بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
في معرفة الله تعالى
(1|1) قال الله تعالى فى سورة البقرة
إنًّ فِي خَلق السَماوات وَالارض واختلاف الليلِ والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماءوالأرض لأيات لقوم يعقلون*)
(2|2) وقال فىِ هذه السورة :
(يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتّقون الذي جعل لكم الارض فراشاً والسمآء بنآءً وأنزل من السمآء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون*)
(3|3) وقال في سورة آل عمران :
(إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأُولىِ الألبات* الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون فيخلق السمآوات والأرضِ ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار*)
(4|4) وقال في سورة الأعراف :
(انّ ربكم الله الذي خَلَقَ السموات والأرض في ستة أيام ثم استوىعلى العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنّجوم مسخراتبأمرهِ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين*)
(5|5) وقال في سورة الأعراف :
(أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شىءٍ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم)
(6|6) وقال في سورة الروم :
(أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق*)
(7|7) وقال في سورة ق :
(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها ومالها من فروج* والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل زوج بهيج* تبصرة وذكرىلكل عبد منيب* ونزلنا من السماء ماء مباركاًفانبتنا به جنات وحب الحصيد*والنخل باسقات لها طلع نضيد*)
(8|8) وقال في سورة الذاريات :
(وفي الأرض أيات للموقنين* وفي أنفسكم أفلا تبصرون* وفي السماء رزقكموما توعدون* فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون*)
(9|9) وقال في سورة عبس :
(فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صباً* ثم شققنا الأرض شقاً * فأنبتنافيها حباً* وعنبا وقضباً * وزيتوناً ونخلاً * وحدائق غلباً* وفاكهة وأباً* متاعاً لكم ولأنعامكم*)
(10|10) وقال في سورة الطارق :
(فلينظر الإنسان مم خلق* خلق من ماء دافق* يخرج من بين الصلب والترآئِب*)
(11|11) وقال في سورة الغاشية :
(أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت* وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت* وإلى الأرض كيف سطحت* فذكر إنما أنت مذكر*)
(12|12) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « أعرفكم بنفسهأعرفكم بربه » .
(13|13) سُئل أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن إثبات الصانع ، فقال :« البعرة تدل على البعير ، والروثة تدل على الحمير ، وآثار القدم تدل على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلى بهذهِ الكثافة ، كيف لا يدلانعلى اللطيف الخبير » ؟
(14|14) قال (عليه السّلام) « بصنع اللهّ يُستدل عليهِ ، وبالعقول تُعتقدمعرفته ، وبالتفكر تثبت حجته ، معروف بالدلالات ، مشهود بالبينات ».
(15|15) وسُئل جعفر الصّادق (عليه السّلام) : ما الدليل على صانع العالم ؟ قا ل : « رأيت (1) حصناً(2) مزلقاً أملس لا فرجة فيه ولا خلل ، ظاهره من
فضة مائعة ، وباطنه من ذهب مائع ، انفلق منه طاووس وغراب ونسر وعصفور ،فعلمت أن للخلق صانعاً ».
(16|16) علي بن موسى الرّضا (عليه السّلام) قال : « حدثني أبي ،عن آبائه ، عن الحسين بن علي (عليه السّلام) أنه قال : سأل يهودي أميرالمؤمنين (عليه السّلام) أخبرني عما ليس للهّ ، وعما ليس عند الله ، وعما لايعلمه الله ؟ . فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : أما ما لا يعلمه الله لا يعلم أنله ولداً(1) ، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم ، وأما ما ليس لله فليس للهشريك ، فقال اليهودي . وأنا أشهد أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله » .
(17|17) وقال : جاء رجل إلى رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) وقال :ما رأس العلم ؟ قال : « معرفة الله حق معرفته » قال : وما حق معرفته ؟ قال :« أن تعرفه بلا مثال ولا شبيه ، وتعرفه الهاً واحداً خالقاً قادراً ، أولاً وآخراً ، ظاهراًوباطناً ، لا كفو له ، ولا مثل له ، وذلك معرفة الله حق معرفته » .
(18|18) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « أفضلكم إيماناً أفضلكم معرفة».
(19|19) وسئل علي أمير المؤمنين (عليه السّلام) : بما عرفتَ ربك ؟قال : « بما عرَّفني نفسه ، ولا يشبّه (1) بصورة ، ولا يُقاس بالناس ، قريب فيبُعده ، وبعيد في قربهِ ، قوي فوق كل شيء ، ولا يقال : شيء تحته ، وتحت كلشيء ولايقال : شيء فوقه ، أمام كل شيء ولايقال ، شيء خلفه ، وخلف كلشيء ولايقال : شيء أمامه ، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء ، سبحان منهوهكذا لا هكذا غيره »
ونسئلكم الدعاء