه يمكن أن يقال بعدم جواز الأخذ ، إذا صدق أنه أعانه على الإثم ، وينبغي له التعفف عن السؤال ما استطاع ، فإنه فقر معجّل وحساب طويل ، لعدم خلوه من الآفات غالباً ، إذ هو متضمن على الشكوى وذهاب ماء الوجه ، والذل عند غير الله تعالى ، وإيذاء المسؤول وإجباره على العطاء ، استحياء أو رياء ، أو يورث شتم السائل وإيذائه إلى غير ذلك من الآفات ..

ولذا روي أن مسألة الناس من الفواحش ، نعم لو كان في مقام الاضطرار فله ذلك بل قد يجب ، إلا أنّ تشخيص درجات هذه المقامات ، في غاية الاشكال والصعوبة.


(محمد البهاري الهمداني )



الروح المجرد
عضو نشيط

رقم العضوية : 190
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 173
بمعدل : 0.03 يوميا
النقاط : 224
المستوى : الروح المجرد is on a distinguished road

الروح المجرد غير متواجد حالياً عرض البوم صور الروح المجرد



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : الروح المجرد المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2007 الساعة : 08:55 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


المراسلة التاسعة للشيخ البهاري


سألتني الموعظة ولكن لست أهلاً لها ، فقد قيل فاسألوا أهل الذكر ..

وإن كان لا بدّ من الموعظة فإني أقول لك : عليك بالتضرع في الخلوات ، ولو كنت متكلفاً فإنه سينتهي إلى الحقيقة في يوم من الأيام ، إذ أن الذي يطلب الحق بجدٍّ يصل إليه .. فلو قـال لك مولاك :
أنه لا حاجة لنا في عبد مفلس مثلك!.. فقل له متذللاً :

إن الفقير الجالس على قارعة باب السلاطين ، لا يُعدُّ من عبيده ليحاسبه محاسبة العبيد .. فلو قال لك :
إلى متى وأنت تعيش عالم المعصية والمخالفة ؟.. فقل له :
لكل موجود شأن ، وأنا شأني العصيان .. فلو قال لك :
فمتى يظهر قهري عليك ؟.. فقل له : عندما أعارض سلطانك .. فلو قال لك : اخرج من مملكتي !.. فقل له:

لو طردتني من باب دخلت عليك من باب آخر !.. فلو قال لك :
لست قابلاً لشيء من الفيض !.. فقـل له:
أنت وهاب القابلية للفيض .. وأخيراً لو عبس في وجهك ، وطردك قهراً من بابه ، فالتجأ إلى أمناء دولته .. فإن قال لك :

من أين تعلمت ذلك ؟.. فقل له : منك لا من سواك !.


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc