مناظرة الامام الصادق (ع) مع أبي حنيفة في حكم القياس
بتاريخ : 25-Oct-2008 الساعة : 07:05 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ عى محمد وآل محمد
مناظرة الامام الصادق مع أبي حنيفة في حكم القياس
قال العلامة المجلسي رحمه الله : وجدت بخطّ بعض الاَفاضل نقلاً من خطّ الشهيد رفع الله درجته قال : قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي ، فقال : ادن ميامنك ، واستقبل القبلة ، وسمِّ الله؛ فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوك أنت أم حرّ ؟
فقال : مملوك .
قلت : لمن ؟
قال : لجعفر بن محمد العلوي .
قلت : أشاهد هو أم غائب ؟
قال : شاهد .
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني ، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم ، فدخلت معهم ، فلمّا صرت عنده قلت له : يا بن رسول الله لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد ، فإنّي تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم .
فقال : لا يقبلون منّي.
فقلت : ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله ؟
فقال : أنت ممّن لم تقبل منّي ، دخلت داري بغير إذني ، وجلست بغير أمري ، وتكلمت بغير رأيي ، وقد بلغني أنّك تقول بالقياس.
قلت : نعم به أقول .
قال : ويحك يا نعمان أوّل من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم
وقال : ( خَلقتَني من نار وخَلَقتهُ من طين ) ، أيّما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟
قلت : القتل .
قال : فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين ، وفي الزنا أربعة ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت : لا .
قال : فأيّما أكبر البول أو المني ؟
قلت : البول .
قال : فلِمَ أمر الله في البول بالوضوء ، وفي المني بالغسل ؟ أينقاس لكهذا ؟
قلت : لا .
: فأيّما أكبر الصلاة أو الصيام ؟
قلت : الصلاة .
قال : فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ، ولا تقضي الصلاة ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت : لا .
قال : فأيّما أضعف المرأة أم الرجل ؟
قلت : المرأة .
قال : فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين ، وللمرأة سهماً ، أينقاس لك هذا ؟
قلت : لا .
قال : فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع ، وإذا قطع رجلٌ يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت : لا .
قال : وقد بلغني أنّك تفسر آية في كتاب الله ، وهي : ( ثمّ لتسئلنّ يومئذ عن النعيم ) ، أنّه الطعام الطيّب ، والماء البارد في اليوم الصائف.
قلت : نعم .
قال له : دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيّباً ، وأسقاك ماءً بارداً ، ثم امتنّ عليك به ما كنت تنسبه إليه ؟