اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليك يا شمس الشموس
السلام على الذي دفن في أرض طوس
السلام على غريب الغرباء
السلام على علي ابن موسى الرضا
ما جاء عن الرضا ( ) في تفسير قول الله عز و جل و فديناه بذبح عظيم :
حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوريالعطار بنيسابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال حدثنا محمد بن علي بنمحمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرضا ( ) يقول لما أمر اللهتبارك و تعالى إبراهيم ( ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنىإبراهيم ( ) أن يكون يذبح ابنه إسماعيل ( ) بيده و أنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجعإلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجاتأهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز و جل إليه يا إبراهيم من أحب خلقي إليك فقاليا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد ( ) فأوحى الله عز و جل إليه ياإبراهيم أ فهو أحب إليك أو نفسك قال بل هو أحب إلي من نفسي قال فولده أحب إليك أوولدك قال بل ولده قال فذبح ولده ظلما على أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك فيطاعتي قال يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال يا إبراهيم فإن طائفةتزعم أنها من أمة محمد ( ) ستقتل الحسين ( ) ابنه من بعده ظلما و عدوانا كما يذبحالكبش فيستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم ( ) لذلك و توجع قلبه و أقبل يبكي فأوحىالله عز و جل إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعكعلى الحسين ( ) و قتله و أوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب فذلك قول اللهعز و جل وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
- باب ما جاء عن الرضا ( ) في قول النبي ( ) أنا ابنالذبيحين:
حدثنا أحمد بن الحسين القطان قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه قال سألت أباالحسن علي بن موسى الرضا ( ) عن معنى قول النبي ( ) أنا ابن الذبيحين قال يعني إسماعيلبن إبراهيم الخليل ( ) و عبد الله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذيبشر الله به إبراهيم العلي العظيم فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ و هو لما عمل مثل عمله قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ و لم يقل يا أبت افعل ما رأيت سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبشأملح يأكل في سواد و يشرب في سواد و ينظر في سوادو يمشي في سواد و يبول في سواد و يبعر في سواد و كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنةأربعين عاما و ما خرج من رحم أنثى و إنما قال الله له عز و جل كُنْ فَيَكُونُ فكانليفدى به إسماعيل فكل ما يذبح في منى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحدالذبيحين .
و أما الآخر فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة و دعا الله أنيرزقه عشرة بنين و نذر لله عز و جل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلمابلغوا عشرة قال قد وفى الله لي فلأوفين لله عز و جل فأدخل ولده الكعبة و أسهمبينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله ( ) و كان أحب ولده إليه ثم أجالها ثانيةفخرج سهم عبد الله ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله فأخذه و حبسه و عزم على ذبحهفاجتمعت قريش و منعته من ذلك و اجتمع نساء عبد المطلب يبكين و يصحن فقالت له ابنتهعاتكة يا أبتاه اغدر فيما بينك و بين الله عز و جل في قتل ابنك قال و كيف أغدر يابنية فإنك مباركة قالت اعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح علىابنك و على الإبل و أعط ربك حتى يرضى فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها و أعزلمنها عشرا و ضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائةفضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة فقال عبدالمطلب لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبلفلما كانت في الثلاثة اجتذبه الزبير و أبو طالب و أخواتهما من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كانت على الأرض و أقبلوا يرفعونه و يقبلونه و يمسحون عنه التراب فأمر عبد المطلب أن تنحرالإبل بالحزورة و لا يمنع أحد منها و كانت مائة فكانت لعبد المطلب خمس من السنينأجراها الله عز و جل في الإسلام حرم نساء الآباء على الأبناء و سن الدية في القتلمائة من الإبل و كان يطوف بالبيت سبعة أشواط و وجد كنزا فأخرج منه الخمس و سمىزمزم حين حفرها سقاية الحاج و لو لا أن عمل عبد المطلب كان حجة و أن عزمه كان علىذبح ابنه عبد الله شبيها بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل لما افتخر النبي ( ) بالانتساب إليها لأجل أنهما الذبيحان في قوله ( ) أنا ابن الذبيحين و العلة التي من أجلها دفعالله عز و جل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد الله و هيكون النبي ( ) و الأئمة المعصومين ( ) في صلبيهما فببركة النبي ( ) و الأئمة ( ) دفع اللهالذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم و لو لا ذلك لوجب على الناس كلأضحى التقرب إلى الله تعالى بقتل أولادهم و كل ما يتقرب الناس به إلى الله عز و جلمن أضحية فهو فداء لإسماعيل ( ) إلى يوم القيامة .
قال مصنف هذا الكتاب قد اختلفت الروايات في الذبح فمنها ما ورد بأنهإسحاق و منها ما ورد بأنه إسماعيل ( ) و لا سبيل إلى رد الأخبار متى صح طرقها و كانالذبيح إسماعيل ( ) لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحهفكان يصبر لأمر الله عز و جل و يسلم له كصبر أخيه و تسليمه فينال بذلك درجته فيالثواب فعلم الله عز و جل ذلك من قلبه فسماه بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك و قدأخرجت الخبر في ذلك مسندا في كتاب النبوة .